نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة تل الكدوة شمال سيناء، برئاسة الاستاذ رمضان حلمي مدير منطقة آثار شمال سيناء ورئيس البعثة، في الكشف عن مجموعة آبار مياه طريق حورس المفقودة، والتي ترجع إلى العصور الفرعونية، وذلك ضمن مشروع تنمية سيناء 2021-2022.
وأكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن آبار للمياه بالمنطقة من العصور الفرعونية، حيث أن الأدلة العلمية تشير إلى وجودها حيث تم نقشها في عصر الملك سيتي الأول على جدران معبد الكرنك، مشيرا إلى أن عدد الآبار المكتشفة يبلغ عددها خمسة آبار، تقع خارج أسوار قلعة تل الكدوة، في منطقة تتميز برمالها الصفراء. كما تشير الشواهد إلى أنه تم تدميرها وردمها عن عمد، إلا بئر واحد فقط، حتى لا يستخدمها الغزاة خلال فترة الغزو الفارسي.
وأوضح الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن البئر الوحيد الناج تم بناءه بطريقة غير تقليدية، حيث تم حفره في الرمال الصفراء، ووضع حلقات من الفخار فوق بعضها البعض بداخله. يبلغ قطر الواحده منها متر تقريبا، وبها ثلاث فتحات جانبية تساعد على النزول والصعود من البئر. وقد قامت البعثة بالحفر والنزول به مسافة تزيد قليلا عن ثلاثة أمتار، أسفرت عن العثور على 13 حلقة فخارية، والعديد من الأواني الفخارية ترجع إلى عصر الأسرة 26، العصر الصاوي.
أما عن نتائج أعمال حفائر البعثة داخل الحصن، قالت الدكتورة نادية خضر رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، أنها أسفرت الكشف عن أحد المخازن الذي يبلغ طوله حوالي 12م وعرض 4 أمتار، وفي منتصفه يوجد عدد من الأواني الفخارية تم وضعها فوق بعضها البعض والتي كانت تستخدم كمصارف للمياه وهذه الطريق معروفة ومتداولة خلال العصر الصاوي.
كما عثرت البعثة على بقايا أفران، من منتصف العصر الصاوي، يرجح أنها ورشة لصهر خام النحاس؛ حيث تم العثور على أجزاء من سبائك النحاس على أشكال دائرية، بالإضافة إلى أجزاء من منفاخ من الفخار كان يستخدم في عمليات الصهر.
ومن جانبه أكد الدكتور هشام حسين مدير عام آثار سيناء، على أن تل الكدوة هو أحد أهم مواقع العمارة العسكرية المصرية خلال عصر الأسرة السادسة والعشرون (العصر الصاوي) بشمال سيناء، حيث كشفت البعثة المصرية عن بقايا قلعتين بالمكان تؤرخ أحداهما بعصر الملك بسماتيك الأول.
ومن المعروف أن طريق حورس الحربي من أقدم الطرق في سيناء ويربط بين مصر وفلسطين بطول 220كم، وعرف في النصوص المصرية الفرعونية منذ عصر الدولة القديمة باسم “طريق حورس”، ويعتبر نقش الملك سيتي الأول بمعبد الكرنك هو المصدر الرئيسي الذي يشير إلى وجود سلسلة من القلاع العسكرية وآبار المياه بطول الطريق، حيث صور نقش الملك سيتي الأول أمام كل قلعة من قلاع طريق حورس بئر مياه، وأطلق المصريون القدماء خلال عصر الدولة الحديثة تسميات محددة على كل قلعة وبئر مياه من آبار طريق حورس الحربي القديم.