أنهت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية المشتركة العاملة في جنوب أبيدوس أعمال مشروع ترميم وصيانة هرم الملكة “تتي شيري”، وذلك أثناء موسم عملها الحالي بالموقع.
وأكد د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على أهمية هذا المشروع نظرا لما يتمتع به الهرم من أهمية تاريخية أثرية كبيرة كونه آخر هرم تم بناءه لملكة في مصر القديمة، فضلا عن طريقة البناء المتميزة مقارنة بكافة الأهرامات المشيدة بالطوب اللبن في مصر القديمة.
وأضاف د. مصطفي وزيري أن البعثة، نجحت أيضا في الكشف عن جبانة من عصر الملك أحمس لم تكن معروفة من قبل، بالإضافة إلى أبنية ربما كانت منازل منازل أو أبنية خدمية تعود لنفس العصر، وذلك أثناء قيامها بأعمال الحفائر الأثرية بالمنطقة الواقعة إلى الشمال من هرم أحمس بأبيدوس، وأنه خلال الفترة القادمة سوف تشهد المنطقة المزيد من الأعمال للكشف عن أسرار هذه المنطقة وتسليط الضوء على آثار هذه الفترة الهامة التي تمثل نقطة تحول في التاريخ المصري القديم.
ومن جانبه قال الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار أن إعداد مشروع ترميم هرم الملكة تيتي شيري جاء بهدف إنقاذه و الحفاظ عليه وتثبيت حالته والعمل على استقراره وحمايته على المدى الطويل، وذلك من خلال تقوية الأساسات واستكمال الجدران بالشكل الذي يكفي لشرح الطريقة التي شيد بها المصري القديم هذا الهرم، وصولا بشكله الحالي.
وأضاف أن فريق العمل بالمشروع حرص أثناء أعمال الترميم على توثيق الهرم بالكامل، وتوضيح السمات المعمارية الهامة له والمتمثلة في زاوية الميل الأصلية للجدران الخارجية، والتخطيط الهندسي لأساسات الهرم، والنظام الإنشائي له وكيفية تنفيذه.
ومن جانبه قال الأستاذ محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، أن المشروع تضمن تثبيت جدران الطوب اللبن الموجودة وإضافة مدماك وقائي من الطوب اللبن الحديث فوق بقايا الجدران الأصلية الضعيفة بهدف حمايتها، وملء الفجوات وبعض العناصر المفقودة من الجدران. أما عن الجدران المائلة أو المتساقطة، فقد تمت المحافظة على بقائها كما هي كونها من المعالم الهامة لتوثق مرحلة تهدم الهرم.
كما تم عمل صفوف إضافية إلى أركان الهرم الأربعة، وكذلك تحديد منطقة المدخل، وعمل ثلاثة جدران داخلية كان قد تم تدميرها جزئيًا بالحفر للوصول إلى داخل الهرم في وقت سابق غير معروف لتحديد أبعاد وأركان وزوايا الميل الحقيقية للهرم.
فيما أفادت الدكتورة ديبورا فيشاك رئيس البعثة الأثرية من الجانب الأمريكي أن البعثة قامت بأعمال التنظيف والحفائر مستعينة بأجهزة مساحية دقيقة، كما قامت بتصنيع هيكل خشبي على السطح الأصلي للهرم المائل بزاوية 63 درجة، وذلك لضمان الحفاظ على زاوية ميل الجدران عند الترميم وإضافة الصفوف، حيث بلغ الارتفاع النهائي للأركان التي أصبحت أعلى أجزاء المبنى بين.1,5 و 2,5 مترا، وفي النهاية تمت معالجة السطح المرئي للطوب الجديد بشكل يجعله ملائم للطوب الأصلي للهرم.