كتبت/ ماجدة محمود
فى كل يوم نجد إنجازا للفتيات، شابات المستقبل، فى كل مجال نجد فتاة متميزة، ناجحة، متفوقة.
ففى الرياضة رفعت بنات مصر اسمها وعلمها خفاقا فى المحافل الدولية، فى العلوم حدث ولا حرج، النابغات جيل يسلم جيل، فى الثانوية العامة لا تترك الفتيات المقدمة هُن دائما يعتلينها، فى كل مجال تجد التاء المربوطة “منورة ومدورة”.
أسوق كلماتى هذه بداية بعد سعادتى بخبر تعيين 4 فتيات معيدات بجامعة عين شمس، وتحديدا تخصص كمبيوتر ساينس computer science أوائل الدفعة حاصلات على امتياز مع مرتبة الشرف دفعة 2022 م، هذا التخصص يتطلب عقلية منظمة قادرة على الاستيعاب السريع ومواكبة التكنولوجيا بكل برامجها وتطبيقاتها، أى فرح يا ناس؟.. هؤلاء الشابات جميلات، مشرقات، واعدات، هُن فقط؟.. لا، بل حققت الفتيات فى المحافظات تميزا.
و”نور” بالحصول على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف بكلية التجارة “محاسب” بجامعة السادات بالمنوفية، وفى انتظار التعيين، هذا فقط؟ مرة أخرى: لا؛ لأن الفرح يشع نورا، وطعمه مثل “الشهد” وهاهن الفتيات يحصدن أيضا التميز بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، ويجرى تعيين فتاة جميلة معيدة بكلية فنون جميلة قسم عمارة، الأولى على دفعتها، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف 2022 م، دفعات طازجة بنار الفرن، نار يشع منها نور ينير العقول.
العلم نور، ورسولنا الكريم أوصانا بطلب العلم ولو فى الصين، والأمر هنا موجه للإنسان دون تفرقة فى الجنس، وعمنا صلاح چاهين قال: “البنت زى الولد ماهياش كمالة عدد”، وها هُن الفتيات يثبتن دائما وأبدا أنهن قادرات ويستطعن.
السؤال: بكفاح ونجاح هؤلاء البنات وسهرهن الليالى واعتلاء مقاعد التدريس بالجامعات التى تعلمن وتفوقن فيها والتى يأتى عملهن بها ردا للجميل، كم طالب وطالبة وأجيال متعاقبة سيستفيد من وعى وثقافة وفكر هؤلاء البنات؟ وهل التى استطاعت أن تحقق التفوق طوال سنوات عمرها يصعب عليها التوفيق بين العمل والبيت خاصة مع هذه الرسالة النبيلة رسالة العلم؟
أنا هنا لست ضد قيام المرأة بدورها الهام فى تربية أولادها، بالعكس المرأة العاملة أكثر تنظيما للوقت واستثمارا له وفقا لدراسات كثيرة أشارت لهذا، بل وأكدت أن المرأة العاملة تتمتع بصحة أفضل وعمر أطول وأقل عرضة للاكتئاب من نظيرتها التى لا تعمل.
العمل رسالة نبيلة، عطاء للمجتمع، ونصيحة دكتورة شرين غالب، تؤكد ما أقوله لأنها قالت: “أنا فى بداية حياتى سيبت كلينيكال وزوجى مقلش لى سيبى، واخترت تخصصا لا أبات فيه برا البيت”؛ إذن يا دكتورة حضرتك لم تمكثى فى البيت، ومارستى عملك كطبيبة، “طيب كان ايه لزوم البيت ثم البيت ثم البيت، والطالبات يا دوب يتفتحن للحياة، وطوال سنوات الدراسة يحلمن باليوم الذى تُمارس كل منهن مهنتها عن حق وترى البسمة على وجه مريض أو مريضة شفى على يدها، وتسمع من بين شفاهه أجمل دعاء ربنا يسترك يا بنتى”.
“فرح، نورهان، شهد”.. اسعدن بنجاحكن، وكما تفوقتن فى الدراسة وإن شاء الله فى العمل؛ سيكون النجاح حليفكن فى حياتكن الأسرية وتقدمن للمجتمع بنات وأولادا تفخر بهم مصرنا.