هي.. ليست سيدة هذا العام بل سيدة العالم، وكل الأعوام، أتحدث عن المرأة الفلسطينية الصلبة، القوية والمضحية.
هي.. جدر ضارب في الأرض بطولها وعرضها وعمقها وارتفاعها، واصلة إلى عنان السماء، جدر متجدر فى أرض الزيتون “أصل الشجرة المباركة التي تضيء فتنير العالم”، ما يصعب كسره أو انحناءه.
هي.. لم تعان لأيام أو أسابيع أو شهور بل لسنوات نسيت أو بالأدق تناست عدها، حيث المعاناة من ترك الديار، وعيش في الخيام، وفقد للأهل والأبناء.
هي.. تتعرض في كل يوم وكل لحظة لانتهاكات وحشية، لا يتحملها إنسان مهما كان، لكن بإيمانها الراسخ بالله وعزيمتها التي لم تقهر على مدار أكثر من 70 عاما، مازال العود مشتد، والقلب ينبض بالحياة.
هي.. تصرخ عندما تودع شهدائها، تصرخ وهي تدفن صغارها، وتصرخ وهى تحمّل أبناءها، جرحى لعلهم ينقذون، تصرخ وتنادي وتستجدي الإنسانية لدى أناس تجردوا من كل معاني وشعارات “الحق والعدل والإخاء” أصحاب هذه الشعارات صامتون، واقفون، يشاهدون يتساءلون، فلسطين لمن تكون؟!..
لم تكن الصرخات صادرة فقط من الأمهات بل أيضا الصغيرات، وها هي “ليلى” في ديوان الشاعر الفلسطيني، هارون هاشم، “مع الغرباء” تصرخ وهي تسأل والدها: “لماذا نحن يا أبتي؟!.. لماذا نحن أغراب؟!.. أليس لنا أخلاء؟!.. أليس لنا أحباء؟!”.. ويصرخ والدها مجيبا: “سنرجع ذلك الوطن، فلن نرضى له بديلا، ولن نرضى له ثمنا، ولن يقتلنا جوع، ولن يهزمنا فقر”.
ليلى.. ظلت تنادي لسنوان حتى هرمت، وجاءت ليلات آخريات، مازلن يتساءلن حتى الآن: “أليس لنا أخلاء؟!.. أليس لنا أحباء؟!”.. فهل من مجيب؟!..