يعد قصر البارون إمبان بحي مصر الجديدة واحدا من أهم المباني الأثرية في مصر فهو تحفة معمارية نادرة ومتميزة.
بُني قصر البارون على طراز العمارة الهندية، حيث أسسه المليونير البلجيكي إدوارد إمبان في الفترة بين 1907و1911 ، وهو رجل أعمال وصناعة بلجيكي الأصل منحه ملك بلجيكا لقب (بارون) نظرًا لما حققه من نجاحات اقتصادية كبرى.
وقد كلف المهندس المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل ببناء هذه التحفة المعمارية.
ويتكون التصميم الداخلي للقصر من بدروم وطابقين يعلوهم سطح؛ ويحيط بالقصر حديقة كبيرة من جميع الجهات.
خُصص بدروم القصر كمسكن للخدم، ويتكون من مجموعة من الغرف تربطها ممرات وأبواب. ويتوسط مبنى القصر سلم حلزوني، ومصعد يربط جميع أدوار القصر بالبدروم.
يتكون الدور الأرضي من غرفة إستقبال، وغرفة طعام، أما الدور الأول فيتكون من أربعة غرف لكل منها الشرفة والحمام الخاص بها. أما عن سطح القصر فهو بمثابة مساحة مفتوحة تقع بإحدى جوانب البرج المميز لقصر البارون.
مشروع ترميم القصر:
تعرض القصر على مدي سنوات للإهمال الشديد، الأمر الذي دفع وزارة السياحة والآثار في عام 2017 للبدء في مشروع ترميمه بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. تم الإنتهاء من مشروع الترميم في عام 2020 وقد تفضل فخامة رئيس الجمهورية بافتتاح القصر.
وقد شمل المشروع أعمال التدعيم الإنشائى لأسقف القصر وترميمها وتشطيب الواجهات وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك، وتنظيف وترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجصية الجدارية أعلى المدخل الرئيسى، والتماثيل الرخامية بالموقع العام.
كما تضمنت الأعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة به، فضلا عن كما تم تدعيم القصر بنظام تأمين إلكتروني، ونظام إضاءة متميز وشاشات عرض ومنطقة خدمات سياحية لخدمة الزائرين.
وقد تم إقامة معرض دائم داخل القصر ليأخذ زائريه في رحلة إلى الماضي منذ إنشاء حي مصر الجديدة، وذلك عن طريق
عرض مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية.
كما تم تدعيم المعرض بعدد من شاشات العرض الإلكترونية تعرض مجموعة متنوعة من الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكي تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة، بالإضافة إلى عرض أحد عربات المترو القديمة التابعة لترام القاهرة والتي يعد إدوارد إمبان صاحب القصر أحد مؤسسيها، بالإضافة إلى بعض السيارات القديمة التي يعود طرازها لعشرينات وثلاثينات القرن الماضي لتعطي صورة حية عن شكل الحياة في هذا الوقت.