الأهرام تدق ناقوس الخطر: التغيرات المناخية تهدد صحة المصريين وأمنهم الغذائي وتستدعي دورًا إعلاميًا حاسمًا.
من قبة الحرارة إلى جفاف النيل: دينا المراغي تكشف الأبعاد الكارثية للتغير المناخي وتدعو لتحرك عاجل.
التغيرات المناخية: تحدي العصر الذي يهدد صحة المصريين ومستقبل الزراعة ومياه النيل
في ظل تصاعد الحديث عن التغيرات المناخية التي باتت تمس الساحة المصرية بشكل كبير، سلطت دينا المراغي، مسؤول ملف البيئة والمناخ ببوابة الأهرام، الضوء على الدور المحوري للإعلام في توعية المواطنين بهذه القضية المصيرية.
أكدت المراغي أن درجات الحرارة المرتفعة بشكل مرعب، وتغير أنماط الفصول، قد دفعت الناس للتساؤل عن مفهوم “التغير المناخي” وتأثيره على حياتهم اليومية.
الإعلام الإلكتروني في بؤرة المواجهة
ترى المراغي أن الإعلام الإلكتروني، لارتباطه الوثيق بصفحات التواصل الاجتماعي وشريحة الشباب الكبيرة، أصبح له دور بارز في تبسيط المعلومة وتوعية الجمهور بمعنى التغير المناخي. وأوضحت أن التغير المناخي يتمثل في تذبذبات كبيرة في الطقس، تشمل ارتفاعاً أو انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة.
تداعيات أوسع من مجرد “حر وبرد”
وبعيداً عن الاعتقاد الشائع بأن التأثير يقتصر على مجرد الشعور بالحر أو البرد الزائد، حذرت المراغي من أن المشكلة أعمق وأخطر. فالتغيرات المناخية تساهم في انتشار عدد كبير من الفيروسات والأمراض التي لم تكن موجودة سابقاً، وتحتاج إلى درجات حرارة عالية لتتكاثر. كما أنها تؤثر سلباً على المحاصيل الزراعية، حيث تحتاج بعض المحاصيل لأجواء معينة لإتمام نموها الطبيعي، وهو ما لم يعد يحدث، مما أدى إلى تلف محاصيل مثل الطماطم وخلل في المنظومة الزراعية بمصر.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يمتد التأثير ليطال منسوب مياه النيل، مع ازدياد نسبة التبخر، مما يهدد نصيب الفرد من المياه ويؤثر على جودة وكمية الغذاء.
وأشارت دينا المراغي إلى الانتشار المخيف لنزلات البرد والأنفلونزا بين الأطفال وكبار السن والسيدات والحوامل كأحد النتائج المباشرة لهذه التغيرات.
مردود التوعية.. حملات شبابية ومطالبات شعبية
لحسن الحظ، بدأت جهود التوعية بقضية التغيرات المناخية تؤتي ثمارها في الشارع المصري. فقد لاحظت مراغي ظهور حملات تشجير كثيرة يقودها الشباب بجهود شخصية، دون الاعتماد على الدولة أو الحكومة، مدفوعين بإحساسهم بارتفاع درجات الحرارة. كما بدأت الأسر في الزراعة على أسطح المنازل وأمام بيوتها وزراعة الأشجار العالية، وطالبوا الدولة بتبني مبادرات للتشجير.
نصائح عاجلة من الأرصاد لمواجهة القبة الحرارية
وفي ظل الموجة الحارة الحالية، والتي وصفها التقرير بـ”القبة الحرارية” حيث تصل درجات الحرارة إلى 40 و45 درجة مئوية في بعض المناطق، قدمت الهيئة العامة للأرصاد الجوية نصائح إرشادية للمواطنين:
المتابعة المستمرة لبيانات الأرصاد الجوية.
تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس وقت الذروة (من الظهر للعصر).
شرب كميات كبيرة من الماء بانتظام، حتى لو لم تشعر بالعطش.
ارتداء ملابس قطنية وفاتحة اللون للكبار والصغار.
استخدام واقي الشمس والنظارة الشمسية باستمرار.
واختتمت دينا المراغي حديثها بالتأكيد على أهمية الوعي والتحرك الجماعي لعبور هذه الفترة العصيبة بأمان، داعية الجميع لأخذ هذه التوصيات بجدية للحفاظ على سلامتهم.