ديموجرافية أفريقية ببصمة غربية.. أول كتاب لديموجرافية دولة أفريقية

د. علياء عبد الرؤوف عامر

  • خبير ديموجرافي – المركز الديموجرافي بالقاهرة
  • رئيس وحدة تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة – المركز الديموجرافي بالقاهرة
  • عضو مجلس إدارة مركز التطبيقات الديموجرافية وتنمية الموارد البشرية – كلية الدراسات العليا للبحوث الاحصائية – جامعة القاهرة
  • عضو لجنة شباب الاحصائيين الأفارقة عن دول شمال أفريقيا
  • دكتوراه الفلسفة في الدراسات الديمو جغرافية والتنمية البشرية الأفريقية – جامعة القاهرة

” حالة جمهورية جنوب أفريقيا”

تعد دراسة السكان من اهم المواضيع التي تستوجب الدراسة والبحث في العالم أجمع وخاصة في الدول النامية بالقارة الأفريقية، وتؤثر الديناميكيات السكانية، بما في ذلك توزيع معدلات النمو، والبنية العمرية، والخصوبة والوفيات، والهجرة، وغيرها، على كافة جوانب التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية.  ومن هنا، يتعين على البلدان أن تتوافر لديها القدرة على جمع المعلومات عن السكان، لمتابعة وتحليل الاتجاهات من أجل إعداد وإدارة سياسات سليمة وتوجيه الإرادة السياسية لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للسكان. 

وتعد البيانات السكانية التفصيلية ومن أهمها دراسة موضوع التركيب العمري والنوعي، حيث تعاني العديد من الدول المتقدمة والنامية مشاكل وتحديات مختلفة فيما يتعلق بالتركيب العمري بها، إذ يعاني المجتمع المتقدم من ظاهرة التعمر وارتفاع نسب كبار السن وتوفير احتياجاتهم الصحية والاجتماعية والاقتصادية ومستويات نمو تقل عن مستوى الاحلال. بينما تعاني المجتمعات النامية من ظاهرة فتوة السكان (العمر الفتي) بسبب ارتفاع معدلات الخصوبة فيها. لهذا فكلاهما يواجهان مشكلات متباينة فيما يتعلق بالتركيب العمري لها تبعات وتحديات مختلفة تستدعي تبني سياسات مختلفة للتعامل معها والحد من آثارها السلبية.

ويؤثر التركيب النوعي للسكان في قوة الدولة أو ضعفها حسب نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة من جهة، وحسب معدلات الالتحاق بالتعليم بين صفوف الإناث من جهة ثانية. فالتركيب النوعي لسكان الدول الصناعية المتقدمة يعد من عوامل قوتها السياسية والاقتصادية، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان وروسيا الاتحادية ومعظم الدول الأوروبية. أما في الدول النامية فيعد التركيب النوعي للسكان من عناصر ضعف الدولة، لانخفاض نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة من جهة، وانخفاض مستوى التعليم بين الإناث من جهة ثانية، كما هو الحال في معظم الدول الأفريقية والآسيوية، حيث تعان المرأة من حرمان شديد في التعليم.

    ويهدف هذا الكتاب إلى توضيح وتحليل الملامح العامة التغيرات السكانية بالجمهورية كماً ونوعاً وخصائصاً في الفترة (1996-2011)، وذلك من خلال إظهار التباينات الجغرافية والاثنوجرافية في توزيع السكان طبقاً لبعض الخصائص الاجتماعية الهامة في جمهورية جنوب أفريقيا كما يتم أيضاً وصف وتحليل التركيب العمري والنوعي، وإبراز التباينات المختلفة في الخصائص العمرية.

ويعد هذا الكتاب من الكتب الوصفية التحليلية للمتخصصين في الدراسات السكانية والديمو جغرافية وعلاقتها بالتنمية الأفريقية، وقد تم اختيار اسم هذا الكتاب ” ديموجرافية أفريقية…. ببصمة غربية “، نظراً لرصد ودراسة معظم الخصائص الديموجرافية في جمهورية جنوب أفريقيا بالإضافة إلي استعراض تاريخ جمهورية جنوب أفريقيا أثناء الاحتلال الغربي الذي مرت به دولة جنوب أفريقيا ؛ والذي ترك آثاره علي الطابع الأفريقي في معظم مناحي الحياه لدي سكان البلاد الأصليين ؛ وعلي سبيل المثال وليس الحصر؛ تحول اللغة الرسمية للبلاد إلي اللغة الانجليزية وخاصة بين الأجيال الجديدة، فضلاً عن العنصرية في تولي المناصب القيادية ؛ حيث مازال السكان ذوي الأصول الغربية وهم أحفاد المحتلين من الهولنديين والإنجليز يعتلين المناصب والقيادات في معظم الهيئات والمؤسسات في الدولة.

  وقد  جاءت فكرة تحويل رسالة الدكتوراه إلي كتاب لتمكين الباحثين من الحصول علي رؤية شاملة من خلال تحليل جزء هام جداً من العلوم الديموجرافية؛ ألا وهو التركيب العمري والنوعي، وقد تم اختيار دراسة حالة جمهورية جنوب أفريقيا لهذا الجزء من نوعية هذه الدراسات؛ نظراً لندرة الدراسات الديموجرافية المتخصصة التي تناقش هذا الموضوع بصورة أكاديمية وخاصة في الدول الأفريقية، بالإضافة إلي دقة بيانات التعددات الخاصة بالدولة؛ وقد تمكنت الكاتبة من استحداث هذه البيانات بوضع سيناريوهات مستقبلية حتي عام 2031 ؛ وذلك عن طريق عمل إسقاطات وتوقعات مستقبلية لأعداد السكان وأعداد طلاب المراحل التعليمية المختلفة، فضلاً عن التوقع المستقبلي للخصائص الاقتصادية في الدولة ؛ ومن ثم استقراء وضع الخصائص الديموجرافية الدولة في الماضي والحاضر والمستقبل ورسم صورة مستقبلية لملامح هذه الخصائص الديموجرافية المتخصصة. لذا جاء هذا الكتاب بمثابة صورة فوتوغرافية لمجتمع يحمل الطابع الأفريقي ومغلف بعباءة المجتمع الغربي؛ من خلال أربعة عرقيات مختلفة تماماً في عاداتهم وتقاليدهم وتعليمهم ومناصبهم، بالرغم من توطنهم وتجنسهم بدولة جنوب أفريقيا وكأنهم أهل البلاد الأصليين؛ إلا أنهم مختلفين كليةً وكأنهم أربعة دول يعيشون معاً ويحكمهم قانون موحد وتضمهم أرضاً واحدة.

نبذة عن الكاتبة

الدكتورة عليا عامر باحث متخصص في الدراسات الديموجرافية وخاصة دراسات النوع الاجتماعي، عملت بالبحث والتدريس والعمل التنفيذي والأكاديمي بالمركز الديموجرافي بالقاهرة، كما تعمل رئيس وحدة تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، بالإضافة إلى انها مدرب ومحاضر في عدة هيئات حكومية وخاصة؛ كما انها ممثل مصر في لجنة شباب الاحصائيين الأفارقة عن دول شمال أفريقيا، فضلاً عن أنها عضو مجلس إدارة مركز التطبيقات الديموجرافية بكلية الدراسات الإحصائية العليا – جامعة القاهرة.

وقد حصلت الدكتورة عليا عامر علي الكثير من الجوائز وشهادات التقدير من عدة هيئات ومنظمات دولية ووطنية مختلفة، وقد قامت الدكتورة عامر بنشر العديد من الأبحاث وأوراق السياسات المتعلقة بالسكان والنوع الاجتماعي والقضايا الاجتماعية والاقتصادية؛ فضلاً عن الدراسات المتعلقة بالمرأة الخاصة بالعنف ومحاولة التمكين والقضاء علي التميز الذكوري ضدها، وذلك في عدة دوريات علمية دولية ومحلية ، كما شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات  الإقليمية والدولية المرتبطة بمجالات اهتماماتها البحثية، بالإضافة إلى أنها كاتبة مقالات صحفية في مجالات الدراسات السكانية والنوع الاجتماعي والقضايا المجتمعية والتنموية وخاصة التي تتعلق بتمكين المرأة والمساواة بينها وبين الرجل. 

الدكتورة عامر عضوه في العديد من الجمعيات العلمية المرتبطة بمجال الديموجرافي والدراسات السكانية، على سبيل المثال؛ اتحاد الاحصائيين العرب، الجمعية المصرية لشباب الاحصائيين، المنتدى الاستراتيجي للسلام والتنمية، جمعية الديموجرافيين المصريين، جمعية شركاء النجاح، وجمعية شباب الاحصائيين الأفارقة.

تهوي الكاتبة القراءة وسماع الموسيقي وخاصة الكلاسيكية، وتذوق فن الرسم والنحت؛ بالإضافة إلى السفر والرحلات وكتابة الخواطر والشعر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *