تقرير: خالد العيسوي على مدار أيام مهرجان جرش للثقافة والفنون بالأردن في دورته 37 والتي اختتمت فعالياتها أمس، لم تكن المأكولات التراثية الأردنية بعيدة عن الزائرين مع قرب الأغاني والفرق الموسيقية من آذانهم حيث جاؤوا من كل الأرجاء لمشاهدة فعاليات أكثر المهرجانات الأردنية والعربية تاريخا وقوة.
وعلى جانبي الطريق الأثري من المسرح الشمالي إلى المسرح الجنوبي في مدينة جرش الأثرية مقر المهرجان ووسط الساحة الرئيسية للمدينة، تستمتع بالباعة لكافة الأشياء التي تجذب انتباه الزائرين وتزيد من متعة الفقرات الغنائية والفرق الموسيقية التي تعبر عن تراث معظم الدول العربية وفي مقدمتها مصر صاحبة الامتياز كأول ضيف شرف في تاريخ مهرجان جرش منذ 36 دورة سابقة.
ما أن تخطو قدمك نحو المسرح الجنوبي والساحة الرئيسية للمدينة عند دخولك من باب المسرح الشمالي، وبجوار أعمدة المدينة الأثرية جرش، تجد نفسك في سوق كبير ولكنه مختلف بتنوع البضائع والمنافسة بين العارضين والمنتجين، فيما يتسابق الجميع من أجل لفت انتباهك بما يعرضون أو يصنعون باعتبارهم في موسم جرشي من نوع خاص خلال فعاليات المهرجان السنوي.
“الزلابية الجرشية” وفي أكثر من موقع وعلى مرمى البصر، تسمع أصوات تناديك لشراء أحد أهم المأكولات الجرشية “الزلابية” التي تمثل التراث الشعبي في مدينة جرش الأردنية حيث يعد مهرجان جرش أكثر المناسبات السنوية التي يحاول فيها أهالي وسكان جرش التعبير عن موروثاتهم الشعبية فيما يخص الأكل والعادات.
“أم نمر”، سيدة كبيرة في السن ومعروفة لدى زائري مهرجان جرش على مدار دوراته السابقة، تجلس على الأرض وبجوارها أدوات تجهيز “الزلابية” مكونة من مقلاة ومعجن وطبق وصحن ماء وغاز يدوي، تعتلي الابتسامة والفرح والسرور وعلامات الرضا على وجهها وتنادي على الجميع “تعالي 3 حبات زلابية جرشية بدينار”.
وعلى أنغام الموسيقى سواء كانت الأردنية أو العربية، تحاول “أم نمرة” أن تصنع البهجة وتصل إلى زوار مهرجان جرش، فيما لا تنقطع عن تجهيز “الزلابية” بمكوناتها ورائحتها التي تنادي بطون الزائرين قبل عيونهم.
“أم نمر” قالت لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان خلال جولة بالساحة الرئيسية لمدينة جرش الأثرية، إن الزلابية نوع من أنواع الحلويات الشعبية ومشهورة في قرانا الجرشية وتمثل تراث شعبي أردني من المستوى الرفيع.
وأضافت “أم نمر”، أن الزلابية تتكون من الطحين “وهو الدقيق الأبيض” والنشا، إضافة إلى الخميرة وحبة البركة وماء لتصنيع العجينه أول مرحلة من مراحل الإنتاج ، مشيرة إلى أنه بعد تجهيز العجينة يسخن الزيت بالمقلى ويوضع الرغيف في الزيت حتى “يتحمر” ويصبح جاهزا للأكل حيث تكون الزلابية الجرشية على شكل رغيف خبز.
ولفتت إلى أنها تنتظر موسم مهرجان جرش كل عام وتقوم بتجهيز أدواتها من أجل المشاركة في المهرجان لتعبر عن تراث بلدها الشعبي، مؤكدة أنها سعيدة بأنها تشارك في الدورة الحالية للمهرجان لأنها لم تغب عن المشاركة في الدورات السابقة للمهرجان وتتمنى المشاركات في الأعوام القادمة. “
الرشوف الشتوية” وتوجد أكلة الرشوف في أروقة مهرجان جرش والتي يطلق عليها أيضا المدقوقة في بعض المناطق الأردنية وهي أكلة أردنية منتشرة بطرق تحضير مختلفة في مختلف مناطق المملكة وتعد من الأكلات الشتوية، ويتم إعدادها من ثلاثة مواد رئيسية الجريشة، وهي الطحين الخشن من مادة القمح، والعدس البلدي، واللبن المخيض، فيما يضاف في بعض المناطق الخبز للرشوف ليصبح ثريدا.
المعجنات أو المخبوزات وتعد المعجنات أو المخبوزات من أكثر المأكولات المنتشرة في أروقة مهرجان جرش وفي الأردن بشكل عام، وتكون الجبنة والزعتر علامة مميزة لها.
وقالت إحدى الزائرات تدعى هدى، إن المعجنات تتميز عن الخبز باحتوائها على كمية كبيرة من الدهون التي تسهم في التركيب القشري أو المفتت، مشيرة إلى أن المعجنات الجيدة هي الفاتحة اللون والمنتفخة والدهنية، مشيرة إلى أن الأنواع الأساسية من المعجنات تتمثل في الفطائر والبروفيترول أو فطيرة صغيرة محشوة بالقشدة، فطيرة تشو ومعجنات الفيلو والمعجنات الهشة والتي تعد أبسط أنواع المعجنات وأكثرها انتشارا وتصنع من الطحين والدهون والملح والماء، فيما تمثل مناقيش زعتر وجبنة المعجنات الرقائقية وهي عبارة عن أحد أنواع المعجنات البسيطة التي تتمدد عندما تطهى نتيجة لعدد طبقاتها وتخبز بالزبدة وتكون مقرمشة.
ورغم ختام فعاليات مهرجان جرش في دورته 37 أمس السبت، إلا أن حكايات ومأكولات جرش لم ولن تنتهي لأنها تأتي من عبق التاريخ وأصالة الموقع وكرم وضيافة وحسن استقبال أهالي جرش وسكانها.