ماجدة محمود
تحية تقدير وإجلال، للوزيرة الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، التي عزفت بأنامل من ذهب على أوتار قضية مهمة، هي «الخدمة العامة» لخريجي وخريجات الجامعة، هذه القوة البشرية الهائلة.
في عديد من المقالات، ولسنوات عديدة، طالبت بتطبيق الخدمة العامة على الخريجات من الفتيات، والخريجين من الشباب ممن لا تنطبق عليهم شروط أداء الخدمة العسكرية كونه وحيد والديه، أو غير لائق طبيًا، خصوصًا أن أداء الخدمة العامة ظل لسنوات “حبر على ورق”، لا يُطبق على أرض الواقع، وكتبت هُنا في هذه المساحة، مقالًا بعنوان “الخدمة العامة.. عيل تايه”، وطالبت بالاستفادة من كنز الكنوز “شبابنا” تلك القوة التي لا يُستهان بها.
ها هي الدكتورة مايا مرسي، تُمسك بطرف الخيط، وتُصدر قرارًا بتكليف الدفعة “103” من خريجي الجامعات من الجنسين ممن يتمتعون بالجنسية المصرية لأداء الخدمة العامة لمدة عام، وذلك بداية من شهر أكتوبر، وها هو شهر أكتوبر قد بدأ، وكنت أتمنى من الوزيرة أن تضع خطة خمسية بداية من هذه الدفعة، يكون الهدف العام فيها لقضية مهمة ولتكن “محو الأمية”.
فقد بلغ معدل الأمية بين الذكور 11.4%، بينما بلغت معدل الأمية بين الإناث 21% في 2023، وفقًا لبيانات مسح القوى العاملة، وهي نسب ليست قليلة، خصوصًا وأنها تتماشى مع المُبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان” للتنمية البشرية، حيث إن أول ما تستهدفه في الإنسان هو التعليم، بالعلم تُبنى الأمم.
ولنتذكر أن أول رسالة إلهية لرسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، كانت “اقرأ” عندما نزل عليه جبريل عليه السلام، وقال له: “اقرأ”، فقال الرسول: “ما أنا بقارئ” ثم كررها ثلاث مرات، بعدها قال جبريل كلام الله: “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم”.
إذن البداية للإنسان تكون التعليم، الذي به يحيا حياة كريمة، يعمل، يُنتج، يُفيد مُجتمعه، ويحمي نفسه من الجهل وأمراضه.
تحية، للوزيرة الدكتورة مايا مرسي، ولتكن رسالتها بعد استدعاء الدفعة “103” للعام 2024 هىي “اقرأ”، فعندما تُنير العقول، تزدهر الأمم.