أكد د. شريف كمال، مدير الصيدلية بمستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، على أن اجتياز عدد من الأطباء والصيادلة العاملين في المستشفى، مؤخرا، التدريب بمستشفى “سانت جود” بأمريكا، يأتي في إطار التعاون المستمر بين المستشفيين، وذلك في 3 مجالات هامة، وهي مكافحة العدوى، والأمراض المعدية، والبحث العلمي، بهدف نقل الخبرة الأمريكية في تلك المجالات إلى المستشفى، وإفادة أقرانهم بها في الأقسام المختلفة، بما ينعكس بالإيجاب على صالح المرضى، والخدمة الصحية بشكل عام.
وقال شريف كمال أن مستشفى “سانت جود” لبحوث الأطفال بأمريكا، اعتادت على تنظيم برنامج سنوي لتدريب الأخصائيين من الأطباء والصيادلة من جميع أنحاء العالم، على مكافحة الأمراض المعدية، وخاصة تلك التي يتعرض لها الأطفال المعرضين لخطر نقص المناعة.
وواصل، يعتبر علم الأمراض المعدية من العلوم الهامة جدا في الوقت الراهن، نظرا للتحديات الضخمة التي يواجهها العالم، في انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وبالتالي فيما يتعلق بالأطفال مرضى السرطان، والذين يعانون من نقص شديد في المناعة بسبب العلاج الكيماوي، مما يوجب على الفريق الطبي التعامل معهم بحرص وعناية شديدة جدا، وتهيئة الظروف المناسبة في المؤسسة العلاجية التي توفرها أقسام السيطرة على العدوى والأمراض المعدية، وذلك للحد من انتشارها، واستغلال الموارد المتاحة، من أجل تحسين طرق العلاج ورفع نسبة الشفاء وتقليل معدلات الوفيات الناتجة عن الأمراض المعدية شديدة الخطورة.
ولفت د. أحمد سامي، صيدلي إكلينيكي بوحدة الرعاية الحرجة، بمستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، إلى أن البرنامج التدريبي يقدم على شقين، الأول عن طريق التعليم عن بعد ولمدة 9 أسابيع، من خلال الموقع التعليمي الخاص بالمستشفى، والشق الثاني يعقد في مستشفى “سانت جود” نفسها عمليا، ونظرا للإجراءات التي تفرضها جائحة فيروس كورونا يتم تحويل هذا الجزء أونلاين أيضا.
وطبقا للتدريب الذي خضعوا له مؤخرا، يشمل الجزء الأول أساسيات مقاومة وتشخيص وعلاج الأمراض المعدية ومضاعفاتها، بناءا على أحدث التوصيات العلمية، ويتضمن أساسيات البحث العلمي، والنشر الدولي، وكيفية تقييم المنشورات العلمية كجزء من الطب القائم على الأدلة (Evidence based medicine).
ويشمل الجزء الثاني من البرنامج ورش عمل وجولات في أقسام المستشفى، للتعرف علي الدور الذي يقوم به أخصائيي الأمراض المعدية من الأطباء والصيادلة، ومدي تأثير توصياتهم على القرار الطبي، ويشمل أيضاً مناقشة المشروعات البحثية للمشاركين، من خلال ورش عمل مع متخصصين، وكذلك يتم إشراك الملتحقين بالمؤتمر السنوي للأمراض المعدية، برعاية مستشفى سانت جود، وجمعية أمراض الأطفال المعدية.
وأكد أحمد سامي، على الحرص للالتحاق بالبرنامج، لأن مستشفى “سانت جود” تعتبر أكبر مؤسسة بحثية وعلاجية لأورام الأطفال على مستوي العالم، وتقدم خبرات البحث العملي، وأحدث التوصيات العلاجية في علاج الأمراض المعدية، والتي من الممكن أن تصيب الأطفال خلال فترة علاجهم من السرطان.
واستطرد: مع انتهاء الجزء الأول من البرنامج، تمكنا من اكتساب خبرات التعامل مع الكثير من الأمراض، وكيفية تشخيصها، وعلاجها، وطرق الوقاية منها، بشكل يقلل من حدة خطورتها وانتشارها، وخلال فترة التدريب، تمكنا من عرض أفكار بحثية بشكل مفصل وتقييمها من قبل قسم الأمراض المعدية بمستشفى “سانت جود”.
وقال بأن الخبرة المكتسبة من البرنامج، سوف تساهم في تطوير المهارات الإكلينيكية الخاصة بالصيادلة الخاضعين للتدريب، وتمكنهم من نقل التوصيات الحديثة لفريق العمل بمستشفى 57357، بشكل ينعكس على تطبيق طرق العلاج المناسبة لكل مريض، والتقليل من مخاطر الأمراض المعدية وانتشارها داخل المستشفى.
د. أسماء بديع، صيدلانية بقسم الصيدلة الإكلينيكية تخصص أمراض معدية، أكدت على أنها تقدمت للحصول على منحة التدريب في مستشفى “سان جود” بالشراكة مع مستشفى 57357، عبر البريد الإلكتروني، وتم استيفاء الأوراق المطلوبة، بعد أن تم اختيارها ضمن كوكبة من الأطباء والصيادلة.
وأشارت إلى أن الجانب النظري للمحاضرات يتم لمدة شهرين، بنسبة 50%، توزع على أساس 15% امتحانات، و 15% ورقة بحثية، و 20% نسبة حضور، أما الجانب العملي، فيكون من خلال التدريب داخل مستشفى “سان جود”، ولمدة 4 أشهر، بعد اختيار المتدربين حسب التقييم النهائي لكل منهم.
وخلال فترة النظري، يتلقى المتدربون محاضرات، بها 4 من “سكاشن” للعملي، يتبعهم امتحان نسبة اجتيازه 75%، في تخصص الأمراض المعدية، وهي نتيجة تراكمية، ونسبة حضور 80%، كما تشمل تدريب عملي لكتابة البحث العلمي، من خلال كتابة ورقة بحثية دون نشرها.
أما د. رضوى خالد، صيدلانية بمستشفى 57357، وإحدى المتدربات بمنحة “سانت جود”، فقالت أن ما يميز هذا التدريب هو وجود أطباءو صيادلة من مؤسسات صحية طبية كثيرة وكبرى من داخل وخارج مصر، ويتم من خلاله تبادل الخبرات، وتدريبهم على كيفية الوقاية من الأمراض المعدية، والتعامل معها، ومكافحة العدوى، وكذلك أسس إجراء بحث علمي يرتكز على مقومات عملية بحيث يعطي نتيجة جديدة ومفيدة في النهاية.
د. نجلاء عادل، صيدلانية القسم الداخلي بمستشفى 57357، وإحدى المتدربات بمستشفى “سانت چود” الأمريكية، أشارت إلى أن ميزة هذا التدريب، هو بناء جسور قوية على أسس عملية، من خلال الاطلاع على أشكال بروتوكولات التعامل مع التخصصات المختلفة “العلوم التطبيقية”، وذلك في أقوى وأفضل مؤسسة صحية طبية في العالم وهي “سانت جود”.
إضافة إلى بناء كوادر طبية قوية، بكفاءة عالية، ومهارات حديثة، وكذلك تعزيز استراتيجيات التعليم الطبي المستمر، بشكل يضمن الاستدامة، هذا بخلاف الإطلاع على أساليب الجودة، والبحث العلمي الحديثة، لتقديم حلول عملية جديدة ومبتكرة، يمكنها تضييق الفجوة بين الدراسة النظرية والممارسات التطبيقية على أرض الواقع، وتلك هي ركيزة الأسس والفرضيات التي يقوم عليها البحث العلمي بالأساس.