كتبت | ندى حسن
اليوم الثلاثاء 27 سبتمبر 2022 يوافق مرور 200 عاما على فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسى شامبليون، وهى مناسبة تستحق الاحتفال.
وفي هذه المناسبة اعلنت وزارة السياحة والآثار منذ بداية شهر سبتمبر إقامة عددا من المعارض الأثرية والثقافية المؤقتة والفعاليات والحملات التوعوية والترويجية التي تم إطلاقها على مواقع الوزارة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة لإبراز أهمية اللغة المصرية القديمة ولمدة 27 يوماً.
ومن بين الحملات التوعوية التي اطلقتها الوزارة، حملة تحت عنوان “تعرف على كنز في محافظتك” لإلقاء الضوء وتعريف المواطنين على أهم وأميز قطعة أثرية تم الكشف عنها داخل كل محافظة من المحافظات المصرية، بالإضافة إلى حملة “اللغة المصرية القديمة” لإلقاء الضوء على أهم علامات ورموز الكتابة الهيروغليفية ومعناها وما يمثلها في الطبيعة من إنسان وحيوان، وطيور، ونباتات، وغيرها.
وكما تم إقامة عدد من المعارض بالمتحف المصري بالتحرير منها معرض مؤقت للآثار لعرض مجموعة مختارة من القطع الأثرية التي تلقى الضوء على الحضارة المصرية القديمة، ومعرض صور للآثار المصرية خلال القرن التاسع عشر لعرض مجموعة من الصور الأرشيفية من مركز تسجيل الآثار المصرية والمتحف المصري بالتحرير، هذا بالإضافة إلى معرض صور ثاني بمشاركة البعثات الأثرية الأجنبية العاملة في مصر، حيث سيتم عرض مجموعة من اللافتات والملصقات التي تبرز دور مصر في نشأة الحضارة.
وشاركت وزارة الثقافة المصرية في هذه الاحتفالات بتنظيم معرضين بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، أحدهما عن الوثائق والمستندات النادرة لفك رموز حجر رشيد من دار الوثائق القومية، والآخر عن الصور النادرة لمصر من لينرت ولاندروك ( Lehnert and Landrock) .
اكتشاف حجر رشيد
وحجر رشيد يعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد، وقد تم العثور عليه بالصدفة من قبل جنود في جيش نابليون بونابرت في 15 يوليو 1799 أثناء حفر أساسات لإضافة حصن بالقرب من مدينة رشيد في دلتا النيل.
وهو جزء من لوح حجري أكبر، تم العثور عليه مكسورًا وغير مكتمل.
وبعد فشل حملة نابليون بونابرت في مصر، أصبح الحجر ملكًا لبريطانيا بموجب شروط معاهدة الإسكندرية عام 1801، إلى جانب بعض الآثار الأخرى التي عثر عليها الفرنسيون خلال تواجدهم في مصر.
وبناءا على تلك المعاهدة؛ تم نقل الحجر إلى إنجلترا، وفي عام 1802 تم عرضه بالمتحف البريطاني بلندن.
وفي 27 سبتمبر 1822 أعلن عالم الآثار الفرنسي جان فرانسوا شامبليون عن نجاحه في فك رموز حجر رشيد، حيث كان قد سبقه محاولات عدة لفك هذه الرموز.
يحمل الحجر نقشًا محفورًا على سطحه بثلاثة كتابات مختلفة الهيروغليفية وهى لغة رسمية مناسبة لمرسوم كهنوتي، والديموطيقية أي الكتابة المصرية المستخدمة للأغراض اليومية، بمعنى لغة الشعب، واليونانية وهى لغة من الإدارة حيث كان حكام مصر في هذه المرحلة من اليونانيين المقدونيين بعد غزو الإسكندر الأكبر،
والنص المحفور على الحجر عبارة عن مرسوم يؤكد دعم كهنة المعبد في منف للملك بطليموس الخامس الذي حكم من 204 إلى 181 قبل الميلاد، وذلك في الذكرى الأولى لتتويجه.
يوحنا الشفتشي
ويقول مجدي شاكر كبير الأثاريين بوزارة السياحة والآثار ان الحجر عبارة عن مرسوم اطلقه الكهنة في مدينة منف تكريما للملك بطليموس الخامس الذي حكم من 204 إلى 181 قبل الميلاد، وذلك في الذكرى الأولى لتتويجه وذلك لقيامه بتخفيض الضرائب المجحفة التي فرضها الملك السابق بطليموس الرابع واعاد للمعابد بعضا من املاكها وحقوقها الذي سلبها بطليموس الرابع.
وأضاف شاكر ان النص تمت كتابته ب3 لغات؛ الهيروغليفية في الجزء العلوي يليها الديموطيقية والتي تعد اللغة الشعبية وفي النهاية اللغة اليونانية القديمة.
وأكد ان شامبليون الذي اطلق عليه العالم “ابو الهيروغليفية” استطاع بعد جهد كبير فك رموز تلك الكتابة بعد معاونة من احد القساوسة المصريين المهاجرين الى فرنسا.. وهو يوحنا الشفتشي.
بوشارد
وقالت الدكتورة فاطمه عبد الرسول الباحثه بمركز زاهى حواس لعلوم المصريات لأخبار مصر انه يشاء القدر أن توضع الحضارة المصرية في مسارها الصحيح وأن يكشف النقاب عن إبداعاتها الفكرية والمادية بالكشف عن حجر رشيد ذلك الحدث الكبير الذي وقع في أغسطس عام 1799على يد الحملة الفرنسية وذلك عندما أمر بوشارد أحد ضباط سلاح المهندسين في جيش نابليون بونابرت بحفر خندق حول قلعة سان جوليان بالقرب من مدينة رشيد.
وأضافت انه تم العثور على حجر من البازلت الأسود طوله 114سم وعرضه 75,5سم وسمكه27,5سم .. تهشمت جوانبه وفقد أجزاء من قمته.
وقد سجل على وجهه نقوشاً كتبت بلغتين: اللغة المصرية القديمة وكانت غير معروفة في ذلك الوقت, واللغة اليونانية القديمة كانت معروفة للعلماء والتخصصين. وقد نقشت اللغة المصرية القديمة بخطين الخط الهيروغليفي والخط الديموطيقي.
وتؤكد في حديثها ومحررة الموقع من حسن حظ الحضارة المصرية الكشف عن ذلك الحجر الذي ضم مفاتيح اللغة المصرية القديمة ولولاه لظلت الحضارة المصرية غامضة ولا ندري من أمرها شيئاً لاننا لأ نستطيع أن نقرأ الكتابات التي دونها المصريون القدماء على أثارهم.
فقد حصل شامبليون على نسخة من الحجر وعكف على دراسته مبدياً أهتماماً شديداً بالخط الهيروغليفي معتمداً على خبرته في اللغة اليونانية القديمة؛ حتى أن وصل هو وغيره من الباحثيين لفك رموز اللغة المصرية القديمة.
يتضمن حجر رشيد المحفوظ حاليا في المتحف البريطاني مرسوما صدر حوالي عام 196ق.م من قبل الكهنة المجتمعين في مدينة منف( ميت رهينة- مركز البدرشين- محافظة الجيزة) يشكرون فيه الملك بطلميوس الخامس لقيامة بوقف الأوقاف على المعابد وإعفاء الكهنة من بعض الألتزامات. وسجل هذا المرسوم بخطوط ثلاث الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية
اهميته
ومن جانبه اكد الدكتور على ابو دشيش الباحث فى اللغه المصرية القديمة لأخبار مصر أن حجر رشيد الأثري يعد واحدا من أهم الاكتشافات الأثرية في تاريخ الإنسانية، ومفتاحا مهما لكشف أسرار اللغة المصرية القديمة، ونافذة مضيئة أطل العالم كله منها على سحر مصر القديمة.
لان حجر رشيد منقوش عليه ثلاث نسخ تمثل الكتابة الهيروغليفية (الكتابة المقدسة) على قمة الحجر، والكتابة الديموطية (الكتابة الشعبية) فى منتصف الحجر، والكتابة اليونانية القديمة (فى أسفل الحجر). والباقى من نص الكتابات الهيروغليفية أربعة عشر سطرا وتطابق الثمانية والعشرين سطرا الأخيرة من النص المصرى القديم، والمتبقى من الكتابة الديموطية اثنان وثلاثون سطرا، ونص الكتابة اليونانية القديمة شبه كامل فى أربع وخمسين سطرا.
ويسجل نص الحجر مرسوما يخص الملك بطليموس الخامس، أقره مجمع الكهنة فى منف عام 196 قبل الميلاد
ويؤكد ابو دشيش على أن المرسوم الكهني موجه الى الملك بطليموس الخامس الذي كان يبلغ حينها 13 عاما وذلك فى مناسبة الذكرى الأولى لجلوسه على العرش.
ويشير المرسوم إلى أفضال الملك على المعابد المصرية وكهنتها مثل منحها كميات كافية من القمح، وإسقاط المكوس والضرائب عن كاهل الشعب المصري والمعابد، والعفو عن المساجين والهاربين من العدالة إلى خارج مصر والسماح لهم بالعودة، وترميم وإصلاح حالة المعابد.
اربعة أحجار مماثلة
واشار ابو دشيش ان يوجد مراسيم تشبه حجر رشيد موجودة بالمتحف المصرى، فهى أيضًا عبارة عن مراسيم تعود إلى عصر الملك بطليموس الثالث، أى قبل حجر رشيد، الذى يعود إلى عصر الملك بطليموس الخامس
والحجر الأول عُثر عليه عام 1866، أى بعد العثور على حجر رشيد، ومُسطَّر عليه 37 سطرًا هيروغليفيًّا و37 سطرًا يونانيًّا، وقد اختفى النص الديموطيقى لأن اللوحة مكسورة، وقد تم تنصيب هذه اللوحة بمعبد تانيس، ولا توجد مناظر على هذه اللوحة، ما عدا المنظر العلوى من اللوحة، الذى يمثل قرص الشمس المُجنَّح.
اما الحجر الثانى عُثر عليه عام 1881، بمنطقة كوم الحصن، وهو من الحجر الجيرى، ويحوى 26 سطرًا هيروغليفيًّا و20 سطرًا ديموطيقيًّا و64 سطرًا يونانيًّا، ويحمل نص مرسوم صادر من الملك بطليموس الثالث وأرسينوى، كما يضم المرسوم أكثر التقويمات الشمسية دقة فى العالم القديم، والتى تقسم السنة إلى 365 يومًا وربع اليوم، ويمجد المرسوم الراحلة الأميرة برينيكى
أما الحجر الثالث فقد عُثر عليه عام 2002، بمنطقة المحاجر بالخازندارية بمحافظة سوهاج، ويعود أيضًا إلى عصر الملك بطليموس الثالث، وعليه 21 سطرًا هيروغليفيًّا و17 سطرًا ديموطيقيًّا، وأسفل الحجر نص يذكر أنه سيتم استكماله باللغة اليونانية، ويحتوى المرسوم على معلومات سياسية تتضمن صراعات حكام سوريا واليونانيين
أما المرسوم أو الحجر الرابع والأخير فقد عُثر عليه عام 2004 بحفائر البعثة المصرية الألمانية بتل بسطة، والحجر منقوشة عليه كتابات بالخطوط الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية. وقد فُقد الجزء الهيروغليفى، والأجزاء المتبقية تحتوى على النصين الديموطيقى واليونانى، ويعود إلى عام 338 قبل الميلاد، ويحمل نص مرسوم صادر عن الملك بطليموس الثالث تمجيدًا للأميرة بيرينكى ابنته.
اما عن سبب شهرة حجر رشيد فقال ابو دشيش لأن حجر رشيد عُثر عليه قبل أن يُعثر على الأحجار الأربعة التى تم اكتشفها فيما بعد؛ حيث عُثر عليه عام 1799م، بمدينة رشيد. اما الأحجار الأخرى تم اكتشفها ما بين 1866حتى اخر حجر عام 2004.
اصل هيروغليفي
وأكدت ناجية نجيب فانوس مدير عام سابق بالمتحف المصري أن اكتشاف حجر رشيد ساهم في فك رموز اللغة المصرية القديمة والذي لولاه لظلت الحضارة المصرية غامضة لا ندري عن أمرها شيئًا؛ لأننا لا نستطيع أن نقرأ الكتابات التي دونها المصريون القدماء على آثارهم.بدون الدراسات التي تمت بعد اكتشافه من قبل علماء الآثار. موضحة أن نسخته الاصلية موجودة بالمتحف البريطاني وهناك نسخة مقلدة بالمتحف المصري بالتحرير
وذكرت في حديثها ومحررة اخبار مصر أن كلمة “هيروغليفي” اشتقت من الكلمتين اليونانيتين “هيروس” Hieros و”جلوفوس” Glophos وتعنيان “الكتابة المقدسة” إشارة إلى أنها كانت تكتب على جدران الأماكن المقدسة كالمعابد والمقابر و”الكتابة المنقوشة” لأنها كانت تنفذ بأسلوب النقش البارز أو الغائر على جدران الآثار الثابتة (المباني) وعلى الآثار المنقولة (التماثيل واللوحات…إلخ).
وأضافت أن المصري القديم استوحى تلك الصور من الموجودات الشائعة في البيئة المصرية في ذلك الوقت، من نبات وحيوان وأعضائها ومن الإنسان وأعضائه ومن مصنوعاته وغيرها. مثل الفم وينطق (را)، والعين وتنطق (يري) والعرش وينطق (ست) والبيت وينطق (بر) أو الثعبان (فاي) ويؤخذ منها الحرف الأول (ف)، والبومة (م) والحدأة (أ)، كما استعملوا رموزا دخلت فيما بعد إلى الكتابة العربية مثل (هـ) و(و) و(ش).
وفيما يلي العلامات والحروف التي تشكل اللغة المصرية القديمة:
بعلامة “سا”
تُمثل هذه العلامة أول نموذج في العالم لسُترة النجاة، وكان يرتديها الصيادون والبحارة في مصر القديمة لحمايتهم من الغرق، لذا عبرت عن معاني الحماية.
وُردت هذه العلامة كذلك في العديد من الكلمات المصرية القديمة منها ما تعني مجموعة عمل أو بحارة وكذلك عبرت عن كلمة ساحر، وكانت من الكلمات التي تُكتب ضمن صيغة الحماية للملك والتي تُقرأ “سا-عنخ-واس” أي “الحماية والحياة والسلطة”.
ويصور هنا رجل على قارب، مرتديًا عصابة تشبه علامة “سا”.
علامة “حتب”
تُمثل هذه العلامة مائدة القرابين التي كانت تُقدم للمتوفى في مصر القديمة، وتتكون من حصيرة يعلوها أرغفة خبز، وكان يقدم عليها مختلف الأنواع من الطعام والشراب المقدم كقرابين للمتوفى.
تُصنف هذه العلامة ضمن العلامات ثلاثية الصوت وتُنطق “حتب”، كما أن لها معانٍ كثيرة منها قربان وراضٍ والسلام. تكررت هذه العلامة كثيراً كجزء من أسماء العديد من العائلة المالكة، منهم “آمون-حتب” أي “آمون راضٍ”، وهو أشهر أسماء ملوك الأسرة الثامنة عشر من عصر الدولة الحديثة، وكان أولهم آمون-حتب الأول (أمنحتب الأول).
و علامة “وِچات” تمثل عين يتدلى منها علامة أخرى تمثل جزءًا من وجه الصقر، لذا ارتبطت هذه العلامة بالصقر حورس رمز المَلَكية في مصر القديمة.
وقد اشتهرت هذه العلامة بين علماء المصريات باسم “عين وِچات”، ومعناها “السلامة والشفاء” دلالة على علاج عين حورس، لذا ارتبطت بالطب وأصبحت تميمة تُوضع على الجروح لعلاجها، فضلاً عن كونها رمزاً للحساب والقسمة العددية، وعبرت عن مراحل ازدياد القمر من الهلال حتى البدر ثم نقصانه حتى يصير محاقًا، كما صارت اسماً لمصرنا المحروسة.
علامة “ماعت”
تُمثل هذه العلامة ريشة نعام، وتأتي في النصوص المصرية القديمة على عدة أوجه، فهي علامة ثنائية تنطق “شو” وتُعبر عن “الهواء”، وعلامة ثلاثية تنطق “ماع” وتعبر عن “الاعتدال”، كما أنها أيضاً تأتي في نهاية بعض الكلمات لتُعبر عن معانٍ أخرى.
وقد نالت علامة “ماعت” أهمية خاصة، حيث أنها ترمز إلى الحق والعدالة والنظام في مصر القديمة، وقد جسدها المصري القديم في هيئة معبودة صُورت كسيدة يعلو رأسها هذه الريشة وهي المعبودة ماعت.
وتظهر علامة “ماعت” في هذا المنظر من بردية “خونسو مس”.
علامة “سش”
تمثل هذه العلامة أدوات الكتابة المُكونة من قلم بردي، ومحبرة، وإناء صغير يربطهم جميعاً حبل، وجاءت كعلامة ضمن كلمة “سشو” بمعني “الكتابات”.
أما الدائرتين الصغيرتين بداخل المحبرة فهما لوضع الحبر الأحمر والأسود بداخلهما.
وقد ظهرت هذه العلامة في أيدي الكتبة أو معلقة على أكتافهم منذ العصور الأولى للحضارة المصرية القديمة، وأشهرها لوحات النبيل “حسي-رع” المُمثلة في هذا المنظر.
علامة الجعران
من العلامات المُميزة في الحضارة المصرية القديمة، وهي علامة ثلاثية الصوت وتمثل شكل “جعران” كصورة من صور معبود الشمس أثناء إشراقه في الصباح.
وُردت علامة “خِبِرْ” في اللغة المصرية القديمة في تعبيرات عديدة منها: “خبر-سوت” و”خبر-إم-حات” واللذان يشيران إلى معنى “كان يا ما كان” الذي يُستخدم في بداية القصص حتى الآن.
ومن أشهر الملوك الذين احتوت أسمائهم على هذه العلامة الملك تُحتمس الثالث والملك توت عنخ آمون الذي لقب نفسه بـ”نب-خبرو-رع”.
علامة ” چد “
اشتهرت علامة اليوم بين علماء المصريات باسم “عمود چد”، وهي تمثل عموداً رُبطت به حزمة من الأغصان.
وهي علامة ثنائية الصوت وُردت في عدة كلمات مثل “چدي” أي “ثابت أو دائم”.
ونظراً لارتباطه بالمعبود أوزير أصبح “عمود چد” رمزاً للبعث بعد الموت، لذا صُور أحياناً في المناظر بهيئة آدمية.
علامة فرس النهر
تُمثل العلامة هيئة فرس النهر أو ما نسميه السيد قشطة. وتأتي في نهاية الكلمات لتعريف معناها، فكلمة “دِب” وكلمة “خاب” يعنيان “فرس النهر”.
وقد تم تقديس أنثى فرس النهر التي صُورت في هيئة المعبودة “تاورت” واعتبرت رمزًا للأمومة، أما ذكر فرس النهر فقد اعتبر رمزًا للفوضى حيث يقوم بتدمير المحاصيل.
علامة “نبو”
تُنطق هذه العلامة “نبو” أو “نوب”، وهي عبارة عن قلادة، وعادةً ما تعني الذهب أو الكلمات المرتبطة بمواد ثمينة كالفضة.
وقد اشتق اسم النوبة منها، وكانت جزءًا من الألقاب الملكية مثل “حورنب” أي حورس الذهبي.
علامة نفر
تُمثل هذه العلامة القصبة الهوائية مع القلب، ومعناها الجمال، والسعادة.
وُردت في عدة كلمات، أشهرها اسم الملكة “نفرتيتي” ويعني اسمها الجميلة آتية، والملكة “نفرتاري” ويعني اسمها جميلة الجميلات.
كما أن كلمة “نفر” تعنى “فرد”، وهو لفظ يستخدم حتى يومنا هذا بنفس المعنى.
علامة كا
تُمثل العلامة ذراعين آدميين مرفوعين لأعلى، وكانت في الأصل تُمثل المعبود آتوم يحتضن شو وتفنوت ليخلق لهما الحياة.
وقد حيرت هذه العلامة علماء الآثار، فهي ربما تعنى روح أو نفس، أو تُعبر عن الحيوية، كما جسدت “كا” شخص الملك وصُورت خلفه لحمايته. ومن المعاني الأخرى لعلامة “كا” القربان والتمثال، و”كات” أي عمل.
علامة “إينت”
ظهرت علامة السمكة بأشكال عديدة منها سمكة البلطي.
وتمثل مقطعاً في عدة كلمات مثل اسم سمك البلطي نفسه “إينت”، وفي كلمة “إينب” التي تعني “جدار” وكلمة “إينت” بمعني “وادي”.
ومنها جاء عيد الوادي “حب-إينت” أكبر أعياد الموتى في طيبة في الدولة الحديثة، حيث يخرج المعبود آمون من الكرنك يزور البر الغربي ويمر على المعابد الجنائزية.
رموز الكتابة المصرية
علامة “ميو”
ترمز هذه العلامة إلى كلمة قطة، وتنطق “ميو” أو “مياو” وهو النطق المأخوذ من صوتها.
وقد قَدَسَ المصري القديم القطة، فأصبحت تُعبر عن صور بعض المعبودات، ومن أهمها المعبودة باستت التي انتشرت عبادتها بمنطقة تل بسطا.
يصور هذا المنظر الأميرة سات-آمون مع قطتها الأليفة تحت كرسيها.
علامة الصولجان
تُعبر هذه العلامة عن عصا أو صولجان ملوك مصر القديمة، منحني عند قمته.
ونطقها المصري القديم “حقا” و هي تشير إلى معاني الحكم، واستخدمت في التعبير “حقا-خاسوت” والتي تعني “هكسوس”.
عادة ما تكون هذه العلامة مصحوبة بعلامة أخرى وهي المذبة، وهنا يحمل المعبود أوزوريس العلامتين في منظر من مقبرة نفرتاري.
علامة ” المذبة “
غالباً ما تُدمج علامة “نخخ” وتعني المذبة مع الصولجان، وهي رمز للحكم، وربما كانت في الأصل عبارة عن عصا بها شراشيب استخدمها الرعاة لقيادة الماشية.
وتستخدم في تعبيرات أخرى، مثل “نخاخا” وتعني “یشبع”، وتُطلق بشكل خاص على الطفل الذي يرضع لبن أمه.
وفي هذا المنظر صُورت علامة “نخخ” مع المعبود أنوبيس، ضمن مناظر مقبرة نفرتاري.
علامة ” شن “
تُمثل هذه العلامة حبلاً معقوداً يتخذ شكل الدائرة، تقع ربطته في أسفله، لذا اتخذ معنى الإحاطة والحماية.
وُردت هذه العلامة ضمن عدد من الكلمات مثل “شِنس” التي تمثل خبز مستدير الشكل، و”شنو” أي خرطوش.
كما كُتبت كرمز حماية في مناظر المعابد، وصُورت هنا تحت أيدي كل من إيزيس ونفتيس اللتين تركعان عند رأس وقدمي المتوفى.
علامة ” كم “
تُمثل هذه العلامة جلد التمساح ذو الشوك، وكانت تعني كذلك “السوداء” للإشارة إلى الطمي الأسود، وكانت أهم معانيها كلمة “كمت” وتعني “مصر” كما هو مصور هنا.
كما سميت اللغة المصرية القديمة نفسها باسم “را-ن-كِمِت” وتعني “كلام مصر”، أما “رمِث-ن- كِمِت” فتعني “شعب مصر”.
علامة ” الزرافة “
علامة ” الزرافة “تمثل هذه العلامة شكل الزرافة، وتستخدم كجزء من كلمات تعني “التنبؤ” و”سر”.
وربما كان هذا الارتباط بسبب طول رقاب الزراف التي أعطتها القدرة على رؤية ما هو أبعد من أي كائن بجوارها.
وهناك العديد من المناظر التي تُصور فيها الزرافة على جدران المعابد والمقابر مثلما في هذا المنظر من مقبرة رخمي رع.
علامة ” مس “
علامة ” مس “تُمثل هذه العلامة ثلاثة جلود لثعالب مربوطة معاً، وتظهر كأنها مصورة من أعلى، وتعنى المَولِد.
كما أنها من أشهر العلامات استخداماً خاصة في أسماء الملوك مثل الملك چحوتي-مس (تحتمس الثالث) وتعني مولود چحوتي، وهي المصورة في هذا المنظر، والملك رع-مس-سو (رمسيس الثاني) وتعني مولود رع (أي ابنه).
علامة ” خع “
علامة ” خع “عبارة عن تل تُشرق من خلفه أشعة الشمس.
غالبًا ما كانت تستخدم في الكلمات التي تشير إلى المعبود رع، وكانت تستخدم كذلك في الألقاب الملكية مثل اسم الملك خفرع من عصر الأسرة الرابعة.
علامة ” چا “
علامة ” چا “تُمثل هذه العلامة قطعتين من الخشب، تُشبه العليا منهما الهراوة، بينما تُمثل السفلى قاعدة مجوفة تعلوها الهراوة.
ومن الممكن أن يتم تدوير الجزء العلوي يميناً ويساراً ليولد النار لتُستخدم في الطهي والإضاءة وغيرها.
تأتي هذه العلامة في كلمات عديدة منها “چا” بمعنى “يعبر” و”وچا” بمعني “سليم” خاصةً في صيغة “عنخ- وچا- سنب” التي تعقب أسماء الملوك متمنية لهم “الحياة والسلامة والصحة.
علامة ” حح “
تُمثل العلامة معبوداً له لحية معقوفة يجلس على إحدى ركبتيه ويثني الأخرى، رافعاً كلتا يديه إلى السماء.
تعني العلامة “المليون” و”الأبدية” تعبيراً عن الزمن.
وصُور هنا معبود الأبدية “حِح” جالساً فوق علامة الذهب على مسند كرسي الملك توت عنخ آمون.
علامة “إيب”
ترمز علامة إيب إلى القلب، وهي من العلامات الشهيرة بتميزها وقداستها، وتعبر عن ضمير الإنسان، وهي أحد عناصر الشخصية السبعة في معتقد المصري القديم.
وُردت في أسماء الملوك وألقابهم مثل الملك أمنمحات الأول “سحتب-إيب-رع” من الأسرة الثانية عشر، والملك أبريس “واح-إيب-رع” من الأسرة السادسة والعشرين.