لك أن تتعجب.. آه، تندهش.. آه وآه، تنبهر بالضرورة، لماذا؟!.. لأن العلمين صارت مدينة كاملة مُتكاملة؛ مقصدًا سياحيًا ترفيهيًا صيفًا، وتعليميًا تربويًا شتاءً.
قديمًا كان الساحل “بطوله وعرضه” يقصده المصيِّفون على مدار أشهر ثلاثة، أو بالأكثر أربعة فقط، الآن وبعد كل هذا التطور والعمل الشاق، والجاد، صار مقصدًا لرواده طوال العام.عندما بدأ العمل فى هذه المدينة، وكنت أُشاهد مراحل تطور البناء كل صيف فى رحلة ذهابي، وعودتي، إلى، ومن مصيفي، لم أتخيل أن تكون بهذا الرقي والجمال؛ عالم من الخيال. كل شيء وأي شيء تجده في العلمين، أنشطة ترفيهية لكل الفئات المُجتمعية منها ما هو مُقدَّم بالمجان، ومنها ما هو مدفوع، ويتناسب مع دخل مختلف شرائح الأفراد. الأسرة تذهب لتستمع، ليس فقط بالترفيه؛ بل أيضًا، بالثقافة.
كل مؤسسات الدولة تتكاتف من أجل إسعاد الجماهير؛ وزارة التضامن تقيم معرضها السنوى، وللعام الثالث على التوالى داعمة لمنتجات المرأة المعيلة، وجمعيات المجتمع المدني، تأكيدًا وتركيزًا على تمكين المرأة المصرية، الذى يصب فى صالح الارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي لأفراد أسرتها، وهو أحد المحاور المهمة بالاستراتيجية الوطنية 2030، والتي تهدف الدولة، من خلالها، إلى تحقيق التوزان، وسد الفجوة بين الجنسين، وتوفير ملاذ آمن لعمل المرأة دون إخلال بواجباتها الأسرية.
المجلس القومى للمرأة “بيت المرأة المصرية”، بمعرضه الدائم هناك، يظل طوال شهور الصيف يُقدم معروضات السيدات من 27 محافظة؛ معروضات تراثية بأرخص الأسعار، تُضاهي المنتجات العالمية من “تلي إلى سجاد يدوي إلى منتجات جلود طبيعة، وأخشاب وغيرها”.لا يفوتني أن أنوِّه إلى التعليم، وخدماته المتطورة من جامعات عالمية؛ منها ما هو مصري صميم، وآخر توفره الدولة للطلاب من خلال بروتوكولات مع أكبر الجامعات الدولية؛ رغبة وحبًا في مواكبة كل ما هو جديد.
وبدلًا من السفر للتعلم بالخارج، وتحمُّل غربة أولادنا، وكلفته الباهظة، المدينة التعليمية بالعلمين تعمل “صيف – شتاء”، وبناتنا وأبناؤنا مُقبلون على تلقي العلم بِنَهَم شديد.ألم أقل بداية من حقك أن تندهش، وتعجب، وتنبهر، بهذه النُّقلة الحضارية؟!.. ولتعلم أن الحياة تبدأ من العلمين، فهنيئًا.