أعلنت المؤسسة العلاجية بالقاهرة، تحت إشراف وزارة الصحة، عن تدشين خطة شاملة تهدف إلى توفير التدخل السريع والفعال لمرضى السكتة الدماغية والجلطات ونزيف المخ، مؤكدة أن سرعة التدخل تضمن استرجاع المريض لكامل قواه بنسبة 100%.
جاء ذلك خلال يوم توعوي للمرضى حول السكتة الدماغية وحالات الجلطات ونزيف المخ بالمشاركة مع شركة بوينجير اينجلهايم..
في مستهل اليوم التوعوي، تحدث الدكتور خالد صبح، أستاذ المخ والأعصاب بكلية طب جامعة الأزهر واستشاري قسطرة المخ العلاجية، عن أهمية هذا اليوم التوعوي الذي تناول الأسباب المؤدية للجلطة والنزيف، وعوامل الخطر، وطرق الوقاية منها.
وأشار الدكتور صبح إلى أن النقاش شمل كذلك أحدث الأدوية وأحدث التدخلات العلاجية المتاحة، مثل سحب الجلطة.
من جانبه، كشف الدكتور محمد شقوير، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العلاجية، عن استراتيجية المؤسسة لضمان أقصى درجات الاستفادة من “النافذة الزمنية” للتدخل السريع.
وأوضح أن المؤسسة تعمل حالياً على اجتماع يخص آلية إنشاء شبكة تواصل بين مستشفيات المؤسسة العلاجية كاملة.
وتهدف هذه الشبكة إلى ضمان سرعة التعامل مع أي مريض يظهر في نطاق أي مستشفى من مستشفيات المؤسسة يحتاج إلى قسطرة مخية أو التعامل معه كمريض جلطة في المخ. وأكد الدكتور شاقوير على أن سرعة التدخل خلال الساعات الأولى للجلطة تضمن أن المريض “يسترجع صحته بنسبة 100%.
ولتحقيق هذا التكامل، أوضح الدكتور شقوير أن المؤسسة تمتلك وحدات قسطرة مخية مجهزة، مشيراً إلى أن:
مستشفى هليوبوليس تحتوي حالياً على وحدة قسطرة مخية و حوالي تسع أسرة رعاية مركزة تخدم هذه الوحدة.
مستشفى مبرة مصر القديمة تحتوي على وحدة قسطرة مخية (تعمل يوم الإثنين) وتم مؤخراً إنشاء ستة أسرة رعاية مركزة مخصصة للقسطرة المخية بها.
كما تتوفر الخدمة أيضاً في مستشفيي المعادي والقبطي.
تعمل وحدات الإصلاح حالياً على علاج السكتة الدماغية الذي يتطلب علاجاً دوائياً وليس تدخلاً بالقسطرة المخية.
وشدد رئيس مجلس إدارة المؤسسة العلاجية على أن الهدف هو خدمة المريض بشكل متكامل. ففي حالة ظهور مريض في مستشفى مثل “القبطي” ويحتاج إلى قسطرة، يتم التواصل المباشر عبر الشبكة ليذهب المريض ويتلقى الخدمة في “هليوبوليس” أو “مبرة مصر القديمة”، وإذا لم يتوفر له مكان استكمال الرعاية المركزة هناك، يمكنه العودة والانتهاء من علاجه ثم ينام على سريره في “القبطي” للمتابعة في وحدة السكتة الدماغية هناك.
واكد الدكتور شقوير بأن التكامل لا يقتصر فقط على الجلطات، بل يمتد ليشمل التدخل في حالات نزيف المخ أو تمدد الأوردة داخله عبر القساطر المخية، كبديل للتدخلات الجراحية.
وأوضح الدكتور محمود جلال استشاري المخ والأعصاب والقسطرة المخية أن الهدف من اللقاء هو توعية المرضى بالحالات المتعلقة بأخطار الجلطة المخية ونزيف المخ، بالإضافة إلى تناول الإحصائيات الخاصة بالعمل الذي تم تنفيذه في المؤسسة العلاجية خلال الفترة الماضية.
وشرح جلال أن القسطرة المخية هي طريقة حديثة لعلاج التمددات الشريانية أو انسداد الشرايين المخية عن طريق االقساطر المخية الدقيقة. وأفاد بأن علاج القسطرة يشمل الحالات الحادة، متمثلة في:
- الجلطة الإقفارية الحادة: وهي التي تسبب جلطة كبيرة في المخ نتيجة انسداد شريان كبير، ويتم علاجها عن طريق الدعامات أو قسطرة الشفط لسحب الجلطة.
- التمددات الشريانية النزفية: وهي تؤدي إلى النزيف تحت الأم العنكبوتية، والتي قد تصل فيها نسبة الوفاة بين المرضى إلى 30%. ويتم علاجها عن طريق ملء أو حشو التمدد الشرياني، أو بالحقن بالمواد المخثرة.
- العيوب الخلقية في النخاع الشوكي: وهي حالات يتم علاجها أيضاً عن طريق القسطرة المخية في المؤسسة العلاجية.
من جهته، تحدث دكتور وائل خليفة، الذي يشغل استشاري طب المخ والأعصاب والقسطرة المخية في المؤسسة العلاجية، عن خطة المؤسسة للمستقبل وكيفية مشاركتها في علاج السكتات الدماغية والحالات التي تحتاج إلى تدخل بالقسطرة المخية.
وأشار دكتور وائل خليفة إلى أن عمل المؤسسة يأتي مواكبا مع الرؤية العامة لوزارة الصحة في 2030، بهدف تغطية كل الشعب المصري بجميع الخدمات المتاحة. وشدد خليفة على أهمية وجود وحدات سكتات دماغية في فروع المؤسسة العلاجية، مثل هليوبلس ومبرة مصر القديمة ومبرة المعادي.
واختتم الدكتور وائل خليفة حديثه بالتأكيد على أن توفير هذه الوحدات يعضد من استفادة الشعب المصري ويقلل من الإنفاق العام على السكتات الدماغية. موضحاً أن علاج المريض بشكل أسرع يضمن نتيجة أفضل لعلاج السكتة الدماغية، مما يمكن المرضى من العودة إلى العمل وممارسة حياتهم.
