ونعيد أمجاد الأجداد

منذ آلاف السنين، حرص المصرى القديم على الحفاظ على البيئة، حيث كان يعلم علم اليقين أن أى تجاوز فى حقها سوف يجلب المصاعب والأهوال والدليل ما جاء فى قانون “ماعت” إله العدل والحق والنظام فى الكون عند الفراعنة وما جاء فى قسم المصرى القديم بنص الخروج إلى النهار “كتاب الموتى” أنا لم ألوث ماء النهر، أنا لم استخدم العنف ضد أحد، أنا لم أخرب المبانى وغيره من الممارسات الضارة بالبيئة التزاما أدبيا وفعليا تم البناء عليه، فكانت الدولة المصرية القديمة من أعرق الحضارات، فالبيئة هى النواة والدعامة الأولى التى قامت عليها الحضارات الإنسانية. 

أجدادنا الفراعنة أول من عرف التنمية المستدامة وعمل على الحفاظ عليها من خلال استثمار الموارد الطبيعية وحمايتها من شمس وتربة ومياه وبحر وهواء إضافة إلى كثير من التفاصيل عن التنوع البيولوجى للعديد من الكائنات كالطيور والحيوانات، المصرى القديم حقق أهداف التنمية المستدامة على مستوياتها الثلاثة البيئية والاقتصادية والاجتماعية وأيضا فى ممارساته الحياتية من بينها استخدام أنواع الطعام المجففة التى تعيش طويلا، وتأكيدا للدور العظيم للمصرى القديم فى تحقيق التنمية المستدامة فإن أول مدينة مستدامة فى التاريخ هى الأهرام، والزراعة المستدامة وتدوير المخلفات وتحويلها إلى مصدر للطاقة والتدفئة والحفاظ على النيل من التلوث.

وها هو التاريخ يعيد نفسه ويتم بناء المتحف الكبير على يد الأحفاد، وفى حضرة الأهرامات أول مدينة مستدامة ليصبح أول مبنى أخضر محققا لأهداف الاستدامة وأبعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعية اتساقا مع الاستراتيجية الوطنية 2030، ليس هذا فقط بل أيضا ما يثار الآن من مناقشات حول قضايا تغير المناخ بمؤتمر COP27 التى يجتمع من أجلها العالم بمدينة شرم الشيخ المصرية والذى حقق نجاحا أشاد به العالم إنقاذا للبشرية، ووضع الحلول الجذرية لقضايا المناخ اتساقا مع أهداف التنمية المستدامة التى حققها أجدادنا الفراعنة قبل 7 آلاف عام مضت، ألم أقل بداية أن الأحفاد تعيد أمجاد الأجداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *