د. محمود الشنديدي
فى هذا اليوم المشحون بالعواطف و المشاعر التى تترواح ما بين الفرح – بمستقبل الصراع بين الحق و الباطل و حق الشعب الفلسطينى و أهل غزة فى الحرية و الكرامة و حق المسلمين فى الأرض المقدسة و المسجد الأقصى – و الحزن على فقد قائد كريم شجاع مغوار قدم واهله و أهل غزة ضريبة الجهاد من دمائهم الزكية ، و الغضب من وضع مزرى لامة تعدادها مليارا مسلم يدورون بين العجز و الوهن و أضعف الإيمان الا ان شعور الفرح بأن قائدا كبيرا قد لحق بركب الشهداء و لقى ربه صامدا و إخوانه فى الميدان قد مرمغوا انوف المحتلين و داعميهم فى التراب و أجرى الله على أيدى كتائب القسام و كافة فصائل المقاومة قدر زعزعة باطل المحتلين و كشف بضربتهم الشجاعة فى السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ حقيقة الحضارة الزائفة و تخاذل و هللهة المؤسسات الدولية . ان هذا الشعور الذى يملأ صفحات التواصل الاجتماعى شعور واضح يغذى الامل فى صواب خيار المقاومة من الاقدام على ضرب الكيان و إعادة وضع القضية الفلسطينية على قمة الأحداث فى العالم بل و لعب الطوفان الذى باركه الشهيد القائد إسماعيل هنية دورا كبيرا فى يقظة شعوب العالم التى كانت مغيبة تحت ضغط الكذبة الصهيونية التى تلقفها الاستعمار و عبر عنها المجرم بايدن عندما قال ( أن الاحتلال هو اكبر استثمار لامريكا و أن دولة الاحتلال لو لم تكن موجودة لاخترعناها) و قد دفع رئيس اكبر دولة امبريالية فى العالم ثمن دعمه للاحتلال فى عدوانه على غزة بأن فقد شعبيته و اجبر على الانسحاب من السباق الرئاسى فى أمريكا و قد يخسر حزبه الانتخابات و الرئاسة و خسر رئيس وزراء بريطانيا و حزبة الانتخابات وهزم هزيمة نكراء و مذلة فى اكبر خسارة يتلقاها حزب المحافظين فى التاريخ و هناك عشرات التغيرات السياسية و الاجتماعية فى العالم الذى بدأت حكوماته تتحسس مواضع أقدامها بعد طوفان المظاهرات فى هذه البلاد و فشل الدعاية الصهيونية فى مقاومة حالة الرفض العالمى للاحتلال و إدانته و دعم حق أهل غزة و فلسطين فى المقاومة و استرداد حقوقهم و هو ما ايدته قرارات مجلس الأمن الدولى و محكمة العدل الدولية بإدانة الاحتلال و ضرورة محاكمة قادة الكيان و أن كانت هذه القرارات التى تعبر عن تغير فى المواقف ما زالت حبرا على ورق .
أن قدرة المقاومة على الصمود و التفوق التكتيكى و الميدانى لمدة ١٠ أشهر دون دعم قد غير كثيرا فى مشهد التعامل مع قضية فلسطين و أصبح الحديث متكررا عن أن ضربة طوفان الأقصى هى بداية لانهيار الكيان الصهيونى المحتل لفلسطين .
أن تاييد الشباب و الكبار للحق الفلسطينى و إعادة الاهتمام بالرؤية الإسلامية القائمة على المقاومة و الجهاد و إعادة مقاومة الغزو الفكرى و إعادة التمسك بالدين هو أثر من اثار الشهداء و هو ما سيؤدى حتما إلى عودة الحق لأصحابه و استبدال الحضارة المادية بحضارة الإسلام و انحسار نفوذ الغرب الاستعمارى و تسلطه و استقلال بلاد المسلمين و تخلصها من الاستبداد و السير فى طريق التقدم و الدعوة إلى الإسلام كبديل للمادية التى ساهمت فى انحطاط الإنسانية .
أن استشهاد القائد إسماعيل هنية على ارض دولة ذات سيادة يظهر للعالم أن الاحتلال و داعميه لا يعبأون باى قانون و لا يمكن ايقافهم و منع جرائمهم الا بالقوة و الجهاد و هو ما أكده الشهيد القائد طوال حياته و فى كلماته و قد قالها صريحة مدوية من فوق منبر الأزهر( لن نركع لن نركع لن نركع الا لله و اننا لن نعترف لن نعترف بإسرائيل و الموت و لا المذلة ) و هذا هو الطريق الوحيد لإعادة تأسيس معايير جديدة للحياة فى هذا العالم و على خطى الشهيد القائد يسير المجاهدون و تلحق بهم قوى متعددة فى العالم و منها قوى أمتنا المهيضة الجناح و العاجزة عن الفعل فعلى خطى الشهيد تسير قافلة النور وحيدة و قليلة و دون سند الا انها تحظى بتأييد الله صاحب الخلق و الأمر و سيلحق بهذه القافلة ملايين من الناس بعد أن يزال من على اعينها غشاوة المادية و تعود إلى نور ربها ( فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) .