ساءنى كما ساء كثيرات مثلى مشهد العنف الذى تعرضت له عروس الإسماعيلية “مها” من قبل عريسها، ومتى؟ ليلة زفافها وفى الشارع أمام الجميع، إهانة لن يمحوها الزمن، إهانة موثقة بالصوت والصورة ستظل فى أرشيف عقلها وقلبها.
فى ليلة العمر كما يطلقون عليها تكثر الأحلام الوردية والآمال بعقد بين اثنين على الحب والوفاء والاحترام ويظل الطرفان يذكران هذه الليلة بكل تفاصيلها التى تُحكى لأولادهما فيما بعد، فكيف بعروس تهان على الملأ فى مشهد موثق قد يراه أولادها يوما ما، كيف سيكون شعورهم تجاه هذا الأب الذى لم يحفظ العهد ويأتى بمثل هذا الفعل الفاضح فى طريق عام وفى أهم ليلة فى العمر.
العريس فقط هو من أخطأ؟ لا، العروس أيضا اخطأت فى حق نفسها وحق كل فتاة وسيدة بقبولها الاستمرار بعد هذا الموقف، مهما كان عمر الحب بينهما 13 سنة أو حتى 13 يوما، الحب لا يعنى الخضوع أو التملك أو الاستعباد بل يعنى الاحترام والرحمة والاحتواء، الحب يعنى حفظ الكرامة والكبرياء لا الاستكانة والخضوع.
عن مشهد الضرب الذى تعرضت له مها اختلفت الأقاويل حول أسبابه، هناك من قال إن السبب تأخرها داخل الكوافير ! والسؤال؟ هو فى عروس لا تتأخر فى أثناء الاستعداد لهذه الليلة بسبب تفاصيلها الكثيرة؟ وهناك من قال إن خلاف دب بين شقيقة العريس والعروس ما دفع شقيقته لإبلاغه فى التو واللحظة “عمه بقى” ما أثار غضب العريس ودفعه لارتكاب هذا الفعل.
ومهما اختلفت الأسباب أو المواقف أو التوتر فى هذه الليلة لا يعنى ولا يستلزم كل هذا العنف غير المبرر !
العروس التى تنازلت عن حقها لها الحرية، ولكن عليها أن تعرف أنها بهذا التنازل أساءت لكثيرات من بنات جنسها، كان يجب عليها أن تأخذ موقف وموقف حازم، على الأقل اغضبى يومين، اثأرى لكرامتك، دافعى عن إنسانيتك التى أهدرت على مرأى ومسمع من الجميع، حتى يعلم أنه لا يقبل تحت أى ظرف أن يمارس ضدك أى عنف ولو بالنظرة، ضعى نقاط أسس الحياة الزوجية وضوابطها على حروفها حتى يفكر آلاف المرات قبل أن يقدم على فعل مثل ذلك حتى ولو كان داخل غرفة النوم، لقينه درس فى الاحترام والمودة والرحمة التى يجب أن تكون، موقفك هذا كان يفرق كثيرا فى أيامك القادمة معه، وأتصور أن هذا العريس كان عنيفا أيّام الخطبة ولن يتخلى عن سلوكه مادام لم يتمالك نفسه فى الشارع وفى ليلة مثل هذه.
العروس بتنازلها مهما كانت الضغوط وقبولها الاستمرار وابتسامتها يوم الصباحية فى الفيديو التمثيلى الذى خرج علينا، ظلمت نفسها ويوما ما ليس ببعيد سوف تندم عندما ينطفئ وهج الحب وتبدأ ضغوط الحياة ويتعصب الزوج ويمد يده مرة أخرى ويعنفها لن يكون لها عذر لأنها من سمحت وتسامحت بداية وتركته يضربها وارتضت هذا الفعل ولسان حالها يقول: اضربنى من فضلك، أنا اللى استاهل كل اللى يجرى لى.
وختاما حماية للبنات والسيدات اللاتى يعتقد الرجال أنهم يمتلكونها بمجرد عقد الزواج، وأنه من حقه أن يفعل بها مايشاء لابد وأن يقر مشروع القانون الخاص بضرب الزوجات تطبيقا للمثل الشعبى: “ناس تخاف متختشيش”.