“صحتي.. حقي” هو الشعار الذي ترفعه منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للصحة لعام 2024، والذي يدور حول إن الصحة حق أساسي لكل إنسان طبقا لدستور منظمة الصحة العالمية وظل لهذا الحق أهمية جوهرية لهوية المنظمة وولايتها منذ البداية.
كما أن الصحة معترف بها بوصفها حقا من حقوق الإنسان في دستور 140 بلدا على الأقل، منها 20 بلدا في إقليم شرق المتوسط.
وقد صدقت جميع الدول الأعضاء في المنظمة على معاهدة واحدة على الأقل تعترف بالحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والنفسية يمكن بلوغه.
وبمناسبة اليوم العالمي للصحة نلتقي مع الدكتور جمال ناشر المنسق الإقليمي لأهداف التنمية المستدامة والنوع الاجتماعي والمساواة بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة .
بداية ..دكتور جمال ناشر ..كيف يتم تنفيذ شعار”الحق في الصحة”؟
-معنى الحق في الصحة، أنه ينبغي أن تكون الخدمات متاحة، ويسهل الوصول إليها، ومقبولة، وذات جودة ..
ولتوضيح ذلك .. متاحة : أي أنه يجب أن يكون لدى الدول كمية كافية من مرافق الرعاية الصحية والسلع والخدمات والبرامج للجميع.
-إمكانية الوصول: يجب أن يكون الوصول إلى المرافق والسلع والخدمات متاحاً دون تمييز. ويشمل ذلك إمكانية الوصول المادي، بما في ذلك الفئات الضعيفة والمهمشة والقدرة على تحمل التكاليف، وإمكانية الوصول إلى المعلومات الصحية
-مقبولة : أن تحترم المرافق والسلع والخدمات الأخلاقيات الطبية وأن تكون مناسبة ثقافياً.
-ذات جودة : اي يجب أن تكون المرافق والسلع والخدمات مناسبة علمياً و طبياً وذات نوعية جيدة.
-ويعني الحق في الصحة أنه ينبغي للناس ألا يحصلوا على الخدمات الصحية والتعليم والمعلومات فحسب، بل يجب أن يحصلوا أيضًا على مياه الشرب المأمونة والهواء والغذاء والتغذية الكافية والسكن وظروف العمل والبيئية الجيدة. ويعتمد هذا الحق أيضًا على الأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات متساوية، حيث لا يواجهون التمييز.
ما الذي تقدمه منظمات الأمم المتحدة؟
-جميع كيانات الأمم المتحدة مكلفة بدعم الدول الأعضاء في تحقيق التزاماتها في مجال حقوق الإنسان. منظمة الصحة العالمية تعمل في عدة مجالات رئيسية ، ومنها :
- القيادة والدعوة إلى زيادة الاهتمام الصحة والعمل بشأن المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان والمساواة في مجال الصحة.
- المناصرة والشراكات في مجال الصحة.
- تقديم البيانات الصحية والقرائن للسياسات والاجراءات
- الدعم الفني لوزارة الصحة
- بناء القدرات والتدريب
- الموارد والأدوات والمساعدة الفنية من جميع المجالات البرامجية ذات الصلة لمساهمة في تنفيذ الاستجابات السياسية والبرامجية المعززة ومن ضمنها الاجراءات واللوائح الصحية والاستجابة للاحتياجات الصحية الطارئة والأوبئة وغيرها من الطواريء الصحية.
كيف يعزز شعار منظمة الصحة في 2024 “صحتي..حقي” أهداف التنمية المستدامة (SDGs)؟
-أحب أولا أوضح أن أهداف التنمية المستدامة أو SDGs هي 17 هدفا مع 169 غاية وافقت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 191 دولة على محاولة تحقيقها بحلول عام 2030.
_وتحتل الصحة مكانة مركزية في الهدف رقم 3 من أهداف التنمية المستدامة، وهو ينص على ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في جميع الأعمار، مدعومة بـ 13 غاية تغطي نطاقا واسعا من عمل منظمة الصحة العالمية.
-وترتبط جميع الأهداف الستة عشر الأخرى تقريبًا بالصحة بشكل مباشر أو تساهم في الصحة بشكل غير مباشر.
-ولقد عززت خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بقوة الصحة باعتبارها أولوية سياسية وإنمائية وإنسانية لجميع البلدان.
-ويتضمن الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة – ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في جميع الأعمار – 13 غاية محددة تتعلق بصحة الأم والطفل، والأمراض المعدية وغير المعدية؛ خدمات رعاية الصحة العقلية والصحة الجنسية والإنجابية، والأثر الصحي للتلوث والتلوث، والإصابات وحوادث المرور على الطرق، ومكافحة التبغ.
-ونستطيع القول إن غايات الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالتغطية الصحية الشاملة، والوصول العادل والميسور التكلفة إلى اللقاحات والأدوية عالية الجودة، والتمويل المستدام، والقوى العاملة الصحية القوية، والقدرة على معالجة حالات الطوارئ الصحية، كلها أمور تدعم تحقيق الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة.
-ويعد الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة – ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في جميع الأعمار – أمرا بالغ الأهمية لخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
-ويعزز تحسين الصحة والرفاهية بعضهما البعض عبر 14 هدفا من أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر والحد من عدم المساواة، وتنمية الاقتصادات، وحماية البيئة، وتعزيز المجتمعات السلمية والشاملة.
ما التحديات التي تواجهها منظمة الصحة العالمية من أجل تحقيق اهدافها؟
-على الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه لتحسين الصحة والرفاهية في جميع أنحاء العالم، لا يزال العديد من الأفراد والمجتمعات متخلفين عن الركب.. إن التمييز، وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، والفقر، وغيرها من محددات الصحة، تكمن وراء العديد من الفوارق الصحية وتتقاطع بطرق تحد من قدرة الناس على إتخاذ قرارات بشأن صحتهم، وتعيق الوصول إلى الرعاية الصحية
الجيدة، وتؤدي إلى تفاقم نتائج الصحة البدنية والعقلية.
-في ختام لقاءنا ..نرجو لفريق العمل في منظمة الصحة العالمية المزيد من النجاح في بلوغ تلك الغاية السامية وتحقيق شعار “صحتي.. حقي” الذي عن طريقه نستطيع المضي قدما في إرساء دعائم حياة كريمة صحية لكل البشر.