القانون رقم 10 لسنة 2018 الزمن نفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
- ضعف البنية التحتية الرقمية وقلة وسائل الاتصال المتاحة عقبات تحول دون إمكانية انتفاع الأشخاص ذوي الإعاقة بالوسائل الرقمية
- جاري إعداد إستراتيجية قومية للتمكين التكنولوجي للأشخاص ذوي الإعاقة
استعرضت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أهم الجهود الوطنية في مجال انتفاع الأشخاص ذوي الإعاقة بالوسائل الرقمية، وذلك من خلال كلمتها التي حملت عنوان ” إمكانية انتفاع الأشخاص ذوي الإعاقة بالوسائل الرقمية ” والتي عرضتها خلال مشاركتها في أعمال الدورة الـ16 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (COSP 16) والذي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ودار النقاش العام لأعمال هذه الدورة حول موضوع: مواءمة السياسات والاستراتيجيات الوطنية مع اتفاقية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة: الانجازات والتحديات ، وأكدت فيها أن القانون المصري رقم 10 لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الزم بنفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمتمثل في إزالة الحواجز بما يكفل تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما في ذلك شبكة الإنترنت، والخدمات الإلكترونية، وخدمات الطوارئ. لكي يتماشى مع بنود الإتفاقية الدولية في اتخاذ الدول التدابير المناسبة لكفالة الوصول على قدم مع الآخرين إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإزالة الحواجز التي تحول دون الوصول إليها.
لكنها في ذات السياق أشارت إلى أن هناك عدد من العقبات التي تحول دون إمكانية انتفاع الأشخاص ذوي الإعاقة بالوسائل الرقمية وتتمثل هذه العقبات في ضعف البنية التحتية الرقمية وقلة وسائل الاتصال المتاحة والأجهزة والتقنيات المساعدة للإعاقات المختلفة، والفجوات في تقديم الخدمات التكنولوجية بين المناطق الجغرافية، وأن الفجوة الرقمية بين الجنسين تمثل أهم العوائق التي تواجه المرأة والفتيات ذوات الإعاقة، حيث تتمتع الإناث بقدرة أقل على الوصول إلى التكنولوجيا والإنترنت مقارنة بالذكور.
وفي هذا الشأن استعرضت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة،أهم الجهود الوطنية في مجال انتفاع الأشخاص ذوي الإعاقة بالوسائل الرقمية، وأكدت فيها أنه بالتنسيق والتعاون بين المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة ووزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات جاري إعداد إستراتيجية قومية للتمكين التكنولوجي للأشخاص ذوي الإعاقة، والتي تتمثل محاورها الرئيسية في: الإتاحة التكنولوجية بهدف سهولة الوصول للخدمات المتاحة، و تعزيز الدمج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال التكنولوجيات، و تعزيز الإبداع والإبتكار للمنتجات والخدمات الخاصة بالتكنولوجيات المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، ودعم توطين الصناعة للتكنولوجيا المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، و نشر الوعي ومشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم بمراحل الإستراتيجية.
ونوهت الدكتورة إيمان كريم، في كلمتها إلى انتهاء المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع “تحسين دمج الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تحسين إمكانية الوصول إلى المعلومات”، بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA وكلا من وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومكتبة الإسكندرية والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، وجار حاليا تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع والذي يمتد لمدة 36 شهرا ويدعم المشروع الأشخاص الذين يعانون من صعوبة قراءة النصوص المطبوعة، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية أو الجسدية أو الذهنية، من خلال تقنية “النظام الرقمي للمعلومات المتاحة DAISY وهو أحد أنظمة نشر الكتب الإلكترونية والتي تتيح إصدار كتب ناطقة وهي عبارة عن مجموعة من الملفات الرقمية التي توفر تمثيلا يمكن الوصول إليه لكتاب مطبوع للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية أو ضعاف البصر أو الذين يعانون من إعاقات مع النص المطبوع و قد تحتوي هذه الملفات على تسجيلات صوتية رقمية لكلام بشري أو اصطناعي ونص مرمز ومجموعة من الملفات التي يمكن للآلة قراءتها لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وضعاف البصر من خلال الكتب متعددة الوسائط
وأشارت المشرف العام على المجلس إلى المؤتمر ات والمعارض الدولية والمحلية التي تقدم أحدث التقنيات والابتكارات والتقنيات المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، والتي منها مثالا الدورة الخامسة لمعرض إكسبو للأشخاص ذوي الإعاقة بدبي بمشاركة نحو 300 عارضا من 50 دولة، و أكثر من 4500 من الأجهزة والوسائل والتقنيات المساعدة لمختلف أنواع الإعاقات.
والمؤتمر الذي نظمته لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا “الإسكوا” بالتعاون مع الإتحاد الدولى للإتصالات ” منطقة عربية قابلة للنفاذ الرقمي – تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للجميع” بمشاركة حوالي 100 شخص وجهة، بهدف رفع مستوى الوعي حول أهمية النفاذية الرقمية ومن أجل توفير منصة للحوار وتبادل أفضل الممارسات والمعارف والمبادرات في هذا المجال، ومن أهم توصياته ضرورة إيجاد آليات تنسيقية لتوحيد الجهود والبحث عن حلول مبتكرة لإزالة الحواجز التي تعوق تطبيق النفاذية الرقمية وتعميمها كوسيلة لتوفير حلول مبتكرة ومنصفة تضمن دمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
كذلك استضافة مصر للمؤتمر العالمي لمنظمي الاتصالات لعام 2023 بمدينة شرم الشيخ، والذي ينظمه الاتحاد الدولي للاتصالات وهو أحد وكالات الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمشاركة حوالي 600 من قادة وخبراء ومتخصصين من مختلف الدول، بهدف تبادل المعارف والخبرات وتجارب الدول في ذلك المجال، بما يحقق أهداف استراتيجية مصر بشأن حماية حقوق مستخدمي خدمات الاتصالات الصادرة عام 2020 والتي يشارك المجلس بممثل عنه في عضوية لجنة حماية حقوق المستخدمين من الأشخاص ذوي الإعاقة بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.
وعلى المستوى المحلي استعرضت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، لبعض الجهود والتي منها فعاليات الدورة الثانية لمؤتمر ومعرض “المبادرون ” بعنوان: “الأدوات والتقنيات المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة” ، وضم أكثر من 100 جهة من جهات صانعي القرار والجهات المؤثرة فى قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر من مختلف القطاعات، لتسليط الضوء على أبرز الأدوات والتقنيات المساعدة حسب احتياجات كل فئة من الأشخاص ذوي الإعاقة، وكيفية توظيفها لتحسين جودة حياتهم ، وتحقيق الدمج الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة في كافة المجالات مثل التعليم والعمل وتحقيق الاستقلال المعيشي لهم في ممارسة أنشطة الحياة اليومية، وكذلك التعرف على الابتكارات المحلية والدولية في مجال الأدوات والتقنيات المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة.
كما يشارك المجلس في المؤتمرات التي تستهدف تنسيق الجهود المشتركة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والجهات الدولية مثل برنامج الأغذية العالمي، لتنمية وتطوير المهارات الرقمية للشباب والشابات بما يعزز من مشاركتهم الفعالة في الاقتصاد الرقمي، وهنا على سبيل المثال تم إقامة مؤتمر تحت عنوان “نحو فرص عمل لائقة للشباب في ظل التحول الرقمي” ، وكانت من أهم توصياته العمل على توفير منصات إلكترونية متاحة تكنولوجيا بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتوفير فرص العمل المتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك البرامج التدريبية لهم “التدريب من أجل التشغيل”، كما تم تنظيم ملتقيات لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والقطاع الخاص والجهات الدولية مثل “ملتقى خطوة” حيث تم إقامته بالتعاون مع مؤسسة حلم وشارك فيه أكثر من 30 شركة عالمية و محلية وكذلك مقدمي الخدمات المختلفة بما في ذلك الوسائل والأدوات المساعدة، بهدف توفير فرص عمل لائقة وإتاحة فرص التدريب لهم لتأهيلهم لسوق العمل وزيادة قدراتهم التنافسية على الحفاظ و الاستمرار في وظائفهم.
وقالت المشرف العام على المجلس، أنه إعمالا لمبادئ إمكانية الوصول و تكافؤ الفرص والعدالة بين الجنسين، و تفعيلا لأهداف الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، بهدف تعزيز دورها في التحول الرقمي ومحو الأمية الرقمية من خلال إعداد وتنفيذ العديد من المبادرات التي استهدفت المرأة والفتاة ولا سيما المرأة والفتاة ذوات الإعاقة، فقد تم مثالا تنفيذ مبادرة “هى لمستقبل رقمي” بالتعاون مع شركة CISCO وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، واستهدف تدريب 2000 سيدة كمرحلة أولى لتنمية وتعزيز قدرات هؤلاء السيدات لسد الفجوة الرقمية، وتنمية معارفهم ومهاراتهم باستخدام الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الإجتماعي، ومفاهيم عن الأمن السيبراني والتحول الرقمي، وأهداف التنمية المستدامة والشمول المالي.
كذلك تم تنفيذ مبادرة “قدوة تك” التي هدفت إلى تعزيز المهارات الرقمية للنساء والفتيات ذوات الإعاقة وبناء قدراتهم في مجالات التكنولوجيا، وتشجيعهم على الاستفادة من مميزات التكنولوجيا والمشاركة في خلق مجتمعات إنتاجية جديدة كرائدات أعمال،وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة لتدريب وتأهيل الشباب والفتيات من الأشخاص ذوي الإعاقة على الوظائف الرقمية والتسويق الإلكتروني وكذلك برامج تطوير المهارات الحياتية والعملية، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة WFP والقطاع الخاص
وتم إطلاق عدة مبادرات لتمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الشمول المالي والتحول الرقمي، من خلال العمل على توفير المنتجات و الخدمات المصرفية بشكل ميسر ومهيأ لإستخدامهم مثل تجهيز ماكينات الصرف للإعاقات البصرية والسمعية، وتوفير خدمة الشباك الواحد، ووضع نظام خاص لتيسير المعاملات البنكية لهم وإقامة العديد من الندوات التثقيفية والدورات التدريبية بهدف رفع وعيهم بتلك الخدمات والتيسيرات والتي تتناسب مع طبيعة كل إعاقة، و تنمية مهاراتهم بكيفية استخدامها، وبلغ عدد المتدربين حوالي 2000 شخص من ذوي الإعاقة.
وأشارت المشرف العام على المجلس، إلى استمرار التنسيق والتعاون المشترك بين المجلس والوزارات لإمداد المجلس بخط الربط الشبكي الحكومي وربطها بمنظومة “مصر الرقمية”، وهى منصة رقمية لتسهيل الوصول للخدمات الحكومية للمواطنين “أون لاين” ، و تحتوي على 138 خدمة حكومية رقمية.
كذلك تم تأسيس الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة عام 2018 وهدفت إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة لتنمية و تطوير مهاراتهم واستثمار قدراتهم في المشاركة الفعالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، كما تم إنشاء المركز التقني لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة لتوصيل الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بخدمات الطوارئ من خالل تطبيق “واصل”، و إتاحة عدد من المواقع الحكومية لاستخدام الأشخاص ذوي الإعاقة، وإطلاق تطبيق على الهاتف المحمول للتيسير على الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية للتعرف على والحصول على خدمات الكهرباء والطاقة دون الحاجة لتدخل وسيط، كما تم تقديم الدعم التكنولوجي بالأجهزة وتطبيقات التكنولوجيا المساعدة المتخصصة لمدارس التربية الخاصة والدمج، فضلا عن إنشاء الشبكة القومية لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة “تأهيل ” لإتاحة فرص أفضل للتطوير الوظيفي، وتم تدريب عدد 15210 معلم وقيادة تربوية على الدمج التعليمي والوسائل والتكنولوجيا المساعدة، و تأثيث عدد 44 غرفة مصادر، وتقديم دعم تكنولوجي لعدد 100 مدرسة.
وعرضت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة لعدد من التوصيات منها تعزيز التعاون الدولي لتبني مشروع إقامة منصة رقمية دولية تضم كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة وشركات التكنولوجيا وأصحاب المصالح والمتخصصين والأكاديميين، وتتوافر بها مستوى عالي من الإتاحة التكنولوجية والمعلوماتية للإعاقات المختلفة لتكون بمثابة ملتقى علمي وفني لأحدث التقنيات والوسائل المساعدة وأفضل الممارسات و حاضنات الأعمال للإبتكارات، وتهدف إلى تبادل المعارف والخبرات و تعمل على تشجيع البحث العلمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحفيز المبتكرين ومطوري البرمجيات على المستوى الإقليمي والدولي.
كذلك دمج الأشخاص ذوي الإعاقة لا سيما المرأة والفتيات في كافة البرامج التدريبية التي تهدف إلى التحول الرقمي ومحو الأمية الرقمية، والعمل على توفير الموارد المالية والمادية اللازمة للبنية التكنولوجية الرقمية الداعمة لانتفاع الأشخاص ذوي الإعاقة بالوسائل الرقمية.