انطلقت اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أعمال مبادرة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة “الشباب العربي حراس التاريخ والهوية”، تحت عنوان “القدس عربية” والتي ينظمها المجلس بالتعاون المشترك مع إدارة منظمات المجتمع المدني بجامعة الدول العربية وإدارة التعليم المدني والقيادات الشبابية بوزارة الشباب والرياضة.
وتهدف المبادرة التي تستمر أعمالها على مدى ثلاثة أيام إلى ترسيخ الهوية العربية، واستنفار جهود الشباب لإعادة نشر صحيح التاريخ والتراث والترويج له في المحافل الشبابية والشبكات الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، والتصدي للمخططات الرامية إلى حملات تشويه التاريخ والهوية العربية، إلى جانب تثقيف وتوعية الشباب تجاه الحفاظ على تاريخهم وهويتهم ودعم القضايا العربية.
وقالت مشيرة أبو غالي رئيس مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة إننا نطلق اليوم مبادرة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة الشباب العربي حراس التاريخ والهوية تحت شعار القدس عربية تأكيدا على عروبة القدس تاريخا وهوية متمسكين بشرف الانتماء لتاريخ هذه الأمة الخالدة، لافتا إلى أن قضية القدس تمثل درة التاج في القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين وكافة أحرار العالم ، في ظل التحديات الكبرى التي تمر بها المنطقة العربية، خاصة في ظل العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر، وتداعياته على كافة المستويات خاصة الانسانية الناجمة عن الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الصامد.
وتابعت أبو غالي: “نلتقي لتكثيف الجهود وتوحيد الموقف العربي، وتعزيز الانتماء للهوية الوطنية والقومية مؤكدين على الهوية العربية للقدس التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من مكونات الهوية العربية والقومية، بمقدساتها الدينية وتاريخها العريق، وقد تجسد هذا الانتماء عبر كافة محطات المواجهة للدفاع عنها، وهي رمز للوحدة والصمود والتعايش والتسامح.
ونوهت إلى أن مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة حرص على إطلاق المبادرة بالتزامن مع اليوم العالمي للشباب الذي خصصته الامم المتحدة ليكون يوما يشهد على الانشطة والفعاليات الشبابية بالعالم التي تعبر عن صوت الشباب ومواقفهم، لذا كان لزاما أن نضع القضية الفلسطيينة والتاكيد على التاريخ والهوية العربية للقدس في هذا اليوم الهام الذي يستمع فيه العالم أجمع إلى أصوات الشباب لنؤكد أن صوت الشباب العربي ينادي بالتمسك بعروبة التاريخ والهوية المقدسية ويتضامن مع اصوات قادته.
وقالت أبو غالي إن اجتماع اليوم يأتي ليؤكد المشاركون أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب وقضية الشباب العربي الأولى وأن دور الدبلوماسية الشبابية لا يقل أهمية عن الدبلوماسية السياسية الداعمة لحل عادل للقضية الفلسطينية والتصدي للعدوان الصهيوني، وتمسكه بالتاريخ والهوية للقدس التي ستظل راسخة لدى الشباب العربي جيلا بعد جيل.
وجددت التأكيد على أن التمسك بالانتماء لتاريخ هذه الأمة الخالدة يحملنا أمانة الحفاظ على هويتها وتاريخها، حفاظا على بقائنا وشرف العمل الدوؤب من أجل حاضر آمن ومستقر لكل الامة العربية
كلمة مفتي الديار المصريه
نظير عياد
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بخالص العزاء إلى شعب فلسطين، ذلك الشعب الأبي الصامد في وجه الآلة المتغطرسة الصهيونية الماكرة التي لا تراعي دينا ولا قانونا ولا عرفا.
ولقد أكد الأزهر الشريف في بيانه أمس أن هذا العمل الإجرامي الغادر الذي نال من مدنيين أبرياء كانوا يقفون بين يدي الله في صلاة الفجر، ومعهم نساؤهم وأطفالهم وشيوخهم؛ جريمة تعجز لغات البشر عن التعبير عن قسوتها وشناعتها وهمجيتها، وتجرد من كل معاني الرحمة والإنسانية، وكيف لا! وقد أمعن هذا العدو في قتل الضعفاء والأبرياء، وتجويعهم حتى الموت، وتمرس في نسف منازلهم وتفجير مراكز إيوائهم، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي أصيب بالشلل والعجز عن الوقوف في وجه إرهاب هذا الكيان الغاشم وداعميه.
والأزهر إذ يدين هذا الهجوم الإرهابي المجرم، فإنه يترحم على شهداء هذه المجزرة، ويعزي من تبقى من أسرهم، ويطالب أحرار العالم بمواصلة الضغط بكل السبل على هذا الكيان الإرهابي، لوقف جرائمه وأعمال الإبادة الجماعية التي يمارسها يوميا بحق أصحاب الأرض في فلسطين، وينادي الجميع ليعلموا أن التاريخ لن يرحم المتخاذلين والصامتين على هذه الجرائم البشعة.
أيها الشباب!
يأتي هذا اللقاء بدعوة واعية من «مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة» حول «الشباب العربي ودورهم في حراسة التاريخ والهوية» وهو موضوع مهم، يأتي في ظل عالم مشحون باشتباكات فكرية، واستقطاب حاد، ومحاولات مستميتة لتدمير دول وشعوب باستخدام أساليب متنوعة، تستهدف المادة الصلبة للوطن، وهم الشباب، وتسعى إلى قطع الشباب عن تاريخهم بدعاوى زائفة، والتاريخ مكون قوي من مكونات الهوية والشخصية الوطنية.
ومن هنا تأتي أهمية عقد هذا اللقاء الضروري لجمع الشباب حول رؤية واحدة، ولتبصيرهم بما يخطط لهم، وللأخذ بأيديهم إلى ما يجب عليهم، ولبيان حق التاريخ والتراث على الشباب، وموقع التاريخ والتراث من حياة الشباب.
وإن الواقع الذي نعايشه ليوجب علينا أن نحصن شبابنا من ذلك السيل القادم إلينا، مرة تحت اسم العولمة وما تحمله من مضامين، ومرة تحت اسم الحداثة وما تجر إليه من اغتراب أوجد مساحات كبيرة، وفجوات عميقة بين الواقع المتجدد والتاريخ المشرق الذي يحمل ملامح شخصيتنا وهويتنا.
إذا كان لكل أمة ثروة تعتز بها، ورصيد تدخره لمستقبلها، وقوة تبني عليها مجدها ونهضتها، فإن في مقدمة هذه الثروة الشباب الذي يعد الدعامة الأساسية في المجتمع، والثروة الحية الحقيقية فيه، والأمل المرتجى على الدوام،
وإن من مظاهر التحضر والرقي لدى الأمم أن تعنى بالشباب، وأن تهيئ لهم ما يجعلهم رجالا أكفاء أقوياء تقوم الأوطان على سواعدهم.
ولقد جاء الإسلام بمنهج شامل كامل يعلي من قيمة الشباب، ويعمل على تربية نفوسهم، وتوجيه قلوبهم وأفكارهم ومشاعرهم، وقد وصف الله أهل الإيمان الذين أووا إلى الكهف فقال: {إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى}، على كثرة ما لهم من صفات الصبر والثبات والصمود والتحية والبذل؛ إلا أن القرآن خصهم بوصفهم «فتية» فجمع بذلك قوة الشباب واستعدادهم للعمل والبذل مع الإيمان الذي يعصمهم من ظلمات الجهل والضلال.
وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام محاطا بشباب الصحابة الذين نقلوا نور الوحي إلى الدنيا، وكثيرا ما كان صلى الله عليه وسلم يكلفهم للقيام بعدد من المهام الجسام؛ فكان الصحابي الجليل مصعب بن عمير أول سفير للإسلام في المدينة يعلم أهلها، وكان الصحابي الجليل أسامة بن زيد قائد جيش، ولم يتجاوز عمره ثمانية عشر عاما، رضي الله عن الصحابة أجمعين، وكان زيد بن ثابت المترجم الذي يقرأ لغة اليهود، إلى غير ذلك مما يعكس بصيرة القائد في توظيف قدرات من حوله.
وإن الإسلام راعى في تشريعه طاقات الشباب وقواهم الكامنة، ووضع السبل التي تعينهم على تسخير تلك الطاقة في الخير والمعروف، وبما يعود عليهم بالفائدة في أنفسهم وأوطانهم، وبما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
وهذا ما قدمه الإسلام ورسول الإسلام حين جعل أركان الدولة قائمة على أكتاف الشباب وجهودهم، علماء ودعاة وأمراء وقادة، ممن تنطق كتب التاريخ بآثارهم.
العلماء الأجلاء:
لقد شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين اهتماما متزايدا بعلوم الحضارة العربية الإسلامية، سواء من جانب الدارسين العرب والمسلمين أو من جانب المستشرقين ومؤرخي العلم الغربيين، ورغم هذا ما زال البعض يتساءل أحيانا عن جدوى البحث في التاريخ، وينظرون إلى كتب التاريخ على أنها ماض لا قيمة له في حاضرنا، ويتساءلون متعجبين بعد أن صرفتهم الحضارة المعاصرة بأدواتها، يتساءلون: ما الفائدة من رصد ما كتب عن تاريخ الأمة، وتحليل عباراته، واستجلاء غوامضه؟
وهذه الأسئلة -للأسف الشديد- تشير إلى علاقة تشبه القطيعة بين البعض والتاريخ، أو بين الحاضر والماضي، وبخاصة لدى الجيل الجديد من الشباب الذين تشبعوا بالحضارة الغربية ومعارفها، وأفاقوا على ما قدمته من منجز تقني وعلمي وتكنولوجي أبهرت به العالم، وغيرت نظرته وتفكيره ومجرى حياته، وجعلته ينساق خلفها، في الوقت الذي يحظى فيه تاريخنا وهويتنا باهتمام كبير من قبل هيئات عالمية، تدرك قيمته ودوره في المحافظة على الهوية والخصوصية الثقافية للأمم والشعوب.
وهذ الموقف المتباين مدعاة للجميع: أفرادا ومؤسسات للعمل على سد هذه الفجوة، والتصدي لخطرها، والحد من آثارها في نفوس الشباب الذين لو انقطعوا عن تاريخهم وماضيهم فلا مستقبل لهم!
وإذا فما يخطط له أعداء الأمة من قطع الشباب عن تاريخهم يوجب علينا أن نعمل في مسارين لا غنى عنهما معا، الأول: خارجي يتعلق برصد هذه المحاولات الخبثة التي تسعى لإيجاد قطيعة بين الشباب وبين هويته وتاريخه، والثاني: داخلي يتعلق بهؤلاء المتأثرين بهذه الدعوات الزائفة، التي تعمل على تسطيح القضايا الكبرى للأمة، وتسييل المفاهيم – إن صح التعبير- أو إغراء الشباب بالاندفاع العاطفي غير المنضبط الذي يترتب عليه تخريب وتصدع في بنيان المجتمع الذي ينبغي أن يظل متماسكا ضمانا لقوته!
ولذا كان من الضروري أن تتبنى المؤسسات المعنية والحكومات الواعية عملا منظما يقوم على إحياء التاريخ وتأكيد الهوية في نفوس الشباب، وأن تعمل على وضع برامج واضحة الأهداف، متنوعة الأساليب، مبدعة جذابة، بعيدا عن الخطابات الباهتة الصماء التي لا تكاد تلامس قلبا أو تحرك شعورا.
وفي ظل هذا الغزو الفكري الذي يستهدف شباب الأمة فإن هذه البرامج المنشودة لا بد أن تجمع إلى التلقي المعرفي الحوار الإقناعي، وتضم إلى التربية الإيمانية التقويم السلوكي، وتزاوج بين التأصيل العلمي المبني على علوم التراث وبين العلوم المعاصرة التي تمكنهم من استعمال أدوات العصر الحديثة من مواقع تواصل وأساليب إقناع وتأثير.
وهذه المهمة بهذا الوصف ليست خاصة بالدعاة والمشايخ وحدهم، بل يجب أن تتكاتف فيها جميع المؤسسات المعنية، بل هي مسؤولية كل مسلم بقدر طاقته وإمكانه.
وأضاف إن ما يعتقده البعض من أن التراث الإسلامي لا يناسب الإنسان في حياته المتجددة، ولا يعالج مشكلاته الراهنة، ولا يساير وعيه المعاصر، ولا يدور مع فكره المتطور خطأ كبير؛ فإن الحياة المعاصرة لا يمكن استيعابها إلا بالجمع بين أمرين، أولهما: ضرورة هضم التراث هضما جيدا، والتعرف على التراث حق المعرفة واستيعابه بالشكل الصحيح، حتى نستطيع التواصل البناء مع منابع ثقافتنا وروافدها، فالارتباط بالجذور مسألة مؤثرة في ثبات هوية الشباب أمام الغزو الثقافي الذي يتعرضون له في كل وقت، وثانيها: معاصرة الواقع الحالي ومواكبة التطور العلمي والمعرفي؛ لذا يجب علينا جميعا أن نهيئ الشباب ونوجهه للتعامل مع مكونات التراث بمنحى يمكنهم من التواصل الفعال مع منجزاته جنبا إلى جنب مع مواكبة العصر، فلا يتخلفوا عن ركبه الحضاري.
واختتم كلمته بقوله لعلكم تلاحظون أن كلمتي راوحت بين مسارين، أولهما من الشباب إلى التراث، وثانيهما من التراث إلى الشباب، وليس كلامي عن المسارين مجاملة، ولا ينبغي أن يكون، بل إن المحافظة على تراثنا وشبابنا مهمة قومية وطنية من الطراز الأول.
وإن الأزهر الشريف حين يعنى بالتراث وبالشباب فإنما يعنى بترسيخ الشخصية الوطنية ذات المكونات الصلبة التي تستعصي على الذوبان أو الاختراق.
وأنتظر من مؤتمرنا هذا كشفا جديدا لعناية التراث بالشباب، وأرجو كذلك أن يكون مؤتمرنا سببا في متانة العلاقة بين الشباب والتراث.
كلمة الجامعة العربية ألقتها المستشارة ميساء الهتمي المشرف على إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بالجامعة العربية
أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حرصها على تعزيز دور القطاع المدني ومواكبة ما تحققه مؤسساته من إنجازات في عدد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وربط جسور التواصل معه.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلال فعاليات مبادرة “الشباب العربي حراس التاريخ والهوية”، والتي انطلقت، اليوم /الاثنين/، بمقر الأمانة العامة للجامعة.
وأبرزت المشرف على إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بالجامعة العربية المستشارة ميساء هدمي، حرص الجامعة على دعم كافة المبادرات الرامية إلى تعزيز دور المجتمع المدني والشباب العربي في دعم القدس، وتعزيز الوعي العالمي حول القضية الفلسطينية.
كلمة فضيلة الدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني،في وزارة الأوقاف
في البداية أنقل لحضراتكم تحيات معالي أ.د/ أسامة السيد الأزهري – وزير الأوقاف – رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وكم كان يود أن يكون موجودا معكم الآن لولا ارتباط معاليه بلقاء طارئ متمنيا لحضراتكم جميعا التوفيق والنجاح .
فالقدس في قلوبنا، وهي جزء من هويتنا، فيها المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ومَسرى نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ومعراجه إلى السماوات العلا.
وهو الذي بارك الله حوله، حيث يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.
وقد ربط القرآن الكريم بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى برباطِ وثيقِ في مواقف وأحداث متعددة، تأتي في مقدمتها معجزة الإسراء والمعراج، حيث كان الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي كان منه معراج نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) إلى السماوات العلا .
ومنها تحويل القبلة، حيث صلى نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) تجاه بيت المقدس نحو ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، قبل أن تتحول القبلة إلى بيت الله الحرام، ليظل المسجد الأقصى حاضرًا في وجدان الأمة وعقيدتها وذاكرتها الإيمانية والتاريخية.
الحضور الكرام
لقد أكدنا في وزارة الأوقاف أننا ندعم صمود وثبات أشقائنا الفلسطينيين على أرض فلسطين رغم كل الأهوال الكارثية التي تعرضوا لها؛ حتى لا يتم تصفية القضية الفلسطينية تمامًا ومحو اسم فلسطين من الوجود، ومن هنا يأتي رفضنا القاطع لتهجير الاحتلال لأشقائنا الفلسطينيين من أرضهم.
إن قضية فلسطين ستظل هي القضية الأولى لنا أبد الدهر أهلها وأرضها والقدس الشريف، وإننا نشرف أن نكون في خدمتهم ونسعد بهم سعادة غامرة، وأي مصاب ينزل بأحد من أهلنا في فلسطين فهو مصاب لنا جميعًا، وأن من يفقد عزيزًا لديه فإن هناك مائة مليون مصري يتألمون معه، وإننا مع هذا كله نخشى على أشقائنا في فلسطين أن يغادروا أرض فلسطين فيبتلع الاحتلال الأرض ويصفي القضية تمامًا فلا يبقى هناك وطن اسمه فلسطين يمكنهم الرجوع إليه.
وفي سبيل تحقيق ذلك نُصرُّ على وقف إطلاق النار، وإدخال كل سبل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء في فلسطين،.
إن هذه المبادرة التي ترعاها جامعة الدول العربية تحت شعار : القدس عربية تأتي في وقت بالغ الصعوبة حيث المحاولات الإسرائيلية الحثيثة والرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، وفي المسجد الأقصى المبارك، وإننا نؤكد أن القدس بمسجدها الأقصى وطرقها وأزقتها وتاريخها وحضارتها جزء من تاريخ الإسلام والمسلمين وحضارتهم المنتشرة في العالم العربي والإسلامي، وقد احتلت القدس مكانة رفيعة في قلوبنا نحن العرب والمسلمين باعتبارها قبلتنا الأولى في صلاتنا، وهي مسرى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ).
إن مسئولية استرداد القدس الشريف مسئوليتنا جميعا، وفي هذا الإطار فإننا نشيد بمستوي نضال جميع الفلسطينيين حيث ضحوا بالأرواح وبالغالي والنفيس سعيًا إلى استرجاع حقهم الوطني في الاستقلال والعودة والعيش الكريم داخل وطنهم العزيز.
إن القدس ستظل حاضرة في ذاكرة الأمة وفي أولوياتها، ومحور أي حل للقضية الفلسطينية، وعلينا أن نتمسك بالهوية العربية للقدس، وأن نرسخ ذلك لدى الشباب العربي، من خلال استنفار جهودهم لإعادة نشر صحيح التاريخ والتراث في المحافل الشبابية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وختاما نوجه خالص الشكر والتقدير للقائمين على هذا العمل الجليل, سائلين المولى – عز وجل – لهم التوفيق والسداد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته