دائمًا ما يُسعدني التعامل والاحتكاك المباشر مع الشباب، خصوصًا طالبات وطلبة الجامعات، وبحكم موقعي كمُقررة لفرع المجلس القومي للمرأة بالجيزة، تُتاح لي هذه الفرص، حيث يتم عمل مُحاكاة لأنشطة ومُبادرات الفرع في ملفات هامة، تجتذب هؤلاء الشباب، مثل التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى قضايا الطلاق، والعنف من ختان إلى زواج قسري ومُبكر، وحرمان من الإرث، وتحرش وتنمر، وغيرها من القضايا.
بعض مشروعات التخرج لفرق البكالوريوس، بكليتي «الإعلام والخدمة الاجتماعية»، تتم بالشراكة مع الفرع، حيث الدعم لهذه المشروعات من خلال إتاحة نماذج واقعية تم رصدها تُساعدهم على الوصول لحقائق تخدم الهدف من المشروع.آخر المشروعات التي لفتت انتباهي، وتناقش قضية هامة، وتدعو إلى مزيد من الوعي يتطلبه المُجتمع، مشروع تخرج الفرقة الرابعة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، تخصص «علاقات عامة وإعلان»، بعنوان «لسه حكايتهم.. هنفضل أم وأب»، وهي دعوة لاستكمال الحياة دعمًا للأبناء حتى وإن تم الانفصال بين الزوجين.
أهمية الموضوع تأتي من مُنطلق تقديم مصلحة الصغير أولًا، لأن الصغار لا ذنب لهم فى اختيارات الكبار أو أنهم غير قادرين على إتمام مشروع الزواج، واستمرار الحياة الأسرية معًا.ومن هنا كانت فكرة المشروع، وهي العمل على تعزيز وعي الأمهات أولًا بأن الانفصال ليس نهاية للعلاقة، لأن الأبناء بحاجة لوجود أب في حياتهم مثل احتياجهم تمامًا للأم.ومن هُنا جاء دور المجلس القومي للمرأة، وهو الذي يسعى دائمًا للتأكيد على أهمية الحفاظ على العلاقات الإنسانية بين طرفي الخلاف، بزيادة وعي الأمهات حول كيفية التعامل مع الطرف الآخر بعد الانفصال رغم مرارته، والخروج الآمن من العلاقة بتحقيق التوازن النفسي للأبناء من خلال علاقة متوازنة تُبرز الإيجابيات، وتبعد عن إظهار السلبيات، مهما كانت، مع التأكيد على ألا تبدو الأم «ضحية» أو «مُضحية»، ولا بإقحام أيًا منهما للصغار في دائرة الصراع، بهدف شخصي، لأنه ينعكس بالسلب على سلوكياتهم، ويُقدم للمجتمع شابات وشباب يُعانين أمراضًا نفسية تؤدى إلى العنف، وعدم قبول الآخر حتى لو كانت الأم أو الأب.«لسه حكايتهم.. هنفضل أب وأم»، نداء يوجهه صاحبات وأصحاب مشروع التخرج إلى الأزواج بأن الانفصال ليس نهاية للحياة الأسرية بل بداية لعشرة دامت وستدوم لوجود أبناء لا دخل لهم فى اختياراتهم، وأنهم غير قادرين على مواصلة الحياة معًا، بل عليهم مد جسور الود، وتوفير كل سُبل التفاهم لأن لسه الحكاية مكملة»..