عرض 3 مشروعات للتعاون بين هيئة الاستشعار من البُعد ومحافظة الفيوم لخدمة أهداف التنمية المُستدامة للمحافظة
أحمد الأنصاري: السياحة والزراعة والصناعة هم أساس البناء الاقتصادي للمحافظة
إسلام أبوالمجد: هيئة الاستشعار من البُعد تضع التعاون مع محافظة الفيوم على رأس اهتماماتها
التقى الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم بالدكتور إسلام أبوالمجد رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء والوفد المُرافق له؛ لتعزيز أوجه التعاون والتكامل بين الجانبين؛ لخدمة أهداف التنمية المُستدامة بالمحافظة.
في بداية اللقاء، رحب الدكتور أحمد الأنصاري بوفد الهيئة، مؤكدًا أهمية التعاون بين المحافظة والهيئة في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أهمية الدراسات التي تقوم بها هيئة الاستشعار من البُعد حيث يتم عرضها على مُتخذي القرار والمسئولين التنفيذيين لتنفيذها بما يعود بالنفع على المجتمع.
وأوضح الدكتور إسلام أبوالمجد أن هيئة الاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء تضع التعاون مع محافظة الفيوم على رأس اهتماماتها، لافتًا إلى أن التكنولوجيا الحديثة لها تأثير فعال في إحداث تنمية مجتمعية في مختلف المجالات.
وأشار رئيس الهيئة إلى توجيهات الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بإجراء بحوث تطبيقية تعمل على خدمة التنمية بمختلف الأقاليم الجغرافية تماشيًا مع تنفيذ أهداف ومبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، موضحًا أن الهيئة حريصة على التعاون مع مختلف المؤسسات والجهات والاستفادة من الإمكانات المُتاحة لدى الهيئة لتنفيذ المشروعات والبحوث التي يكون لها مردود اقتصادي واجتماعي يساهم في دعم جهود الدولة المصرية؛ للارتقاء بالاقتصاد الوطني والمجتمع وتحسين مستوى الخدمات المُقدمة للمواطنين.
وأشار الدكتور محمد أمين أبوالغار رئيس قسم التطبيقات الزراعية، إلى أهمية زيادة التعاون بين المحافظة والهيئة، من خلال تنفيذ مشروعات تنموية يكون لها مردود اقتصادي واجتماعي يُمكن أن تستفيد منه المحافظة لتحقيق تنمية شاملة للمجتمع.
وخلال اللقاء، عرض وفد هيئة الاستشعار من البُعد 3 مُقترحات لمشاريع تطبيقية.
وعرض الدكتور عبدالعزيز بلال رئيس شعبة التطبيقات الزراعية والتربة وعلوم البحار بالهيئة مشروعًا حول “الاستخدام الأمثل لأراضي جنوب بحيرة قارون بمحافظة الفيوم باستخدام تقنيات الاستشعار من البُعد ونُظم المعلومات الجغرافية”، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية تبذل جهودًا كبيرة في سبيل إقامة مشروعات التوسع الزراعي الأفقي، بالإضافة إلى خلق مجتمعات عمرانية جديدة في المناطق الصحراوية؛ لسد الفجوة الغذائية الناشئة عن الزيادة السكانية وتخفيف الضغط السكانى عن الوادي والدلتا، وخلق فرص واسعة للاستثمار وزيادة الدخل القومي وخلق فرص عمل جديدة، مؤكدًا أنه من الضروري إعداد الدراسات عن الموارد الطبيعية والأرضية في الأراضي المصرية عامة والأراضي المزروعة التي قد تُعاني من بعض المشكلات؛ بهدف اختيار أنسب الأماكن لإقامة مشروعات التوسع الزراعي والتوسعات العمرانية دون حدوث إهدار في الأراضي الزراعية الموجودة حاليًا.
وأشار الدكتور عبدالعزيز بلال إلى أن الهيئة تستخدم الطرق والأساليب الحديثة المُعتمدة على بيانات وإمكانيات الاستشعار من البُعد ونظم المعلومات الجغرافية وإجراء القياسات الحقلية بواسطة المستشعرات المحمولة والمتنقلة وجمع وتحليل عينات التربة والمياة من مناطق الدراسة لتحديد الاستخدام الأمثل لأراضب جنوب بحيرة قارون بعرض واحد كم وطول 55 كم أب لمساحة تصل إلى حوالي 13 ألف فدان عن طريق تقييم الخصائص الكيماوية والطبيعية والمناخ لتلك الأراضي ومن ثم تحديد الاستخدام الأمثل لها في الإنتاج أو للاستغلال الزراعي من عدمه بناءًا على القدرة الإنتاجية لتلك الأراضى والتراكيب المحصولية المناسبة وتحديد مشاكل الإنتاج الزراعي وكيفية وضع الحلول لتلك المشاكل مثل (مشاكل ارتفاع مستوى الماء الأرضي والملوحة والتلوث وتأثيرها على الإنتاج).
وعرض الدكتور مصطفى عاطف أستاذ مساعد قسم علوم البحار بالهيئة مشروعًا حول “تحليل وتقييم المواقع المُثلى للاستثمار والموارد الرئيسية في منطقة بحيرة قارون باستخدام التقنيات الجيومعلوماتية”، وأوضح أن الطلب المُتزايد على تطوير مناطق جديدة للنشاط الاقتصادي بالتزامن مع الحاجة لحماية البيئة وتحسين استدامتها يعُد دافعًا قويًا لاستغلال موارد بحيرة قارون بطرق مدروسة وفعّالة.
وأشار إلى أن هذا التوجه التنموي يتطلب إجراءات تقنية حديثة ومُبتكرة؛ لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على النظم البيئية الأمر الذي يُعتبر أساسيًا؛ لضمان الاستفادة المستمرة من هذه البحيرة للأجيال القادمة، كما تعتير بحيرة قارون نموذجًا مثاليًا للاستثمار المُستدام؛ بهدف تحسين جودة الحياة للسكان المحليين وتعزيز الاقتصاد المحلي، من خلال التركيز على المشروعات التنموية والاستفادة من قدرات محافظة الفيوم والبحيرة، حيث يتمثل الهدف في خلق مناخ استثماري جاذب يُظهر الإمكانيات الواعدة للمنطقة ويُلبي الاحتياجات الماسة للتطوير والاستثمار.
وأضاف الدكتور مصطفى عاطف أن الاستغلال الأمثل لهذه الموارد يعُد خطوة حيوية نحو تنمية مُستدامة تحافظ على البيئة وتعود بالنفع الاقتصادي والاجتماعي على محافظة الفيوم ومصر ككل، فتتلخص هذه الدراسة فى تحديد و تحليل الأماكن المناسبة للاستثمار والموارد الرائيسية ببحيرة قارون باستخدام الجيومعلوماتية والاستشعار من البُعد والمُتمثلة في الثروة السمكية سواء طبيعية او استزراع سمكي داخل أقفاص أو في منطقة الأراضي الرطبة حول البحيرة واستخراج الأملاح أو المعادن الهامة، كما تعد عملية تحسين جودة المياة ببحيرة قارون ذات أهمية كُبرى للحفاظ على التنوع البيولوجي للبحيرة، كما يعُد الاستثمار في الطاقة المتجددة والنظيفة واحدًا من أولويات الدولة المصرية ويندرج تحت رؤية مصر 2030، مضيفًا أن البحيرة واحدة من الأماكن التي لها درجة سطوع شمسي عالية للغاية، لهذا سيتم تحديد أفضل الأماكن للطاقة الشمسية على بعض الأماكن الأكثر عُرضة للتبخر بمُسطح بحيرة قارون؛ للحفاظ على البحيرة من التبخر وإنتاج طاقة نظيفة تخدم باقي أهداف التنمية الأخرى، مشيرًا إلى أن هذه الدراسة تشمل مرحلتين: المرحلة الأولى تتضمن بحيرة قارون وشواطئها، والمرحلة الثانية تشمل وادي الريان والمناطق المُحيطة.
وعرضت الدكتورة إلهام محمود أستاذ البيئة البحرية بشعبة البيئة، مشروعًا حول “تحليل وتقييم الإمكانات والموارد لتنمية المشروعات السياحية البيئية بمحافظة الفيوم باستخدام تقنيات الجيومعلوماتية والاستشعار عن بُعد – المرحلة الأولى: منطقة وادي الريان”، حيث تعتزم الهيئة إبرام اتفاق مع محافظة الفيوم؛ بهدف تنمية وتطوير الموارد المتاحة بالمحافظة، بالنسبة للمقترح الخاص بأنشطة السياحة البيئية، موضحًا أن أهداف الدراسة تتلخص في إنتاج خريطة استثمارية لمنطقة محمية وادي الريان بمحافظة الفيوم باستخدام التكنولوجيات الحديثة الجيومعلوماتية ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد.
وأوضحت الدكتورة إلهام محمود أن الدراسة تتم على مرحلتين، وتشمل تقييم الوضع الراهن لمنطقة وادي الريان وتحديد أهم الموارد الطبيعية والبيئية ودراسة إمكانية استغلالها في مشروعات بيئية واستثمارات سياحية مُستدامة، وباستخدام هذه التقنيات الحديثة سيتم إنتاج خرائط استنباطية بالمُقترحات التي تخدم السياحة البيئية وتقوم بالترويج لها باستخدام تقنيات عالية الدقة مثل (تقنيات الليزر وتقنية الواقع الافتراضي) التي تحقق استفادة اقتصادية وسياحية للمحافظة مع عدم المساس بالبيئة أو التأثير سلبًا عليها.
وعقب انتهاء العرض، أوضح الدكتور أحمد الأنصاري أن الثلاثة مشاريع يعتبروا من اهتمامات المحافظة، حيث أن السياحة والزراعة والصناعة هم أساس البناء الاقتصادي للمحافظة، مؤكدًا استعداد المحافظة لإتاحة كافة البيانات التي من شأنها المساعدة في الدراسات.
وأوضح الدكتور إسلام أبوالمجد أن الهيئة ستقوم بعمل دراسة تطوعية للمحافظة مشيرًا إلى أنه سيتم عمل خريطة البلهارسيا لمحافظة الفيوم.
وفي نهاية اللقاء، قدم الدكتور إسلام أبوالمجد مجموعة خرائط وصور فضائية حديثة للمحافظة، كما قدم درع الهيئة للدكتور أحمد الأنصاري تقديرًا واعتزازًا بهذا التعاون المُشترك.