لواء دكتور/ سمير فرج
سيذكر التاريخ، مهما طال الأمد، أن الشعب المصري هو الذي فجر ثورة 30 يونيو، لكنه سيذكر، أيضاً، أن جيش مصر هو الذي أيد حراك هذا الشعب، ونجح في تخليصه من حكم جماعة الإخوان، ليتشارك الشعب والجيش في مكاسب التخلص من حكم تلك الجماعة الإرهابية، التي كانت تستهدف إسقاط الجيش المصري، الذي أقسم بالولاء للوطن والأرض، واستبداله بالحرس الثوري المصري، مثلما حدث في إيران، الذي يقسم بولائه للمرشد الإخواني، وليس للوطن.
ولا ننسى، أبداً، زيارتي قاسم سليمان، أحد أكبر قيادات الحرس الثوري الإيراني، إلى مصر، أيام حكم الإخوان، وهو ما كان للاتفاق على تأسيس الحرس الثوري المصري، على نفس النهج الإيراني، بديلاً عن القوات المسلحة المصرية. وكانت الخطوات، الأولية، قد بدأت، بالفعل، لتنفيذ ذلك المخطط، إذ اجتمع قاسم سليمان، مع عدد من قيادات جماعة الإخوان، وتم وضع خطة تفصيلية لقيام الحرس الثوري المصري، في خلال عام واحد، تنقسم إلى ثلاثة أشهر لإعداد الشكل التنظيمي العام، وثلاثة أخرى لتجنيد العاملين من شباب ورجال الإخوان، ثم ستة أشهر لتدريب تلك العناصر، إلا أن ثورة الشعب في 30 يونيو 2013، أفشلت ذلك التخطيط الإرهابي.
وفي أوائل يناير 2020، قامت الولايات المتحدة الأمريكية باغتيال قاسم سليمان، في عملية خاطفة، على طريق مطار بغداد، بواسطة الطائرات المسيرة بدون طيار، باعتباره العقل المدبر وراء تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في المنطقة. كما أفشلت 30 يونيو خطة الإخوان في جعل مصر مركزاً لقيادتهم في المنطقة، يتولون منها السيطرة على منطقة المغرب العربي، من خلال إخوان تونس وحزب النهضة بقيادة الغنوشي والجزائر والمغرب، ثم يتجهون جنوباً، إلى السودان، حيث كان الرئيس البشير أكبر داعم لهم، ومنها إلى الصومال، بواسطة حركة الشباب الصومالي الإخواني، ثم اليمن لتصبح لهم السيطرة على الحوثيين هناك.
فالحمد لله الذي نجانا من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وألهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكمة في ذلك، وأنعم عليه ببعد النظر، فيما قام به من تطوير القوات المسلحة المصرية، ورفع كفاءتها، لتحتل، في عامنا الحالي، المركز الثاني عشر، في ترتيب القوى العسكرية في العالم، وتصنف الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ولتستكمل واجبها في حفظ الأمن القومي المصري، وحماية حدودنا واستثماراتنا في حقول الغاز في البحر المتوسط، وتأمين قناة السويس، والقضاء على الإرهاب.