كتبت – ماجدة محمود
كثيرًا ما نسأل بيننا وبين أنفسنا.. إحنا جينا الدنيا ليه؟!
غالبًا ما يكون السؤال ناتج عن الإحساس بالضيق أو الضغوط الحياتية ومتطلباتها التى صارت لا تحتمل نتيجة للأوبئة والحروب وجشع التجار أو حتى من باب الاستفسار عند الصغار والكبار.
السؤال أيضًا ترجمة لما يعيشه الإنسان من سعى دائم فى الحياة بحثًا عن الرزق ولقمة العيش التى تتطلب الجد والتعب، وفى هذا يقول المولى عز وجل: “لقد خلقنا الإنسان فى كبد”،
وقد اختلفت التفاسير فى معنى الكبد، هل هو الشقاء والشدة أم أن المكابدة أمرًا من أمر الدنيا وشدائدها كما ذكر سعيد بن جبير أو أبو مودود والحسن، أم هى الاستواء والاستقامة أى خلقنا الإنسان سويًا مستقيمًا كما ذكر ابن مسعود وعكرمة والضحاك وغيرهم.الأغلبية ذهبوا فى تفسيراتهم إلى أن الإنسان فى الدنيا يعمل على مُكابدة الأمور ومشاقها،
الإعلان قدم بشكل سلسل معاناة الأطفال والأسر جراء انتهاج سلوك فردى استهدف تحقيق سعادة شخصية، ولم يرع أو ينتبه لحق الصغير، فكانت النتيجة الإلقاء بهم إلى العمالة الشاقة التى يُحرمها الشرع حفاظًا على النفس، وتُجرمها القوانين الدولية والمحلية انطلاقًا من ضعف الصغير، وعدم قدرته الجسدية والعقلية على مجابهة هذه المشاق أو الدفاع عن حقوقه.نفس المنطق ينطبق على الصورة الأخرى المُتعلقة بزواج الصغيرات والجُرم الذى يقع فى حق الفتاة التى بدلًا من أن تتعلم وتتسلح بالعلم والعمل ضد غدر الزمن أو غدر الرجال،
نجدها وقد صارت مُسنة فى عز سنوات الصبا والشباب، وهى تجر خلفها حزمة من الأطفال بمسؤولياتهم وهمومهم،
كل هذه القضايا بدأت من نقطة واحدة هى الأمية.. الأمية التى كانت أول رسائل الخالق العظيم لرسوله وللبشرية “اقرأ”.أعود وأُكرر أننا بحاجة إلى مثل هذه الإعلانات الهادفة ذات الرسائل الإيجابية التى توقظ العقول، وتُهذب النفس ولا تستغل الأطفال، كما نُشاهد فى إعلانات تزج بالمرضى وذوى الحاجة منهم استعطافًا بدلًا من تقديمهم فى صورة مُثلى تُراعى إنسانيتهم وضعفهم.
تحية لكل من قام على هذا الإعلان، وزارة التخطيط بقيادة الدكتورة هالة السعيد، وزارة التضامن بقيادة الدكتورة نيفين القباج، والمجلس القومى للمرأة بقيادة الدكتورة مايا مرسى، ثلاث سيدات فضليات اجتمعن على هدف نبيل تمثل فى استعادة الحلم لأننا نأتى الدنيا وأحلامنا معنا، وإن لم نجد من يأخد بيدنا تضيع أحلامنا.الأسبوع المقبل.. لنا وقفة مع المسحراتى وقومى المرأة.. يوقظ النائم.