لأنى فتاة.. أتحدى 

عشر سنوات بالتمام والكمال تمر اليوم على ذكرى أول احتفال باليوم الدولى للفتاة الذى أقرته الأمم المتحدة فى اجتماعها 19 ديسمبر 2011. 

واحتفت به لأول مرة فى 11 أكتوبر 2012 بكندا بعد ما أطلقت منظمة “بلان انترناشيونال” مبادرتها؛ لتخصيص يوم للفتاة تأسيسا على حملتها “لأنى فتاة” والتى تهدف إلى نشر الوعى المجتمعى برعاية الفتيات.

من وقتها وحتى اليوم ومازالت هناك قضايا عالقة وممارسات ضارة تقع بحق الفتيات وهو ما يؤكده تقرير حالة سكان العالم 2020 الصادر عن الأمم المتحدة “ضد إرادتى، تحدى الممارسات التى تضر بالنساء والفتيات وتقوض المساواة” ويحدد ما لا يقل عن 19 ممارسة ضارة ضد النساء والفتيات مثل “كى الثدى” والتى تمثل انتهاكا لحقوق الإنسان ويركز على 3 انتهاكات صارخة مازالت تمثل حجر عثرة أمام حماية الفتيات هى: “الختان، زواج الأطفال وتفضيل الذكور عن الإناث”.

الغريب أن هذه الانتهاكات ما زالت تحدث على الرغم من أن إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الصادر فى ديسمبر 1948 بعد تداعيات الحرب العالمية الثانية والذى انبثقت منه عدد من المواثيق فيما بعد وتم البناء عليها وأقرت فى يوم الفتاة الدولى حقها فى التعليم والتغذية والحقوق القانونية والرعاية الصحية والحماية من التمييز والعنف والحق فى العمل والزواج بعد القبول والقضاء على زواج الأطفال، لا تزال ربع فتيات العالم بين 15 و19 عاما لا يلتحقن بالتعليم أو العمل أو التدريب، مقارنة بواحد من كل 10 فتيان ممن هم فى نفس العمر، ما يؤثر اقتصاديا واجتماعيا على مجتمعاتهن.

اليوم والعالم يحتفل بالذكرى السنوية العاشرة لليوم الدولى للطفلة، واحقاقا للحق فإن الاهتمام تزايد خلال العشر سنوات الماضية من قبل الحكومات وصانعى السياسات مع إتاحة الفرص لسماع أصوات الفتيات، إلا أن النتائج لم تكن على قدر المأمول من العمل، مرجع ذلك أزمات تغير المناخ وجائحة كورونا، والأخيرة تسببت فى زيادة الأعباء على الحكومات ما أدى إلى تراجع مكتسبات تحققت على مدار أعوام سابقة.

ولأن دائما الأمل موجود و”لسه الأحلام ممكنة”، والتحدى إحدى السمات المهمة والأصيلة فى جينات الأنثى التى تحدت وتتحدى كل الظروف الصعبة التى تواجهها فإن 600 مليون مراهقة فى العالم – وفقا للدراسات – أظهرت أنه فى ظل المهارات والفرص المتاحة اليوم يمكن أن يصبحن صانعات للتغيير فى مجتمعاتهن ويعدن البناء، واليوم أكثر من 1,1 مليار فتاة تستعد لقيادة المستقبل بقدرتهن على كسر الحواجز والتصدى من خلال الوعى لقضايا الزواج المبكر والختان والحرمان من التعليم وللعنف الذى يمارس ضدهن وصولا إلى تحقيق المساواة بين الجنسين والتمكين فى المجالات كافة “سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا وقانونيا” والذى تضمنته خطة التنمية المستدامة 2030 بناء على الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة التى اعتمدها قادة العالم 2015 خارطة لطريق يحمل الأمل والأمان لمستقبل أفضل للبشرية وفى مقدمتها المرأة ضمانا لحقوقها وهى التى تمثل ما يقارب نصف المجتمع الذى تتحقق به العدالة وتبنى الأوطان.

تحية لكل فتاة فى عيدها والأمل معقود على مثابرتها وصبرها وعطائها، ولها فى نضال الأم والجدات المثل والقدوة، “ويا معافر اجمد كمل للآخر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *