تستكمل بريطانيا الأحد استعداداتها للجنازة الرسمية المهيبة للملكة إليزابيث الثانية، في حين يتهيّأ الملك تشارلز الثالث لاستضافة قادة العالم الذين سيحضرون المراسم فيما يستمر للساعات الأربع والعشرين الأخيرة تقاطر المشيعين لإلقاء النظرة الأخيرة على النعش.
وبدأت الحشود تتجمع في محيط كنيسة وستمنستر حيث ستقام الجنازة الرسمية للملكة والتي من المتوقع أن تشل لندن وأن يتابعها المليارات حول العالم.
وتوجّه الرئيس الأميركي جو بايدن ليل السبت إلى بريطانيا، وهو واحد من عشرات قادة الدول المتوافدين إلى بريطانيا التي تنظّم شرطتها أكبر عملياتها الأمنية لمواكبة ترتيبات الجنازة التاريخية للملكة الأطول عهدا في تاريخها.
وتوفيت الملكة إليزابيث الثانية التي اعتلت العرش مدى سبعة عقود في الثامن من سبتمبر عن 96 عاما، وتقاطر مئات آلاف الاشخاص لإلقاء النظرة الأخيرة على نعشها المسجّى في البرلمان البريطاني.
وتنتهي الفترة المخصصة للمشيعين الراغبين بوداع الملكة الملفوف نعشها بالعلم البريطاني والمسجّى في قاعة وستمنستر في البرلمان الساعة 6,30 من صباح الإثنين.
وينتظم الراغبون بوداع الملكة في طوابير بطول كيلومترات على ضفاف نهر التايمز مع فترات انتظار تصل إلى 25 ساعة.
ومع استمرار وداع المشيعين للملكة، شارك الأحفاد الثمانية للملكة وعلى رأسهم الأميران وليام وهاري في وقفة وداعية حول النعش استمرت 12 دقيقة.
وهاري الذي شارك في دورتين مع الجيش البريطاني في أفغانستان، ارتدى الزي الرسمي لوحدة الفرسان التي خدم في صفوفها.
ويبدو أن مشاركة هاري جاءت بعد عرض مصالحة قدّمه تشارلز لنجله الأصغر بعدما اتّهم وزوجته ميغان العائلة المالكة بالعنصرية.
وهاري (38 عاما) لم يعد يضطلع بأي دور ضمن العائلة الملكية وقد جُرّد من ألقابه العسكرية الفخرية. والوقفة الوداعية هي المرة الأخيرة التي يظهر فيها من مناسبة ملكية مرتديا الزي العسكري الرسمي.
وكان الملك تشارلز ونجله الأكبر وليام، الوريث الجديد للعرش، قد تفقدا المشيعين المنتظمين في طوابير على ضفاف نهر التايمز، في جولة لمصافحتهم وتوجيه الشكر لهم.
ومراسم الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث الثانية هي الأولى التي تنظّم في بريطانيا منذ وفاة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل في العام 1965.
وفي حين سيحضر قادة الاتحاد الأوروبي وفرنسا واليابان ودول أخرى، لم توجّه أي دعوة لقادة روسيا وأفغانستان وبورما وسوريا وكوريا الشمالية.
وسيستقبل تشارلز البالغ 73 عاما هو الوريث الأكبر سنا الذي يعتلي العرش، العشرات من المسؤولين الوافدين للمشاركة في الجنازة وبينهم بايدن في قصر باكينغهام مساء الأحد.
وألقى عدد من القادة بينهم رؤساء وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن وأستراليا أنتوني ألبانيزي وكندا جاستن ترودو النظرة الأخيرة على النعش في قاعة وستمنستر.
وأشاد ألبانيزي في تغريدة بأداء الملكة الراحلة “تجاه الواجب والإيمان والعائلة والكومنولث”.
من جهته اعتبر ترودو بعد توقيع سجل العزاء أن الملكة إليزابيث الثانية “عملت طوال حياتها وتحمّلت وزر واجباتها بلباقة لا تضاهى”.
ومن المقرر أن يلقي بايدن النظرة الأخيرة على النعش الأحد، وقال إن الملكة الراحلة “جسّدت حقبة”.
ويشكل تدفّق المسؤولين العالميين ومئات آلاف المشيعين من مختلف أنحاء بريطانيا والعالم تحديا هائلا للشرطة البريطانية.
وتم استدعاء أكثر من ألفي شرطي من مختلف أنحاء البلاد لمؤازرة شرطة لندن.
وبعد الجنازة، سينقل نعش الملكة إليزابيث الثانية إلى كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور في غرب لندن، حيث ستدفن في مراسم عائلية إلى جانب والدها الملك جورج السادس ووالدتها وزوجها فيليب.
ستقام الأحد دقيقة صمت في بريطانيا عند الساعة 20,00 (19,00 ت غ) تكريما لـ”حياة وإرث” الملكة.
وبدأ بعض المشيعين يتجّمعون على طول مسار الجنازة في وسط لندن لحجز موقع جيّد لمشاهدة المراسم.
وسيتولى 142 بحارا جر عربة سيوضع عليها نعش الملكة.
وستختتم الجنازة حدادا رسميا لمدة 11 يوما في المملكة المتحدة.
وأشادت كاميلا، زوجة الملك تشارلز الثالث، بإليزابيث الثانية، وقالت “كانت لديها عينان زرقاوان رائعتان، وعندما تبتسم تُضيئان وجهها بالكامل”.
وتابعت “كانت جزءا من حياتنا منذ أمد طويل. أبلغ حاليا 75 عاما ولا يسعني ان أتذكر أحدا ذا حضور غير الملكة”.
وأضافت “لا بُدّ أنّه كان من الصعب جدا بالنسبة إليها أن تكون امرأة منفردة. لم تكن هناك نساءٌ رئيسات وزراء أو رئيسات. كانت هي الوحيدة، لذلك أعتقد أنها لعبت دورها الخاص”.