بقلم إيسي رونالد
نشر في موقع CNN بتاريخ 24 يوليو 2025، الساعة
4:24 صباحاً بالتوقيت الشرقي
حطّم عبد الرحمن العربي الرقم القياسي الأفريقي في
سباق 50 متراً فراشة في وقت سابق من هذا العام.
على الرغم من كل نجاح عبد الرحمن العربي كرياضي، فإن السباحة هي شغف يُمارس بكثافة وفي الوقت نفسه يُحتفظ به بمسافة.
صرح السباح المصري البالغ من العمر 25 عاماً لشبكة
CNN سبورتس قائلاً: “لن تجدني أتحدث عن السباحة
خارج المسبح”.
لم يعلم سوى قلة من الناس أنه حطّم الرقم القياسي الأفريقي في سباق 50 متراً فراشة للرجال في موناكو في مايو، حتى تم نشر الخبر علناً.
عندما تحقق أحد أصدقائه للتأكد من أنه بخير بعد عدم سماع أي أخبار عنه لبضعة أيام، أجاب العربي ببساطة: “‘نعم يا رجل، لقد… أصبحت أسرع أفريقي في التاريخ لذلك أشعر أنني بحالة رائعة.'”
يتذكر العربي قائلاً: “وكان يقول… ‘كيف لم تخبر أحداً؟'”
يتطلع العربي إلى تحقيق إنجازات كبيرة في بطولة العالم
للألعاب المائية هذا العام.
بالنسبة له، فإن التركيز على الحياة خارج السباحة لا يقل أهمية عن أهدافه في الرياضة. هناك وقت للتدريب في المسبح وفي الصالة الرياضية، “وبعد ذلك يمكننا أن نجد أشياء أخرى نفعلها”،
أضاف. “أنا شديد الارتباط بالعائلة… أقرأ، أكتب يومياتي، قد أُصاب بالجنون إذا غادرت منزلي دون كتابة يومياتي في الصباح أو الصلاة أو قراءة القرآن”.
ومع ذلك، حتى وهو خامس أسرع رجل في العالم هذا العوم في مسافته المفضلة – 50 متراً فراشة – يفضل العربي عدم التفكير في السباحة كمهنة، حذراً من الفخ الذي وقع فيه في وقت سابق من حياته.
‘أبطأ طفل في الفريق
كانت والدة العربي هي من قدمته أولاً إلى السباحة عندما كان طفلاً في القاهرة، بحثاً عن أي طريقة لإرهاق ابنها الصغير، الثرثار، الاجتماعي الذي تم تشخيصه باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
قال العربي: “الكثير من الناس قالوا لها: ‘إنه أبطأ طفل في الفريق. ماذا تفعلين؟'”. لكنها استمرت في ذلك وتحسن ابنها، انجذب إلى الرياضة بفضل الأصدقاء الذين وجدهم هناك.
في عام 2018، أصبح بطل مصر الوطني في سباق 50 متراً فراشة وفاز ببرونزية سباق 50 متراً حرة في
الألعاب الأولمبية للناشئين.
في سن الثامنة عشرة، غادر مصر بمنحة دراسية إلى
جامعة لويفيل (كنتاكي)، ونافس في فريق السباحة. ومع ذلك، أثناء وجوده في لويفيل، في مارس 2022، حاول
إنهاء حياته.
حاول عبد الرحمن العربي إنهاء حياته في عام 2022.
قال في فيديو لجامعة لويفيل عام 2023 بمناسبة شهر التوعية بالصحة النفسية إنه فقد شغفه بالسباحة وتطور ذلك إلى مشاعر انعدام القيمة. تناول جرعة زائدة من الدواء ونُقل إلى المستشفى، حيث دخل في غيبوبة.
عندما تعافى عبد الرحمن. العربية، نُقل إلى “مستشفى للصحة النفسية”، ولكن حتى في ذلك الوقت، كانت أفكاره تدور حول العودة إلى السباحة التنافسية، كما قال في الفيديو.
في الفترة التي تلت مارس 2022، تحدث العرابي عن “استعادة” حياته، وإيجاد هدف وتحقيق الذات من جديد. قال إن جزءاً من ذلك تضمن الاقتراب من إيمانه المسلم. وجزء آخر كان بتقليل الوقت الذي يقضيه على هاتفه، وبدلاً من ذلك استخدمه لتجربة أشياء مثل تعلم آلة موسيقية و”قراءة المزيد عن مواضيع في الحياة”، مثل فلسفة الرواقية.
وجزء آخر هو التفكير: “من أسمح له بدخول حياتي؟”
قال لشبكة CNN سبورتس: “أنا أسرع شخص في حظر الناس الآن (على وسائل التواصل الاجتماعي)… مجرد أن نكون جزءاً من حياة بعضنا البعض هو شرف عظيم”.
على الرغم من أن عام 2023 كان صعباً وفكر في ترك السباحة، إلا أنه انغمس في تدريباته وفاز بلقب مؤتمر ساحل المحيط الأطلسي (ACC) في سباق 50 متراً حرة للرجال.
‘لقد أخذ مني حب الرياضة
في عام 2023، غادر لويفيل وسبح لجامعة نوتردام، ولكن بعد التخرج، بدأ العمل بدوام كامل في منظمة غير ربحية تساعد الرياضيين الجامعيين على اقتحام عالم العمل، مما منحه شيئاً يركز عليه بجانب تدريباته.
قال: “لقد انشغلت كثيراً بفكرة أنني يجب أن أفوز، ليس لأنني أريد الفوز، بل لأنني أحتاج أن أفوز، لأنه إذا فزت، سأجني هذا القدر من المال؛ إذا فزت، سأظهر أمام هذا العدد من المستثمرين أو الرعاة”. “وقد أخذ ذلك من جمال وحب الرياضة”.
في العام الماضي، كان “مستعداً للتوقف” بعد فشله في التأهل للفريق الأولمبي المصري. لم يكن لديه مدرب. تم تعليق فريق السباحة بجامعة نوتردام لمدة عام بسبب “سوء سلوك محتمل” وانتهاكات تتعلق بالمقامرة، ويقول العرابي إنه لم يُعتبر أولوية في التدريب؛ كان لديه “كل الأسباب” للتوقف.
فقط تعليق عابر أدلى به أحدى رواد الأعمال من مصر
أثناء مقابلتها له أقنع العربي بمواصلة السباحة. يتذكر قولها: “يجب أن تعود إلى السباحة، ولكن ليس لأنك تريد تحقيق أشياء، بل لأن هذا هو ما تحبه”.
لذا عاد إلى المسبح وتدرب ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع. ولكن بدون أي تدريب جاد للأوزان، ذهب إلى بطولة العالم العام الماضي في بودابست، المجر، وهو يعلم أنه “خارج اللياقة تماماً”.
هناك، احتل المركز 34 المشترك في سباق 50 متر فراشة وأدرك أن “كوني هنا لمجرد متعة الرياضة ليس ما أريده. إنه ليس مُرضياً”.
تولى العربي بنفسه شراء كتب عن التدريب، وتعلم كيفية تدريب نفسه، ونظم مسابقات في نهاية كل شهر لتركيز فترات تدريبه وذلك بعد أن عقد العزم على أن
يصبح رياضياً عالمياً مرة أخرى،
وقد أثمر هذا النهج، مما سمح له بتحطيم الرقم القياسي الأفريقي في سباق 50 متر فراشة وإحياء هدفه في التأهل للأولمبياد. في لحظة من المصادفة، سيتم إدراج سباق 50 متراً فراشة المفضل لدى العرابي، بالإضافة إلى سباقي 50 متراً صدر وظهر، في أولمبياد 2028 للمرة الأولى في تاريخ الألعاب.
هذا الخبر جعل العربي “متحمساً للغاية”، كما قال، مضيفاً أنه يعتقد أن التنافس في الألعاب الأولمبية في سباقه المفضل سيمنحه الاحترام الذي حرم منه سابقاً.
ولكن، حتى مع هذه الأهداف السامية، تظل حياة العرابي متعددة الأوجه، وتركز بقدر كبير خارج المسبح كما هي داخله.
بعد محاولته الانتحار، شارك عبد الرحمن العربي قصته على أمل تشجيع الآخرين، وخاصة الرجال، على طلب المساعدة عندما يحتاجون إليها. قال إن فتح الحديث علناً أثار في البداية نوعين من ردود الفعل.
قال: “بعض الناس كانوا يقولون، ‘لماذا تتحدث عن هذا؟ هذه مسألة شخصية جداً. يجب أن تحتفظ بها لنفسك’… ثم الكثير من الناس كانوا يقولون ‘نشعر أننا مرئيون، شكراً لك، أنت شجاع جداً'”.
إن الحديث علناً عن صحته النفسية والدعوة للآخرين للاعتناء بصحتهم بشكل أفضل يأتي بمسؤولية معقدة. مع مرور الوقت، أصبح العربي حذراً من الأشخاص الذين يأخذون رسالته ويستخدمونها “لإيجاد عذر لعدم فعل الأشياء”.
قال: “لا أريد أن أغرق جيلاً كاملاً بينما أحاول إنقاذ بعض الناس”. “لا أريد أن أخلق عالماً من الأفراد الضعفاء نفسياً – أنا فقط أحاول أن أسمح للناس برؤية الصحة النفسية بالطريقة الصحيحة، تماماً مثل الصحة البدنية. لا أطلب من الناس أن ينكمشوا ويبكوا. أنا فقط أطلب من الناس الحصول على المساعدة، تماماً مثل (عندما) تكسر ذراعاً”.
.