دور المرأة متأصل منذ آلاف السنين ومصر نموذج لتمكين القيادات النسائية

خلال مشاركتها في مؤتمر أُقيم في الأردن، ألقت هبة الله حزين من مصر كلمة هامة شددت فيها على أن المرأة لا تحتاج إلى الصراع لإثبات دورها، مؤكدة أن هذا الدور فاعل وموجود منذ آلاف السنين، وأن النساء قادرات على التغيير. وقد أعربت المتحدثة عن انبهارها الكبير بكل جوانب الأردن خلال زيارتها الأولى للبلاد.

استعرضت حزين مكانة المرأة التاريخية، مشيرة إلى أن كليوباترا كانت أول ملكة في مصر والعالم قبل الميلاد بحوالي 7000 عام. وأكدت أن أي حواجز أو قيود تحد من دور المرأة هي قيود فكرية ولا تتواجد في التراث أو التاريخ. وشددت على أن النساء يمتلكن القدرة بطاقتهن وعلمهن وإمكانياتهن على تحقيق أي شيء، ودعت إلى التخلي عن مفهوم “الدور” الذي قد يوحي بالمنافسة أو إعادة الصياغة، والتركيز على التزام المرأة بدورها الحالي والتفوق فيه.

وفي سياق حديثها عن تمكين المرأة، سلطت هبة الله حزين الضوء على التجربة المصرية، حيث أوضحت أن 19% من الحكومة الحالية تتكون من وزيرات وقائدات نساء، وهن ينجزن أعمالهن بكفاءة عالية. وذكرت أمثلة بارزة مثل الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة السابقة التي تولت منصباً أكبر في الأمم المتحدة، والدكتورة عنيا النشاط في مجال التعاون الدولي.

وتحدثت عن عملها في وزارة الصناعة بمصر، حيث تتولى إدارة المشاريع الدولية الإنمائية بالتعاون مع الأمم المتحدة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ). وأكدت اهتمام مصر البالغ بالقطاع الأخضر والطاقة الجديدة والمتجددة، مشيرة إلى جهود الوزارة في تقليل استهلاك الطاقة وتحسين الانبعاثات الكربونية، والعمل على تطبيق آليات الاتحاد الأوروبي مثل آلية تعديل حدود الكربون (CBAM).

كما استعرضت حزين عدة برامج عملت عليها، منها برنامج تحسين كفاءة المحركات الصناعية، وبرنامج السخانات الشمسية، وبرامج بناء القدرات للنساء. وأوضحت أنه كان هناك هدف من الأمم المتحدة بتدريب ما لا يقل عن 10% من المتدربين من النساء في هذه البرامج. كما أشارت إلى مشاريع تنموية في صعيد مصر تستهدف المرأة، مثل مشروع “رابحة” التابع للأمم المتحدة، ومشاريع “من أجل المرأة” التي تركز على السخانات الشمسية، والحرف التراثية، والفواكه المجففة.

اختتمت هبه الله حزين كلمتها بتوصيات حاسمة، مؤكدة أن النساء لسن بحاجة لإعادة صياغة الإنسانية، بل هن ملهمات وقادرات على التغيير. ودعت إلى إزالة القيود والتحديات والتركيز على الإمكانيات الكامنة. ووجهت تحية خاصة لشعب فلسطين والنساء الفلسطينيات، واصفة إياهن بالقدوة التي يتعلم منها الجميع.