تحت عنوان “الطقوس والمعتقدات القديمة وتأثيرها على حياة المصريين”، عقد “صالون نفرتيتي الثقافي”، مساء السبت، لقاء بمركز إبداع قصر الأمير طاز التابع لصندوق التنمية الثقافية، تناول تطورات الموروث الثقافي المصري، وتأثيره على عادات وتقاليد الناس.
استضاف الصالون الذي أدارته الكاتبة الصحفية أماني عبد الحميد، كلا من الدكتورة نهلة إمام، أستاذة العادات والمعتقدات الشعبية وخبيرة التراث غير المادي بمنظمة اليونسكو ورئيس مجلس أمناء بيت التراث المصري، والدكتور ميسرة عبدالله، أستاذ الآثار المصرية القديمة ونائب المدير التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية.
وقال الدكتور ميسرة إن “التراث والموروث المصري باق لأن الحضارة المصرية واحدة لم تنتقل من حضارة لأخرى، فهو موروث واحد لم يتغير رغم تغير الأنظمة السياسية والحكومات”.
وأضاف أن “الحديث عن امتداد التاريخ المصري لسبعة آلاف سنة ظلم كبير لحضاراتا حيث أن أقدم أثر معروف على الأرض المصرية عمره 2 مليون و300 ألف سنة، كما أن هناك مجتمعات حضارية تمتد لنحو 120 ألف سنة”، وتابع “هؤلاء هم من صاغوا الحضارة والفكر الإنساني الذي توارثناه حتى قبل معرفة الكتابة وفن التسجيل الموثق”.
وأشار إلى أن “مصر على مدار تاريخها كانت تمتص الثقافات الوافدة وتعيد تطويعها بمنظور محلي يخرج منه منتج يتخطى الحدود المصرية سواء على المستوى العمراني أو الثقافي واللغوي “.
بدورها، قالت الدكتورة نهلة إن “المصري هو أول من عرف معنى التوثيق وسجل تراثه على جدران المعابد”. وتحدثت
عن الموروث الشعبي في العلاج وأشارت إلى أن “الحنة على سبيل المثال كانت تستخدم في تخفيض درجة الحرارة، وأنه في الأحياء الشعبية في الماضي عندما كان يصاب أحد بمرض صدري كان سكان الشارع يمتنعون عن الطبخ خوفا من تأثير رائحة الطبخ على المريض وتنفسه، وكانت تستخدم الحنة في العلاج وبعد شفائه تغسل الحنة ويخرج الشخص إلى الشارع لإعلان شفائه فتعود رائحة الطبخ للشارع”.
ناقش كل ما يخص عادات وطقوس وقناعات المصريين عبر مختلف الأزمنة والتي توارثوها من آبائهم الأوائل وباتت تمثل ما يطلق عليه “التراث الحي” تعيش بينهم وتؤثر في طريقة معيشتهم وأسلوب حياتهم بالرغم من أنها موروثات عبر آلاف السنين.
واستعرض أصل بعض العادات المحفوظة في وجدان المصريين وكيف يسترجعونها عند الحاجة من القط الأسود والخرز الأزرق وحتى رشة الملح علاوة تتبع طقوس الزواج والطلاق والميلاد وما ارتبط بها من عادات وتقاليد وغيرها من الموروثات المصرية القديمة.
كما تطرق الضيوف لمفهوم “التراث الحي” المصطلح الذي بات يمثل تلك المعتقدات والتقاليد الموروثة، وتسجيل مظاهره وطقوسه وما يحويه من عادات وتقاليد على قائمة التراث الإنساني غير المادي التابعة لمنظمة اليونسكو.كما تحدث الضيوف عن كل مظاهر تلك المعتقدات من أزياء وأكلات ورقصات إضافة إلى الأقوال والمأثورات الشعبية. كذلك بحثوا في مختلف التعاويذ مثل العروسة، ودلالات رقم سبعة من السبوع والسبع حبات وغيرها من الطقوس.
يذكر أن “صالون نفرتيتي الثقافي”، هو لقاء شهري يعقد في قصر الأمير طاز بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافي التابع لوزارة الثقافة، وتقوم على تنظيمه 6 صحفيات وإعلاميات وهن: كاميليا عتريس، ومشيرة موسى، ووفاء عبد الحميد، وأماني عبد الحميد و نيفين العارف وفتحية الدخاخني، وانطلقت أولى فعالياته في مايو الماضي.