يستضيف المجلس الأعلى للثقافة غدا الاثنين الموافق ندوة حول كتاب الفنانة ميمي جمال (سبعون عاما من الإبداع والجمال) من تأليف د. مها فاروق عبد الرحمن وذلك ضمن ندوات المكرمين في الدورة الثامنة عشر للمهرجان القومي للمسرح المصري.

وفي تصريح خاص لاخبار مصر تؤكد د. مها ان الفنانة ميمي جمال فنانة ذات طابع خاص، حافظت على مكانتها في قلوب الجماهير، لا بوهج البطولة، بل ببصمة لا تشبه أحدا.
واضافت ان كتابها عن الفنانة ميمي جمال يبين جوانب من حياتها حيث يبين ان أمينة مصطفى جمال، الشهيرة باسم ميمي جمال، ولدت في 27 مايو عام 1944 بحي شبرا العريق لأسرة صغيرة.
بدأت حياتها الفنية وهي طفلة صغيرة في فيلم “المستهترة” عام 1953، تلاها في نفس العام فيلم“أقوى من الحب”، واستطاعت أن تصقل موهبتها وأن تكتسب الكثير من الخبرات الفنية من خلال عملها مع كبار المخرجين السينمائيين والمسرحيين.
ثم إلتحقت بالمسرح الحر، وهناك تدربت على أيدي كبار أساتذة المسرح، وتعلّمت منهم أصول المسرح لتصبح من الدعائم الأساسية للدراما والمسرح المصري.
واكدت الكاتبة انه على الرغم من ان الفنانة ميمي جمال لم تكن قط نجمة شباك في الأفلام، لكنها كانت دائمآ نجمة في بناء الشخصية والدور الداعم، وهو ما جعلها خالدة في ذاكرة الجمهور.
قدمت ميمي جمال عددا من المسرحيات الهامة في تاريخ المسرح المصري “مطرب العواطف”، “أصل وصورة“، “نمرة 2 يكسب”، “سفاح رغم أنفه” وغيرها من روائع المسرح المصري.
تزوجت من الفنان حسن مصطفى عام 1966 و رُزِقا بإبنتين هما التوأم “نورا” و”نجلا”، وكانت زيجتهما مستقرة يملؤها الحب والاحترام والتفاهم”، واستمر زواجهما 49 عاماً حتى وفاته عام 2015.
تميز أداء ميمي جمال بالبساطة والصدق، وبقدرتها على التلون بين الكوميديا والتراجيديا والتعبير عن مختلف المشاعر، واستطاعت أن تحقق المعادلة الصعبة “جمال +أناقة + كوميديا”.
وتؤكد د مها فاروق عبد الرحمن ان الفنانة ميمي جمال لا يمكن اعتبارها ممثلة عادية، بل هي أيقونة استثنائية في الفن المصري والعربي حيث تتميز بسمات قلما تتواجد في أي فنانة أخرى، مثل: الاحترافية، المرونة في الأداء، الحضور أمام الكاميرا وعلى خشبة المسرح، الكوميديا بالفطرة دون افتعال، نبرة صوت مميزة فيها نغمة قريبة من آذان الجمهور الشعبي، تعبيرات وجه دقيقة تخدم المواقف التمثيلية، إيقاع تمثيلي منضبط، حب واحترام زملائها.
تجاوز عطاؤها الفني أكثر من سبعين عاما، واستطاعت أن تحقق الرقم القياسي في العطاء الفني حيث شاركت في أكثر من 530 عملاً فنيّاً بين السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة ، ولا زالت تمارس العمل الفني بكفاءة واقتدار وإتقان حتى اليوم.
وفي كتابها اوضحت د. مها ان ميمي جمال اتطاعت التكيف والتواصل مع مختلف الأجيال الفنية، حيث عاصرت التحول من السينما بالأبيض والأسود إلى منصات البث الرقمي، حتى عصر “التيك توك”.
واضافت ان الكتابة عن ميمي وتكريمها ليس فقط احتفاء بتاريخها، بل هو أيضا وفاءا من الفن لمن خدموه بإخلاص، وهو رسالة شكر لجيل صنع البهجة بصدق، وعبر عن الواقع دون زيف أو إدعاء .














