بالفيديو.. مركز الأزهر العالمي للفتوى يعقد صالونه الثقافي والفكري تحت عنوان: “التمييز بين الأبناء وأثره في السلوك المجتمعي” 

https://fb.watch/mK4CTKr0MT/

https://fb.watch/mK4CTKr0MT/

عقد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، اليوم الثلاثاء، صالونه الثقافي والفكري الشهري، بمشيخة الأزهر، تحت عنوان: “التمييز بين الأبناء وأثره في السلوك المجتمعي”، حاضر فيه أ.د محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، وأ.د محمد الجبة، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر وعضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتورة مروة لطفي عبد الهادي، الأخصائية النفسية، وأدار الحوار الشيخ محمد عماد أبوالهدى، مشرف قسم بنك الفتاوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بمشاركة متدربي برنامج مركز الأزهر العالمي للفتوى لتأهيل المقبلين على الزواج في دورته لـ 71.

قال أ.د محمد المهدي: إن التمييز بين الأبناء ينتج عنه الكثير من الاضطرابات السلوكية لدى الأبناء، مثل الكذب والعدوانية والغيرة، وإن العدالة والمساواة بينهم هي بمثابة العلاج والوقاية من هذه السلوكيات المضطربة، مشددًا على ضرورة أن يساوي أولياء الأمور بين أبنائهم في مدح صفاتهم الحسنة، حيث إن لكل طفل ذكاءه الخاص، فمنهم من يتميز بالذكاء اللغوي، وآخر يتميز بالذكاء الاجتماعي، وثالث يتميز بالذكاء الوجداني، وعلى الآباء إدراك نقاط القوة لدى أبنائهم والمساواة بينهم في المدح لتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي لديهم.

وأوضح أ.د محمد المهدي أنه، وفي حال، ما لو كان هناك تفضيل من الآباء لأحد أبنائهم لتميزه عن إخوته، فمن الواجب عليهم السيطرة على تلك المشاعر وعدم إظهارها، لمنع أي غيرة أو ضغينة بينهم، مشيرًا إلى أن المساواة بينهم في العطايا والهدايا هي أيضا من أهم طرق العلاج التي تمنع الإحساس بالتمييز، لافتًا إلى أن الاهتمام الزائد من قبل الآباء بأبنائهم، وتلبية جميع متطلباتهم، قد تكون سببًا في ظهور بعض السلوكيات المرفوضة لديهم مثل الطمع والأنانية، وهو ما يجب الحرص على تجنبه.

ومن جانبه، قال أ.د محمد الجبة: إن للإسلام موقفًا واضحًا من التمييز، حيث تشير جميع الأدلة الشرعية إلى وجوب تحقيق العدل بين الأبناء، وعدم التمييز بينهم، ومن ذلك قوله تعالى: “يوصيكم الله في أولادكم”، ولم يقل في أبنائكم، في دلالة واضحة على العدالة بين الإناث والذكور، ومنه أيضا قصة عمرة بنت رواحة مع زوجها بشير بن سعد، حين أعطى أحد أولادها عطية، فقالت: لا أرضى حتى تشهد رسول الله ﷺ على ما وهبت لابني، فأتى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، إن أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله ﷺ: يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ قال: نعم، فقال: أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذًا، فإني لا أشهد على جور، وقال: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم.

وشدد أ.د محمد الجبة على أن التمييز ليس مسوغًا لعقوق الوالدين، موصيًا الآباء بضرورة الاهتمام الشديد بتحقيق العدالة بين أبنائهم منعًا لأي كراهية من أبنائهم تجاههم أو تجاه إخوتهم، مؤكدًا ضرورة أن لا يكون الآباء سببًا في عقوق أبنائهم لهم، وأن العدالة والمساواة هي المنهج القويم والأساس للتربية السليمة، طبقًا لتعاليم ديننا الحنيف.

وفي السياق ذاته أكدت الدكتورة مروة لطفي عبدالهادي، الأخصائية النفسية، أن الأسرة هي النواة الأساسية لتربية الأبناء بالشكل السليم والصحي، عبر الاعتماد على الطرق التربوية السليمة البعيدة عن التمييز، مضيفة أن التمييز نوعان، سلبي وإيجابي، وأن له الكثير من الأسس التي يقوم عليها، والصور التي يجب على جميع الآباء الوعي بها ومعرفة التعامل الأمثل حيالها.

وأضافت الدكتورة مروة لطفي أن التمييز كثيرًا ما ينتج عنه اضطرابات وأمراض نفسية مثل “الانطواء” و”الوسواس القهري” وغيرهما، والتي قد ينتج عنها لجوء الأبناء للسلوكيات السيئة والمرفوضة، بالإضافة لتسببه في الكثير من المشكلات الاجتماعية والاضطرابات السلوكية، مشيرة إلى أن شخصية الطفل تتكون وهو في عمر 2-5 سنوات، وعلى الأهل في هذه المرحلة العمرية دور كبير في أن تتكون لدى أبنائهم شخصيات سوية.

جدير بالذكر أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بدأ فعاليات صالونه الثقافي والفكري لمناقشة مشكلات الأسرة المصرية في سبتمبر من عام 2021م، والذي يعتبر معالجة ميدانية وفكرية لما رصده المركز من مشكلات أسرية وظواهر مجتمعية سلبية، وتعزيزا لتعاونه مع كافة المؤسسات والمراكز المتخصصة والهيئات الفاعلة في المجتمع المصري؛ لتحقيق استقرار الأسرة المصرية، بما يسهم في استقرار المجتمع وتقدمه، ويسهم في تحقيق أهداف رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *