من يتابع مسلسل الاختيار فى نسخته الثالثة بعنوان “القرار” لابد وأن ينحنى تقديرًا وإجلالاً لكل من ساهم فى إخراج هذا العمل إلى النور، بداية من الشركة المنتجة، مرورًا بالأبطال الذين يمثل كل منهم أنشودة وطنية فى حب مصر، وانتهاءً بالعمالة المشاركة من إضاءة ونقل وديكور، وغيرهم.
المسلسل يقدم بشفافية عالية شهادات حية لأحداث عشناها وتأثرنا بها وأثرت فينا كبارًا وصغارًا، وأحاديث المشاهدين فى المنازل والنوادى والكافيهات، والتفافهم حول المسلسل وما يقدمه من مواقف فى صورة مشوقة خلقت حالة من التقارب والحوار واسترجاع اللحظات الأليمة والمشاهد الموجعة التى كان البعض منا فى وقت ما يجهل أطرافها الحقيقيين.
هذا العمل الدرامى، يؤكد ويكشف بالصوت والصورة أطراف المؤامرة، المسلسل أعادنا للأعمال الفنية التى تجمع الأسرة والأهل حولها، وهو ما لا يحدث فى أعمال أخرى.
القرار.. عنوان عريض لحالة مرضية عاشتها مصر، وكان لابد من التصدى لها مهما كانت النتائج فكان القرار بالجراحة العاجلة، وكما ذكرت فى مقالات عدة أكدت من خلالها أن الوطن كان يأن جراء مرض عضال متجذر فى الأرض المصرية، وأننا بحاجة إلى جراح ماهر، وأطباء متمرسين، وفريق تمريض على درجة عالية من الوعى، وقد كان الجراح الفريق عبد الفتاح السيسى، والأطباء المهرة من أفراد الجيش والشرطة، أما التمريض فكان هو الشعب المصرى الأصيل الذى طبب جراح الوطن بالصبر والتحمل والمؤازة والتصدى لكل أنواع وأشكال الإرهاب.
أعود إلى أبطال المسلسل، وأتوقف عند النجم ياسر جلال، الذى لم يشعرنا أبدًا أنه يمثل أو يقلد شخصية بطل العمل، بل ذاب توحدا فى الشخصية شكلاً “والتحية واجبة لماكير العمل”، وموضوعًا من حيث لغة الجسد، نبرة الصوت، الهدوء حتى فى أصعب المواقف، وهو ما يميز شخصية الرئيس السيسى.
لقد أبدع ياسر فى تجسيد الشخصية حتى أننى تذكرت الراحل أحمد زكى فى أفلام “ناصر 56” و”أيام السادات”، إبداع ياسر لا يقل فى الأداء عن عبقرية أحمد زكى، فتحية إجلال لياسر جلال.
خلاصة الكلام أن الاختيار، هو اختيار ورهان على وطن يعيش فينا، لا نرضى بغيره بديلا، وطن عظيم، قوى، آمن، عصرى، يحتوى الجميع بكل طوائفه ومعتقداته وطبقاته، الكل فى واحد، وطن لا نقوى على بعاده لأنه متمكن من العقل والوجدان، ساكن فى القلب تسرى دماؤه متدفقة فى أجسادنا، نفيده بأرواحنا، لأنه اختيارنا دون منافس.