بقلم/ ماجدة محمود
كل عام وكل المصريين والأمة الإسلامية بخير ، أيّام ونستقبل شهر رمضان ، شهر الرحمة، والمغفرة، والعتق من النار شهر التراحم وتواصل كل منا مع الآخر، تواصل حقيقى وليس افتراضيا ، تواصل بالتكافل، التزاور مع الاحترازيات فما زلنا فى رحاب جائحة كورونا وتبعتها، ولنبتعد عن وسائل التواصل التى قطعت كل أواصر التقارب الحقيقى .
يقول المولى عز وجل فى كتابه العزيز: ” يَا بَنِى آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”- “الأعراف”.
“وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ” الإسراء
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه” صدق رسول الله.
إذن يأمرنا المولى عز وجل بعدم الإسراف ويوصينا نبيه الكريم بالاعتدال فى سلوكياتنا وأسلوب حياتنا، فالصيام لا يعنى أن أمتنع لساعات طوال عن الطعام ومع طلقة المدفع أنقض عليه مسببا إرباكا وارتباكا للمعدة التى تتنتظر هذا الشهر لتنال قسطا من الراحة بعد عناء 11 شهرا فى السنة لتستكمل مشوار العمل وتستعيد قدراتها الوظيفية فى عملية الهضم فإذا بى أتخمها بكميات من المأكولات والمشويات والحلويات والمشروبات والمكسرات التى لا طائل لها بها، ليست المعدة فقط بل سائر أعضاء الجسد.
ولنتذكر الحديث الشريف “مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فى تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى “، أى أن مثل المؤمنين فى رحمة بعضهم لبعض، وتواصلهم، وتعاونهم، كمثل الجسد بالنسبة إلى جميع أعضائه، إذا تألم منه عضو دعا بقية أعضائه إلى المشاركة فى الألم وما ينتج عنه من عدم النوم والمرض والعجز عن اداء وظيفته، فلنرحم أعضائنا وهنا تكمن رسالتى الأولى، أن الإسراف يسيئ بداية لصحة الشخص وسلامته فإن كنت قادرًا ماديا فلترحم صحتك وتحافظ عليها لأن فى عدم الإسراف تمام الصحة لك حتى وإن كنت لا تهتم بظروف الآخر فلتخف على نفسك.
الأمر الآخر أنه علينا أن نرشد فى استهلاكنا وسلوكياتنا الشرائية تضامنا مع من لا يستطيع أو من لايوجد قوت يومه ويحتاج أن نشعر بحاله ونتكافل معه ومن أجله، وحديثا عن عدم الإسراف لمن يسلك هذا السلوك لأن هناك من لايقدر ماديا وبالتالى هو يرشد من تلقاء نفسه وعلينا أن نتضامن معه ونشعر بحاله ونشعره بتقديرنا لظروفه.
إن الحكمة الربانية من صيام رمضان والتى جاء ذكرها فى حديث النبى محمد قال ” يقول الله كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه لى وأنا أجزى به “.
وعلى الرغم من أن الصوم طاعة من المخلوق للخالق إلا أن فيه أيضا السلامة البدنية والنفسية إضافة إلى الحالة الروحانية التى تظللنا فى هذا الشهر الكريم بنفحاته الطيبة، كل عام وأنتم بخير، ومرحب شهر الصوم.