اعتبر الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، نجاح وعقد الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، يعكس ما تشهده مصر من استقرار، ويبرهن على رسالتها بوصفها عاصمة الثقافة العربية والشرق أوسطية، مشيرًا إلى التطورات التي شهدتها دورات المعرض من نجاح في التنظيم، من ناحية الإقبال وتنظيم الفعاليات.
جاء ذلك في كلمته اليوم الخميس في ندوة بعنوان “رؤى في الفكر والسياسة”، والتي تقام ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي في نسخته الـ53، بحضور الدكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وحث “الفقي” الشباب المصري، على مواصلة الدراسة وتفتيح المدارك، للاستفادة من العلوم في الحياة العملية والتطبيقية، مؤكدًا أهمية التعليم بشتى طرقه ودرجاته في تشكيل وعي الإنسان؛ واستمرار ذلك عقب العمل لتطوير الأداء المهني في مختلف المجالات.
وأضاف أن بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، أول من نجح في الدمج بين المناهج الأكاديمية والعمل الدبلوماسي لتطوير الدبلوماسية المصرية.
وحول كتابه، “الرواية رحلة الزمان والمكان”، أشار مدير مكتبة الإسكندرية، إلى أن الكتاب كان تناول مختلف للمذكرات بتناول الوقائع والأحداث وتدرجه في المناصب الدبلوماسية والسياسية، مشيرًا إلى أنه حاول رصد الواقع دون إدعاء البطولة وحرص على الاعتراف بالأخطاء والفضائل وألا يتأثر بعلاقاته بالناس فيما يكتب عنهم.
وأضاف أن هذا الطرح كان جوهر انتشاره ووصوله إلى 7 طبعات، منوهًا بحرصه على تقديم طبعة شعبية بسعر مخفض حتى يستطيع الشباب التعرض إلى تلك الخبرات.
وشدد الفقي، على أن استعراض تاريخ مصر المعاصر يستدعي تقييم كل تجربة وعدم فصلها عن سابقتها ولاحقتها إلا بالربط دون تحزب بالنقد الموالي لحقبة ما سواء كانت الناصرية أو فترة السادات، مشيرًا إلى تأثره بشدة بالتجربة الناصرية وكاريزما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولكنه لا ينكر النجاحات التي حققها الرئيس محمد أنور السادات؛ بما يرشحه لكونه الرجل الثاني عقب محمد علي في تحقيق نهضة مصرية.وأوضح أن إنشاء الرئيس عبد الناصر لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جذب عشرات من الأسر العربية لدفع أبنائهم للدراسة بها، مؤكدًا أن ذلك دعم المرحلة اللاحقة لدراسته مرحلة الدكتوراة في المملكة المتحدة.
وأضاف أن رسالة الدكتوراة جاءت لمناقشة دور الأقباط في الحياة السياسية، والتي تزامن دراستها في وقت بدأت فيه ملامح للفتنة الطائفية في مصر، مشيرًا إلى تناوله شخصية مكرم عبيد، بوصفه أحد أبرز الساسة الذي تجاوزت شعبيته الطائفة الدينية.
وأوضح أن السنوات الأولى في النشأة حاكمة في حياة الإنسان؛ لاسيما في الريف المصري والطبقات الاجتماعية التي ترتبط بتشكيل شخصية الفرد وسيرته نسبة إلى ذويه من الأسرة، مبينًا أنه تعلم من فطرة والده بأنه في حالة الرخاء يجب الحذر مما قد يعقبها من تقلب الأحوال، وانعكاسات ذلك على عمله الدبلوماسي والسياسي.
وخاطب الشباب بأن أحلك اللحظات التي تمر بالإنسان قد تكون أقوى تلك المراحل الباعثة إلى التحول إلى فترات أكثر قوة ونجاح.
ونوه بأن فترة شبابه الجامعي، كانت هامة جدًا في وقت تزامن فيه نشاط الحركات الطلابية حول العالم، ما مكنه من الوصول إلى لقاء عدد من القيادات الهامة في الدولة المصرية، وتجاوب تلك القيادات مع تطلعات الشباب وطرحهم للقضايا العامة.