تتمتع مصر بتاريخ طويل من الإنجازات في مجال الرعاية الصحية، ومؤخرًا، شهدت البلاد تحولات هامة في قطاع الصحة من خلال الجهود الرامية إلى توفير رعاية صحية عالية الجودة للمواطنين. تعكس الجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة المصرية التزامها الراسخ بضمان الوصول العادل والشامل للرعاية الصحية لجميع فئات المجتمع، وتعتبر مبادرة “قلبك أمانة” مبادرة إحدى المبادرات الرائدة والتي أطلقتها وزارة الصحة والسكان بالتعاون مع شركة باير العالمية تحت مظلة مبادرة ” ١٠٠ مليون صحة “بهدف تعزيز الوعي الصحي وتقديم رعاية مبكرة للأمراض القلبية والأوعية الدموية، من خلال توفير الكشف المبكر والرعاية للمصابين بأمراض القلب والوقاية منها، وتعزيز الوعي بأساليب الحياة الصحية والغذاء المتوازن وممارسة الرياضة
ومبادرة “قلبك أمانة” رؤية متكاملة للصحة العامة يتم تنفيذها وفق رؤية مستقبلية تواكب ما تشهده الدولة من تطور في جميع القطاعات حيث يتم توفير بيئة صحية مستدامة تعزز الوقاية وتشجع على التشخيص المبكر والعلاج الفعّال. من خلال تعزيز البنية التحتية الصحية، وذلك بتجهيز اكثر من 401 عيادة بأجهزة رسم قلب وأجهزة قياس ضغط الدم، وأجهزة قياس السكر في الدم وغيرها من المستلزمات الطبية اللازمة لإجراء فحوصات متابعة صحة القلب في جميع الإدارات الصحية داخل ٢١محافظة لمن هم فوق سن ٦٠ أو لمن لديهم عوامل خطورة.
كما تم تدريب اكثر من ٢٠٠٠ شخص من أصل ٥ ألاف تستهدفهم الحملة من مسئولي مقدمى الرعاية الصحية، وكذلك توفير أكثر من 200 ألف عبوة من “الأسبرين” للمساعدة في الوقاية الأولية والثانوية وذلك لمن هم في حاجة إليه لدعم صحة القلب فى مصر، ويتحقق ذلك برفع التوعية بأمراض القلب والأوعية الدموية والتي تشير الإحصاءات أنها من أكثر العوامل التي تشكل تحدياً كبيراً للشعب المصري، في ظل نقص مستويات الوعي المجتمعي تجاه هذه الأمراض وكيفية التعامل معها بالإضافة للاكتشاف المبكر والوقاية من تلك الامراض، ومن هنا جاءت أهمية المبادرة.
واوضح الدكتور باسم الظريف فؤاد أستاذ امراض القلب ونائب مدير معهد القلب للأبحاث أن أهمية مبادرة قلبك امانة التي أطلقتها وزارة الصحة بالتعاون مع شركة “باير” تكمن في أهمية الاكتشاف المبكر لأمراض القلب والوقاية منها، والتدخل العاجل في حالة الإصابة بالأعراض الهامة للتدخل السريع من خلال المراكز الطبية المتخصصة التي وفرتها الدولة لإنقاذ المصابين بجلطات قلبية فقط من خلال تقديم بطاقة الرقم القومى، وإصدار قرار العلاج على نفقة الدولة فينا بعد من اجل انقاذ حياة المواطنين.
وأضاف بان مبادرة قلبك امانة ضمن المبادرات الرئاسية ١٠٠ مليون صحة التي غيرت وجهة الصحة في مصر وحققت نجاح كبير، وتمكنت من تكوين الخريطة الصحية لكشف عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب، من خلال تسجيل ارقام الضغط والسكر، والكوليسترول لعدد كبير من المصريين، وإمكان تواجدها والعوامل المصاحبة وذلك يسهل التعامل المبكر لتقليل معدلات الإصابة.
وأشار الى ان التعامل مع الجلطات القلبية يتم مشاهدته يوميا بمعهد القلب القومى، وغالبا ما يفاجئ به المريض، ولذلك التوعية الشعبية هامة ومحورية لتجنب امراض السكر والضغط والكوليسترول وهم قتله صامتين وقد يبقوا لفترات طويله بالجسم دون الإعلان عن اعراض تجبر المريض على الفحص، وعادة لا يذهب الشخص للفحص الطبي الا عند تعرضه لآلام شديدة، والبعض يعتبرها رفاهية قبل ذلك، ومن بداية ريعان الشباب لابد من متابعة الأرقام الصحية وخاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع امراض مثل السكر والضغط والقلب..
وأوضح ان اعراض الإصابة تتركز في الشعور بالم منتشر في الصدر، سواء بالناحية الشمال او في كل منطقة الصدر، وقد يتجه الى فم المعدة او الكتف، وإذا كان مرتبط بالمجهود ويتحسن مع السكون والراحة فتلك يمكن ان تكون بداية اعراض المشاكل القلبية او ضيق الشريان التاجى، وتكرار نفس الاعراض المذكورة مع اعياء شديد او شعور بالقيئ او التقيؤ فعلا، هذا يعتبر من اعراض الازمات القلبية الحادة، او الجلطة، والدقائق والثوان هنا تساوى فقدان جزء من عضلة القلب، وقد يؤدى الى الوفاة في حالة عدم التدخل.
مؤكدا ان التأخير مؤلم جدا، لافتا الى ان المرضى الذين يأتون في الساعات والدقائق الأولى من الاصابة يمكن انقاذ حياتهم وعودتهم بشكل طبيعى كامل، والعكس.