بقلم/ ماجدة محمود
السؤال الذى دائما ما يطاردنى ويتردد على ألسنة كثير من الأصدقاء والزملاء السيدات والرجال لماذا لا نعيش زماننا بحلوه ومره ونهرب منه بداخلنا إلى زمن “عدى وفات” مرددين أنه الزمن الأحسن مع أن فى هذا الزمن كانت هناك ذكريات مؤلمة ومواقف صعبة وأحداث لا تنتهى تدفعنا هنا وهناك، تقذفنا إلى بحر متلاطم الأمواج ومع ذلك ولأن النسيان آفة حارتنا، نجدنا وقد ألقينا بأنفسنا فى دائرة الذكريات التى نستشعر معها الدفء والأمان، قد يكون عدم قدرتنا على الرضا، التصالح ومصاحبة زماننا، السبب فى عدم استمتعنا بكل ما فيه من حلاوة ويجعلنا نخاصمه ونهجره وبالتالى يهجرنا.النظرة إلى زماننا من منظور كثرة المسؤوليات والغرق فى الهموم والمشاكل والاستسلام لها ولا ننظر إلى نقاط الاستحسان والجمال فيه التى إذا نظرنا لها وتوقفنا عندها، ستقلل مساحة الغربة والهجر وتجعلنا نحبه ونصادقه كما كنّا نستحسن زمان وأيام وليالى زمان، ونقول وكان ده كان، طيب ممكن تجرب تصاحب زمانك بكل مافيه من صعاب وتعب وضحك وبكاء وحزن وفرح وخوف واطمئنان ومتعة وحرمان، وقتها سوف تستشعر مناطق الجمال والتقبل فيه وتكمل معاه.صحيح لن نكف عن استحضار الماضى؛ لأن من بلا ماض بلا حاضر ومستقبل ولكن الفارق كبير بين استحضار الشئ والتعلم من إيجابياته ومواطن جماله وأيضا سلبياته، وبين استدعاءه للهروب من واقع يفرض علينا التواجد وتحمل المسؤولية التى اخترنا أن نحملها على أكتافنا طواعية دون فرض أو إكراه فلماذا الهروب؟ لماذا إدمان اللا مسؤولية والبكاء على زمن فات، وأمامنا زمن بين أيدينا نستطيع بالحب والتفاهم والتصالح معه ومع أنفسنا أن نجد فيه كل فرص الاستمتاع، صحيح الطعم سيكون مختلفا لأننا فارقنا أحباب هونوا عنا مصاعب الرحلة وقتها ولكن علينا أن نتذكر قول الشاعر: نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا.وأقول: سامح نفسك، صالح زمانك، يفرح قلبك، تسعد أيامك.مش كده ولا إيه.