ألقت الدكتورة غادة القصاص، أستاذ صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث، الضوء على مرض حساسية القمح في الأطفال، مؤكدةً على أنه أصبح من الأمراض المناعية التي تزايد الوعي بها مؤخراً.
جاء ذلك خلال لقاء خاص خاص لبرنامج “صحتك في ماسبيرو” المذاع على موقع “أخبار مصر” على هامش فعاليات المؤتمر السابع عشر لمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث والمنعقد على مدار يومي 17 و18 يونيو 2025.
وأوضحت الدكتورة غادة أن حساسية القمح مرض مناعي لا يصيب الجميع، بل يظهر لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة به.
وشددت على دور العوامل البيئية المحفزة، مثل التعرض المبكر للجلوتين (بروتين القمح) في بداية حياة الطفل قبل سن ستة أشهر، وهو ما يتنافى مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي توصي بالرضاعة الطبيعية فقط حتى هذا العمر.
كما أشارت إلى أن التعرض المبكر للعدوى أو لكميات كبيرة من المضادات الحيوية، أو الإصابة بفيروس الروتافيرس المسبب لنزلات معوية، قد يزيد من خطر الإصابة.
وعن الأعراض، أفادت الدكتورة القصاص بأن الأم قد تلاحظ على طفلها إسهالاً مزمناً، انتفاخات، آلاماً مستمرة في البطن، شعوراً بالامتلاء وعدم الرغبة في الأكل، وقد يصاحب ذلك قيء أو إمساك. كما يعاني الأطفال المصابون من إجهاد مزمن، وصداع، والتهاب في الأطراف والمفاصل، ويكونون عرضة للكسور نتيجة نقص فيتامين د والكالسيوم، بالإضافة إلى مشاكل في الأسنان ونقص حاد في الوزن.
وفيما يخص التشخيص والعلاج، أوضحت أن التشخيص يتم عبر تحاليل الدم لقياس الأجسام المضادة، أو أخذ أربع عينات من الأمعاء للتحليل النسيجي، وأحياناً التحليل الجيني.
وأكدت د. غادة القصاص أن العلاج الأساسي والرئيسي هو “غذاء خالٍ من الجلوتين”. فبالالتزام بهذا النظام الغذائي، تتحسن معظم الأعراض بشكل كبير خلال عام واحد، وتتجدد خلايا الأمعاء، وتختفي الأجسام المضادة من الدم.
وكشفت الدكتورة غادة عن إنجاز بحثي هام بالمركز القومي للبحوث، حيث توصل فريق بحثي برئاسة الدكتورة عزة عبد الشهيد وبالتعاون مع قسم التغذية برئاسة الدكتور علي عز العرب، إلى تطوير وجبات غذائية مبتكرة على هيئة “كورن فليكس” خالية تماماً من الجلوتين والجلوتين الخفي، وتحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية بنسب متوازنة، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن اللازمة للطفل.
وأفادت بأن دراسة أجريت على أطفال بمستشفى أبو الريش لمدة ستة أشهر أظهرت تحسناً كبيراً في صحتهم وأوزانهم وتصحيحاً لنقص الفيتامينات والمعادن.
وفي ختام حديثها، أوصت الدكتورة القصاص بضرورة توفير هذه الوجبات في منافذ بيع الأغذية الخالية من الجلوتين، لتقديمها للأطفال المصابين بحساسية القمح مع قليل من الحليب.