أ ش أ – سحر الببلاوي
تعتبر الغدة الدرقية من الغدد الهامة في الجسم، حيث تتحكم في العديد من العمليات الحيوية مثل الأيض والنمو والتطور، وقد يحدث تضخم في هذه الغدة عند الفتيات في مرحلة البلوغ لأسباب مختلفة، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب.
وقال أستاذ جراحة الأورام والمناظير الدكتور سمير عبد العظيم، إن تضخم الغدة الدرقية هو زيادة حجم الغدة عن حجمها الطبيعي، مما قد يؤدي إلى ظهور انتفاخ في الرقبة، وقد يحدث هذا التضخم في الغدة عند الفتيات في سن البلوغ بسبب نقص اليود، حيث يعد نقص اليود في الغذاء من الأسباب الشائعة لتضخم الغدة الدرقية، وتحاول الغدة تعويض النقص بزيادة حجمها لإنتاج المزيد من هرمونات الغدة الدرقية.
وأوضح أن التضخم قد يكون بسبب الأمراض المناعية مثل مرض هاشيموتو، الذي يؤدي إلى التهاب الغدة الدرقية وتضخمها، وأيضا العقيدات الدرقية، حيث تظهر عقيدات صغيرة في الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى زيادة حجمها، وكذلك التغيرات الهرمونية في فترة البلوغ حيث تؤثر على حجم الغدة الدرقية.
وعن أعراض المرض، أشار عبد العظيم إلى أنه تظهر كتلة في الرقبة، وقد تواجه الفتاة صعوبة في بلع الطعام أو السوائل مع شعور بضيق في التنفس وفي بعض الحالات الشديدة، قد يضغط التضخم على القصبة الهوائية ويحدث تغير في الصوت، ويصبح الصوت أجشا أو تتغير نبرته.
ومن الأعراض أيضا زيادة في العرق وتسارع ضربات القلب وتغيرات في الوزن، فقد يحدث فقدان أو زيادة في الوزن، وتعاني الفتاة من اضطرابات في الدورة الشهرية وربما تشعر بالتعب والإرهاق بشكل مستمر.
ولفت إلى أن تشخيص تضخم الغدة الدرقية يتم بالفحص الإكلينيكي وإجراء بعض تحاليل الدم لقياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية وعمل فحص بالموجات فوق الصوتية لتقييم حجم وشكل الغدة الدرقية، وقد يتم أخذ عينة من الغدة وتحليلها.
أما عن علاج تضخم الغدة الدرقية في الفتيات حول سن البلوغ، فيقول عبد العظيم إن العلاج يعتمد على السبب الكامن وراء التضخم وشدة الأعراض، وقد يشمل العلاج الأدوية لتنظيم وظائف الغدة الدرقية، وفي الحالات الشديدة قد يحدث تدخل جراحي وربما يتم العلاج باليود المشع لتقليل حجم الغدة، مؤكدا أن الكشف المبكر عن تضخم الغدة الدرقية وعلاجه من الأمور الهامة لتجنب المضاعفات المحتملة والحفاظ على صحة الفتاة، كما ينصح بالحرص على تناول الأطعمة الغنية باليود مثل الأسماك والمحار وإجراء فحوصات دورية للكشف المبكر عن أي مشاكل صحية والابتعاد عن التوتر حيث يساعد تقليل التوتر على تنظيم وظائف الجسم.