بقلم دكتور / محمود حامد الحصري
مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد
الملك منكاورع (من – كاو – رع) (كا خت) 2532-2503 ق.م
“من-كاو-رع” Menkaura هو خامس ملوك الأسرة الرابعة، وهو ابن الملك “خفرع” (خع – إف – رع) من عصر الدولة القديمة وحفيد الملك “خوفو”، بني ثالث أكبر هرم له في الجيزة. تزوج من الملكة خع-مرر-نبتي الثانية Khamerernebty II، وهي ملكة مصرية، كانت ابنة للملك خعفرع والملكة خع-مرر-نبتي الأولى. وكانت أماً للأمير خو-إن-رع.
حياته وأعماله :
لقد اشتهر هذا الملك في كتابات المؤرخين القدماء بصفات التقوى والورع والطيبة، على عكس أبيه خعفرع وجده خوفو، حتى أن هيرودوت امتدحه أكثر من أي ملك آخر وقال عنه أنه سبق في عدالته جميع الملوك السابقين.
يميل أغلب العلماء إلى تقدير فترة حكم الملك منكاورع بحوالي 18 عاماً أو تزيد قليلاً وذلك استناداً لما ذكر في بردية تورين. وقد تزوج الملك منكاورع بعد اعتلائه العرش من أخته الأميرة خع-مرر-نبتي الثانية والتي أصبحت الزوجة الرئيسية والملكة الأولى، وقد أنجبت هذه الزوجة للملك منكاورع ابنه وخليفته على العرش شبسسكاف وهو الذي أتم المجموعة الهرمية للملك منكاورع حيث توفي الملك قبل الانتهاء منها. ويعتقد البعض أن خنت كاوس وهي آخر من حكم في الأسرة الرابعة كانت ابنة لمنكاورع وأختاً لـ شبسسكاف.
والمجموعة الجنائزية للمك منكاورع هي آخر المجموعات الهرمية في جبانة الجيزة، وتوجد في الناحية الجنوبية من الهضبة المرتفعة المشيدة فوقها تلك المجموعات. ومجموعة الملك منكاورع لم تكتمل في عهد منكاورع، وإنما أنهى جزءاً كبيراً منها خلفه شبسسكاف، وذلك باستخدام الطوب اللبن بعد أن قام بتعديل التخطيط على نطاق واسع، وتتكون المجموعة من هرم منكاورع ثلاث أهرامات صغيرة، المعبد الجنائزي، الطريق الصاعد، معبد الوادي.
وهرم منكاورع هو أصغر أهرامات هضبة الجيزة حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 66 متراً أو 216 قدم. وقد تم بنائه على حافة الهضبة المنحدرة. وأنهى بنائه الملك شبسسكاف (شبسس – كا – إف)، خليفة الملك منكاورع. وكانت مساحة القاعدة في الأصل حوالي 108.5 متراً أو 355.8 قدم مربع. ولكن نتيجة لرفع الحجارة لاحقاً لاستخدامها في أغراض أخرى، فقد أصبح طول أضلاع القاعدة حالياً حوالي 102.2 متراً × 104.6 متراً أو 335.2 قدم × 343.1 قدم وترتفع الجوانب بزاوية 51 درجة. وقد غطت الطبقات الستة عشر السفلى من الهرم بكتل من الجرانيت الوردي.
وقد قطعت حجرة الدفن في الصخر أسفل الهرم ويمكن الوصول إليها من خلال المدخل الشمالي مروراً بممر منحدر. كما قطع ممر منحدر أخر أسفل الممر الأول. وأغلقت حجرة الدفن بواسطة ثلاث سدات من الجرانيت أو القوالب الحجرية والذي تم إنزالهم في فتحات رأسية مقطوعة في الجدران. وقد استخدمت الحجرة الداخلية كمخزن بينما استخدمت الأخرى كغرفة للدفن ولها سقف جمالونى. كما غطت الجدران بكتل من الجرانيت. وقد تم العثور على تابوت من البازلت في فجوة داخل الأرض على عمق أربعون سنتيمتراً أو ستة عشر قدم. ولكن هذا التابوت غرق في البحر أثناء نقله إلى إنجلترا في عام 1838 ميلادياً. ويحتفظ المتحف البريطاني في لندن بغطاء تابوت على شكل أدمى للملك منكاورع ولكنه ليس هو الغطاء الأصلي الذي عثر عليه في غرفة الدفن. كما تم بناء المعبد الجنائزي ومعبد الوادي والطريق المؤدى لهما من الطوب وحجر قليل الجودة.
مشروع دراسة وتوثيق وإعادة تركيب الكساء الخارجي لهرم منكاورع بمنطقة أهرامات الجيزة
بدأت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار من خلال بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة برئاسة كلا من د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار و د.يوشيمورا ساكوجي في مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع والموجودة بمنطقة أهرامات الجيزة، وذلك تمهيدا لإعادة تركيبها.
وأعرب د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المنوطة بتنفيذ المشروع من الجانب المصري عن سعادته بالبدء في هذا المشروع العظيم، واصفا إياه بأنه مشروع القرن وهدية مصر للعالم تزامنا مع الافتتاح الوشيك للمتحف المصري الكبير.
وأشار إلى أن هذا المشروع سيساهم في رؤية هرم الملك منكاورع لأول مرة كاملاً بالكساء الخارجي له كما بناه المصري القديم، لافتا إلى أن البولوكات الجرانيتية للكساء الخارجي للهرم كانت حوالي 16 بلوك لم يتبقي منها حالياً سوي 7 بلوكات فقط، وهو ما سيقوم المشروع بالعمل علي دراستها وترميمها وتوثيقها وإعادة تركيبها.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن هذا المشروع سوف يتم تنفيذه على عدة مراحل خلال 3 سنوات ليشمل أعمال رسم وتصوير فوتوجراميتري وتوثيق وليزر سكان ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية.
وخلال تواجده بمنطقة أهرامات الجيزة للإطلاع على خطوات العمل بالمشروع، التقي الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمجموعة من السائحين من كوستاريكا حيث قام باستعراض المشروع لهم ودعوتهم لإعادة الزيارة مرة أخري بعد الإنتهاء من المشروع، ليروا هرم منكاورع لأول مرة وعليه جزء كبير من كساءه.
كما حرص السائحون على التقاط الصور التذكارية من أمام الهرم الثالث وتوثيق زيارتهم موجهين رسالة للشعب الكوستاريكي بزيارة مصر واصفين إياها ببلد الأمن والآمان.