السؤال.. لماذا يشعر البعض بالخجل أو يصاب بأنانية شديدة، عندما تفكر أو تقدم والدته على الزواج بعد وفاة أو الانفصال عن والده، خصوصا فى سن متقدمة؟
الإجابة.. تحتمل أكثر من احتمال أو تصور أو حقيقة، هناك من الأبناء وأقصد هنا “الذكور والإناث” من تسيطر عليه أنانيته الشديدة، ولا يفكر إلا فى نفسه ويعتبر والدته ملكية خاصة لا يمكن التفريط فيها، وفى المقابل يعيش حياته كما يرغب، وينسى أو يتناسى أنها بحاجة إلى ونس وصحبة، لا سيما مع انشغالهم بحياتهم ومسؤولياتهم، التى صارت أكثر تعقيدًا عن الماضى.
وهنا أتحدث عن الذكور من الأبناء، فيغار على والدته من أن يشارك رجل آخر أمه فيه، وأن يحل محل والده، خصوصا إذا كانت الأم صغيرة نوعا ما وجميلة.
وهناك من يستغل الأم فى مشاركته مسؤولياته الحياتية، وعلى رأسها تربية ورعاية الأحفاد، فى وقت تكون هى بحاجة إلى الهدوء النفسى والعصبى والجسدى بعد رحلة طويلة من الإجهاد فى تربية ذويهم “الابنة والابن”، وتريد أن تخلد إلى الراحة بعد عناء سنوات.
وهناك من يخاف على ضياع الثروة، بمشاركة طرف آخر “العريس الجديد”، فى هذه الثروة حتى لو كانت مجرد شقة تمليك أو بعض المصوغات الذهبية التى تمتلكها الأم، وهذا المعنى أيضا يغلب على فكر أبناء زوج المستقبل.
أيًا كانت الأسباب والدوافع أرى أن من حق المرأة أن تختار وهى قد تعدت سن الرشد، ما تريد، تختار شكل أيامها المتبقية من رحلتها مع الحياة، تختار الونس والصحبة التى تفتقدها بغياب وانشغال الأبناء بحياتهم ومستقبلهم والكفاح مع زمنهم، الذى صار أكثر تعقيدًا وجعلهم لا يجلسون أو يشاهدون أبناءهم وزوجاتهم إلا صدفة، فما بالك بأم تعيش وحيدة فى مكان بعيد أو حتى قريب، لكنها لا تجد من يشاركها اللقمة أو الصحبة أو يستمع إليها وتستمع إليه.
لقد غابت عن كثير من البيوت الجلسات العائلية يوم الخميس أو الجمعة، التى كانت تنتظرها الأمهات بفارغ الصبر وتتفنن فى صنع أشهى الأكلات للأبناء والأحفاد مهما كلفها من عناء، حتى هذا اليوم الذى كانت تنتظره مع ضغوط الحياة وعمل الأبناء فى أكثر من عمل والدراسة والدورس والامتحانات، لم يعد هو اليوم والموعد المقدس للقاء العائلى، وأنا لا ألوم على الأبناء، ولكن أطلب الرحمة لأنها فوق العدل، ارحموا أمهاتكم، ولا تخجل أو تغار أو تغلب عليك أنانيتك لسلوكها هذا، اسعد أيامها ولا تلق بها فى دار للمسنين ولسان حالك يقول: “محتاجة ونس وصحبة”، ها أنا أوفر لك الكثير منها، صدقنى بيتها هو مصدر أمانها وزواجها لن يقلل من شأنها أو شأنك، وليكن عريس أمك الصحبة الآمنة فى زمن النسيان