السفيرة عفاف

سفيرة بلا سفارة، لا ترغب فى الظهور أو الشهرة أو الشكر، ليس لديها إمكانات كبيرة، أدواتها بسيطة؛ لكنها مؤثرة، فهى تعتمد على فكرها، وخبرتها التربوية على مدار عملها داخل مصر وخارجها، عندما رافقت الزوج للعمل بإحدى الدول العربية الشقيقة وعادت وبدأت المشوار .

استعانت فى بدايتها وحتى يومنا هذا بالله عز وجل، الذى أمدها بالصحة والقدرة على العمل فى مجال محو أمية الكبار، لتصبح رائدة فى هذا المجال، الذى أفنت فيه عمرها، وأعطته 40 عاما دون انتظار مقابل.

أتحدث عن “الحاجة عفاف عز الدين” رائدة محو الأمية بمنطقة إمبابة، فى الجيزة، والتى سارعت باحتضان الصغار والكبار من ذوى الهمم بعد أن أعانت الأمهات والبنات على إتمام تعليمهن لتستكمل مشوار العطاء مع ذوى القدرات الخاصة وها هم يتخرجون اليوم على يديها.

حديثى الآن عن هذه المربية الفاضلة يأتى احتفاءً بها فى اليوم الدولى للأشخاص ذوى الهمم الذى أقرته الأمم المتحدة عام 1992 فى الثالث من ديسمبر لدعم ذوى الإعاقة، حيث يهدف إلى زيادة الفهم بقضايا الإعاقة وضمان حقوق أصحابها، وإدماجهم فى مجالات الحياة.

الجميل أن احتفاء هذا العام يطلق العنان إلى الابتكار من أجل التنمية الشاملة للإعاقة فى التوظيف والربط بينه وبين المهارات المختلفة وأدوات التكنولوجيا العديدة لمواكبة متطلبات العصر، ليس هذا فقط بل أيضا من أجل الحد من غياب المساواة أو بمعنى أدق “تحقيق المساواة وإعطاء الفرص”، إضافة إلى الاهتمام بالرياضة لما تمثله من حالة للتميز والتفرد والتحدى والانطلاق.

وتأكيدًا لفكرة المساواة التى تطالب بها الأمم المتحدة فى احتفالية هذا العام لا ننسى اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، بذوى القدرات الخاصة، وتخصيص عام لهم 2018، أيضا تأكيد الرئيس خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الإنسان فى سبتمبر 2021 على اهتمام الدولة ببذل كل العناية الواجبة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوى القدرات الخاصة وأصحاب الهمم.

ما ذكرته أيضا السيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك”، بهذه المناسبة يؤكد ويدلل على دور مصر الريادى فى دعم ذوى الهمم: “مصر كانت عبر تاريخها من أوائل الدول التى عملت على تمكين ذوى الهمم، وستظل تعمل على تعزيز دورهم ومنحهم الفرص الكاملة من خلال المبادرات الرئاسية والحكومية المختلفة”.

إن الاحتفال هذا العام والذى كان عنوانه العريض “الابتكار” هو ما دعانى إلى الحديث عن الحاجة عفاف، سفيرة العطاء والابتكار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *