ألقت الدكتورة بينيديتا أليغرانزي، مديرة إدارة الأمراض السارية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، كلمة بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، سلطت فيها الضوء على التحديات المتصاعدة وخارطة طريق الاستجابة للإقليم.
تصاعد وباء فيروس العوز المناعي البشري في الإقليم
أكدت الدكتورة أليغرانزي أن الإقليم يواجه وباء متزايداً بوتيرة سريعة، حيث يُقدّر عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري بنحو 610,000 شخص. ومع ذلك، فإن 38% فقط منهم يعرفون حالتهم، ولا يتلقى العلاج سوى 28%.
وأشارت إلى أن عام 2024 شهد 72,000 حالة إصابة جديدة بالفيروس و23,000 وفاة مرتبطة بالإيدز، مؤكدة أن الفيروس “يمكن الوقاية منه وعلاجه بشكل تام”.
تحديات الاستجابة: الوصم وضعف الخدمات
ذكرت المديرة الإقليمية أن اختبارات الكشف عن الإصابة لا تزال ضعيفة، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر. كما أن الوصم والتمييز يشكلان عائقاً رئيسياً أمام الحصول على الخدمات. وتتعطل خدمات الوقاية والاختبار والعلاج بسبب:
انخفاض التمويل
ضيْق النزاعات والنزوح وعدم الاستقرار الاقتصادي.
إثقال كاهل النظم الصحية الوطنية بالأعباء.
ويعكس موضوع الحملة لهذا العام، “لنتغلب على انقطاع الخدمات، وتحويل مسار الاستجابة للإيدز”، الحاجة إلى إعادة البناء والابتكار.
الدعوة للعمل: خطوات رئيسية
دعت منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى إيلاء فيروس العوز المناعي البشري أولوية في الأعمال الوطنية الصحية، وزيادة الاستثمارات، والتوسع في تقديم رعاية شاملة تركز على الناس. كما أكدت على ضرورة:
1. إعادة تصميم استراتيجيات الاختبار لتقريب الخدمات من الفئات المحتاجة.
2. معالجة حواجز الوصم والتمييز من خلال سياسات الحماية والتوعية.
3. إشراك المجتمع المحلي وتعزيز الرصد والاستجابة الموجهة للفيروس.
دور الإعلام والمجتمع
وجهت الدكتورة أليغرانزي نداءً خاصاً لممثلي وسائل الإعلام للقيام بدور محوري في:
كسر جدار الصمت والوصم، وتشجيع الناس على السعي للاختبار والعلاج.
تسليط الضوء على قصص البشر وإظهار أن المتعايشين مع الفيروس يمكنهم العيش بصحة جيدة بالحصول على الرعاية.
مكافحة المعلومات المغلوطة وإضفاء مزيد من الوضوح.
تشكيل الحوار العام والتصدي للمفاهيم المغلوطة.
وشددت على أن النجاح يتطلب الوعي العام، والثقة العامة، والمشاركة العامة، مؤكدة: “القصص التي تروونها يمكن أن تنقذ الأرواح”.
