صالون نفرتيتي الثقافي يحتفي بأعياد أقباط مصر داخل قصر الأمير طاز.

تحت رعاية وزارة الثقافة متمثلة في صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور وليد قانوش عقد صالون نفرتيتي الثقافي يوم السبت ٢٠ إبريل داخل قصر الأمير طاز فعالية جديدة تحمل عنوان “أعياد الأقباط بين الدين والموروث الشعبي”.

احتفى الصالون،الذي أدارت الحوار فيه كل من الإذاعية وفاء عبد الحميد والكاتبة الصحفية مشيرة موسى، بكل ما يخص أقباط مصر من الأعياد والاحتفالات الدينية وما ارتبط بها من طقوس وعادات وتقاليد شعبية تمثل موروثات مصرية أصيلة.

استضاف الصالون الدكتور عزت صليب أستاذ الاثار والتراث الشعبي المصري والكاتب الصحفي الدكتور لؤي سعيد مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية والأثري ملاك نصحي المشرف علي مركز معلومات بالمتحف القبطي.حيث ناقش الضيوف كل ما تعلق في أذهان المصريين من مظاهر احتفالية وطقوس وتقاليد وموروثات ومرويات حتى المأكولات التي اقترنت بالديانة المسيحية و ما تحويه من أعياد وموالد واحتفالات حرص أهل مصر جميعا على الاحتفاء بها.واعتبروها جزء أصيل من الهوية المصرية وتراثها الانساني.


وخلال الفعالية استعرض دكتور عزت صليب أشهر الأعياد المسيحية موضحا أنها تندرج تحت ثلاثة أقسام ،دينية ودينية شعبية ، و شعبية. وتحدث عن ما اقترن بها من طقوس وتقاليد ومأكولات عند المصريين ومثال ذلك عيد الغطاس .كما تحدث الدكتور “صليب” عن أعياد مثل عيد النيروز و أربعاء أيوب و خميس العهد وعيد البطيخ وغيرها من الأعياد الشعبية التي تعود مظاهر احتفالاتها الى عصر الدولة المصرية القديمة. كما تحدث عن أهم الموالد في التراث القبطي.


ودار الحوار حول اللهجة المصرية وعلاقتها باللغة القبطية وباللغة المصرية القديمة.حيث ذكر الدكتور”صليب” عدد من الكلمات التي لا يزال المصريون يستخدمونها حتى اليوم ومنها على سبيل المثال الأولاد دول ،مش حانام بدلا من أدوات النفي أو أسماء الإشارة وأدوات الوصل .


بينما أكد دكتور لؤي سعيد أن التراث القبطي هو تراث شعبي في أصله ولم يمثل من يملك السلطة في مصر كونه نابع من الشعب الذي حافظ على ديانته المسيحية لعدة قرون بعد دخول الإسلام الى مصر .وأوضح أن الثقافة القبطية ظلت قائمة علي الثقافة الشعبية و تعبر عن أهل مصر على اختلاف معتقداتهم الدينية. مشيرا الى أن اللغة القبطية تحوي ما لا يقل عن ١٥ لهجة منتشرة عبر ربوع مصر.كما كشف عن أهمية المخطوطات القبطية القديمة التي مكنت العلماء من التعرف على بعض صوتيات الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة . حيث أنها لم تكن تحوي التشكيل أو حروف الحركة.وعندما سجلتها اللغة القبطية بحروف يونانية وضح النطق المخفي  للكتابه المصرية القديمة وهي العامية المتوارثة التي يتكلم بعض مفرداتها المصريون اليوم. ومنها كلمات مثل: (مام  ،نونا ،إمبو، كحكح ..).

لذا أكد الدكتور “سعيد” على أن العامية المصرية ما هي إلا مزيج من اللغة المصرية القديمة واللغة القبطية ويصفها بأنها :”لغة عربية مقبطة أو لغة قبطية معربة..”. كما تحدث عن بعض رمز الموروثات الشعبية القبطية مثل رموز ودلالات الشمع والبخور. كما استعرض عدد من الأمثال الشعبية المتوارثة وحكايتها والأطعمة المرتبطة بالأعياد ودلالاتها .


في حين تناول الأثري ملاك نصحي الأعياد الكبيرة والصغيرة والثابتة والمتغيرة .مشيرا الى علاقتها بالتقويم القبطي وعن مدى ارتباطها بالتقويم المصري .وتطرق إلى أسباب اختلاف مواعيدها. كما تناول شهور السنة القبطية المتوارثة من المصرية القديمة .و تحدث عن الفن القبطي وما يمثله من أيقونات أو لوحات فريسك مدللا على رموز الألوان . موضحا أن الفن القبطي قام بتوثيق الأحداث الدينية وسير القديسين كما قدم لنا بعض القصص من المتعلقة بمعجزات السيد المسيح وقصص اخري مرتبطة بالموالد والاعياد.


كما استعرض الصالون عدد من القطع الأثرية التي تكشف عن حالة التواصل بين الحضارة المصرية القديمة قبل دخول الديانة المسحية وبعدها.ويوضح كيف نجح أهل مصر في مزج هويتهم المصرية القديمة مع الديانة المسيحية وهو ما تكشفه عدد من المواقع التاريخية القبطية.


وحضر الفعالية عدد من المهتمين بالتراث المصري القبطي ومنهم الدكتور جمال مصطفي المشرف علي مركز إبداع قصر الأمير طاز ورئيس قطاع الاثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار كما حضر الدكتور محمد صالح المدير السابق للمتحف المصري والدكتور أسامة عبد الوارث الرئيس السابق لصندوق آثار النوبة ومدير متحف الطفل ومعه الدكتورة سامية الميرغني مدير مركز تسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقة وأستاذة الأنثربولوجية بجامعة القاهرة والكاتبة القصصية صفاء عبد المنعم. وعدد من الصحفيين المتخصصين.


ويذكر أن صالون نفرتيتي الثقافي يعقد لقاءاته شهريا داخل قصر الأمير طاز. لمناقشة أحد القضايا الثقافية والفكرية أو الأثرية المثارة على الساحة والتي تمس الحضارة المصرية وتراثها الإنساني. ويقوم بإعداده ست سيدات عملن في مجال الصحافة والإعلام وهن مشيرة موسى وكاميليا عتريس ونيفين العارف وأماني عبد الحميد وفتحية الدخاخني والإذاعية وفاء عبد الحميد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *