كثير منا إن لم نكن جميعًا بحاجة إلى فرصة تانية، فرصة نقف فيها مع أنفسنا نتدبر أمورنا ونراجع حساباتنا.
الفرصة التانية.. هى الفرصة التى تمنح من يحتاج إليها ويستثمرها جيدًا “قبلة الحياة”، قبلة تضخ الهواء فى رئتيه فتسرى الدماء متدفقة فى شراينه لتروى كل خلية من خلايا جسده.الفرصة التانية..
هى ليست فقط من تتيح لصاحبها العودة من طريق المجهول، طريق الهاوية إلى الطريق المضئ، الواضح الآمن الذى افتقد أثره فى زحام وضوضاء الحياة، وغياب كثير من المفاهيم الصحيحة بعد أن اقتحمت حياتنا مفاهيم غريبة، مُبهمة بعيدة عن تربيتنا وقيمنا وأصولنا.الفرصة التانية.. لمن يستثمرها جيدًا هى الملاذ من إجهاد العقل، وإرهاق الجسد وقتل الروح.كثيرًا ما تعطينا الحياة فرصة تانية مهما كانت قسوة الأيام أو اشتداد الأزمة أو انصراف المحبين عنا، لأن الزمن كثيرًا ما يفتح لنا نافذة يطل منها شعاع الأمل فيهب لنا السكينة والأمان ما يدفعنا إلى الرغبة فى الاستمرار.
الفرصة التانية.. تتكرر كثيرًا أمامك فهل تهتم بأن تقتنصها ولا تفوتها دون أن تحدث التغيير المطلوب فى حياتك؟.. وإذا اقتنصتها فهل غيرت ما ترى أنه لا يسعدك أو يكدر صفو حياتك أم أسئت استخدامها ولم تغير ما يحقق لك السعادة؟.. وإذا أخطأت فى استخدامها فهل تعلمت من خطائك هذا؟..
الفرصة التانية.. هى فرصة لتعلم الجديد والمفيد فى علاقتك بنفسك وعلاقاتك بالآخرين فلا تفوت هذه الفرصة التى تمنحك الرضا، اجعلها فرصة للتصالح والتسامح مع نفسك أولًا ثم مع الآخرين، وقتها ستجد أن الدنيا كلها تصالحت وتسامحت معك، واعلم أن أى فرصة تأتيك ليست فقط الفرصة التانية بل أى فرصة تصادفك هى فرصة لتصحيح خطأ، تصحيح مسار، تصحيح مفاهيم، فالحياة تمنحنا الفرص كى نتعلم ونحسن من أنفسنا، واجعل من كل فرصة، فرصة لحب الحياة التى وهبنا الله إياها.
الفرصة التانية.. تتكرر مرات ومرات لكننا نتخيل أنها لا تأتى إلا مرة واحدة فقط ولهذا عندما تأتى فهى لك وحدك قبل أن تكون للآخرين، هى لذاتك، لخلاصك من ما يعكر صفو حياتك، فقط مطلوب منك أن تتوكل على إلهك..