دور المرأة في إدارة وترشيد إستهلاك المياه
دكتورة / فاطمة الزهراء رمضان
دكتور باحث – قسم بحوث تلوث المياه – معهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية – المركز القومي للبحوث
إن من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه في المنطقة العربية عامة ومصر خاصة إستعراض الإستراتيجيات الإنمائية الوطنية وخطط القطاع المائي وأيضا القضية المتعلقة بالجنسين في مجال المياه والصرف الصحي وأهدافها.
فإن أهمية مشاركة المرأة في القضايا المتصلة بالمياه أصبحت ذات أهمية في جميع البلدان تنفيذا لاستراتيجيات تحقق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة و إشراكها في سياسات صنع القرار وتقييم كيفية إعطاء الأولوية للمرأة في القضايا المتصلة بالمياه كخطوة رئيسية نحو تحقيق التنمية المستدامة. وتستفيد المرأة بشكل خاص من تحسين إمكانية الحصول على المياه في المجتمع المحلي.
فالمرأة دائما في المقدمة الرئيسية لرعاية الأسرة والمجتمع، والمسؤولة عن تأمين الإمداد بالمياه لأغراض الشرب وإعداد الأغذية والصحة والصرف الصحي، والإستخدامات اليوميه المختلفه مثل الغسيل والتنظيف وغيرها.
وبتوجيهات رئيس الجمهورية المصرية تولي مصر إهتماماً كبيراً للاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة على المستويات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وتعديل التشريعات التي تضمن تمتع المرأة بالمساواة الكاملة وتكافؤ الفرص.
فإن مشاركة المرأة في إدارة المياه هي استراتيجية تؤيدها مصر بقوة لذلك أصبحت المرأة الأكثر قدرة على الإدارة والتأثير في المجتمع. ففي ظل ندرة المياة والتغيرات المناخية المؤثرة علي مصادر المياه على جميع قارات العالم تواجه مصر تحديات كبيرة جدا نتيجة زيادة الكثافة السكانية وزيادة الطلب علي إمدادات المياه للسكان لذلك فلابد من نشر الوعي بالإستخدام الأمثل وترشيد المياه على مستوى الحقل والمنزل و الحفاظ علي المياه نظيفة ودمج هذه المعرفة في تعزيز الصحة و تغيير السلوك.
حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكومة بمواصلة العمل مع جميع الجهات ذات الصلة نحو الإستخدام الفعال للموارد المائية المتاحة بخطة إستراتيجية متكاملة لإدارة وتنمية الموارد المائية حتى عام 2037. ومنه قامت مصر بالعديد من المشروعات القومية من أجل تحقيق الأمن المائي وذلك بتنفيذ عدد كبير من محطات التحلية و خطط إنشاء وتطوير محطات معالجة في جميع محافظات وقري مصر.
فالمرأة بطبيعة دورها التقليدي شديدة الاتصال بالبيئة فهي الأساس في التربية السليمة للأبناء. كذلك تساهم في التربية البيئية وزيادة الوعي البيئي؛ بتعليم مبادئ النظافة وغرس العادات الصحية، والبيئة السليمة للأبناء.
فهي المربية الأولى التي يرى الطفل ويفهم من خلالها ما يدور حوله. قدرة المرأة الواعية أكثر من غيرها في زرع الكثر من سلوكيات حماية البيئة وترشيد استخدام الموارد المختلفة في أفراد الأسرة ونظرا لإرتباط المرأة بالأرض والزراعة فهى تقوم بتعليم أبنائها كيفية التعامل مع التربة والماء والهواء وكيفية التعامل مع المبيدات ومدى خطورتها في البيئة إذا لم يحسن استخدامها.
فإن دور المرأة في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تشكيل وتنسيق الجهود النسائية لنشر الوعي البيئي في مجال حماية البيئة وتغيير النظم والتشريعات البيئية وتكوين رأي عام نسائي مهتم بالبيئة يعمل على توحيد الفكر وتغييرالمفاهيم والسلوك.