الشاي.. بدأ في الصين

ذكرت سجلات هوايانج التي تعود الى 3 الاف عام مضت بدء زراعة الشاي في الصين وتقديمه كمنتج محلي للامبراطور تشو ووانج

ومن بعدها بدا الشاي يتحول الى سلعة متداولة. وفي عام 59 قبل الميلاد ذكرت وثيقة العبيد طهي اطباق الشاي وشراء الشاي في وويانج لتدخل الحياة اليومية للطبقة العليا.

ومع ازدهار الاقتصاد والحياة السياسية و الثقافية تم تعزيز انتاج وتجارة الشاي بشكل كبير ومع ازدهار البوذية انتشرت الطريقة المميزة لشرب الشاي بسرعة من الجنوب الى الشمال.

وهناك مخطوطات تذكر دروس لتعلم شرب الشاي في معبد لينج يان في جبل تاي شاندونج.

ومع الوقت وزيادة حجم التجارة تم فرض ضريبة الشاي في عهد الإمبراطور دا زونج جنبا الى جنب مع عددٍ من السلع مثل الورنيش والخيزران والخشب. وكانت الضريبة يبلغ قيمتها العشر.

وفي ذلك الحين ظهرت حديقة شاي مخصصة لانتاج شاي البلاط ولا تزال اثارها موجودة حتى الآن في مقاطعة تشجيانغ.

وفي منتصف عهد اسرة النجمان لظهور كتاب الشاي الذي كتبه لو يو اهمية كبيرة في تاريخ ثقافة الشاي

والكتاب “موسوعة الشاي” يحوي اكثر من 7000 كلمه يقع في 3 اجزاء مقسمه الى 10 فصول ، وهو يعد بحثا متعمقا و دقيقا وملخصا في الوقت نفسه عن اصل وانتاج والشاي بالاضافة الى طرق طهيه والشرب.

وبحلول العام ال15 من حكم اسرة تشنجوان في 641 ميلادية دخلت الاميرة ون تشنج التبت وجلبت الشاي كمهر لها عندها زادت قيمة شرب الشاي في التبت لدرجة انه يقال “عدم تناول الطعام ثلاثة أيام أهون من عدم تناول الشاي ليوم واحد”.

وإلى الآن يعتمد اهالي التبت على الحليب واللحوم والشاي للحفاظ على صحتهم.

ومنذ ذلك الحين ازداد الطلب على الشاي من الاقليات العرقية في الصين واصبح الشاي في المناطق الحدودية الشمالية الغربية سلعة رائجة.

وفي العام 20 من حكم تانج تشينيوان في عام 804 ميلادية جاء الراهب الياباني سايكي لدراسة البوذية. وعندما عاد إلى بلاده احضر معه بذور الشاي ليزرعها في مقاطعة شيجا باليابان

وفي العام التالي نقل هو وزملاءه المزيد من بذور وادوات صنع الشاي الى اليابان. ولا يزال اساتذة الشاي اليابانين يطلقون على فنجان أسرة سونغ الاسود المزجج اسم ” فنجان شاي تسانومي” ويعتبرونه كنزا لحفل الشاي.

ومنذ ذلك الحين انتشرت طرق وعادات شرب الشاي الصينية في اليابان مما جعلها جزءا هاما من الثقافة الشرقية الفريدة.

وفي عهد أسرة سونج تحولت طريقة شرب الشاي من الماء المغلي إلي تقنية مختلفة حيث يوضع مسحوق الشاي المطحون ناعما في كوب ويصب كمية صغيرة من الماء المغلي تكفي اعمل معجون ثم يصب الماء المغلي مع التقليب.

كما بدا “تنافس الشاي” بين نبلاء البلاط لتحديد الشاي الجيد.

ثم ظهرت “اقراص الشاي لونغتوان فنجبينج” واسمها شاي بي يوان. وهو اهم انجاز لإنتاج اقراص الشاي الصيني القديم.

وخلال فترة حكم الامبراطور تايبينج شينغجوه الذي حكم في الفترة 976-983 ميلادية تم صنع شاي لونغفنغ.

وفي عام 1391 ميلادية اصدر الامبراطور تشو يوان تشانج مرسوما بالغاء اقراص الشاي واستبدالها بالشاي السائب مما تسبب في ازدهاره وتراجعت اقراص الشاي لتصبح للعرض فقط وتغيرت لذلك طريقة شرب الشاي حيث اختفى اسلوب تنافس الشاي وتم وضع الاوراق بالماء المغلي.

ولان طريقة شرب الشاي كانت ذات اهمية كبرى في عصر اسرة مينج فقد تم التعبير عنها في عدد من اللوحات مثل لوحة حفل الشاي بجبل هوي للفنان وين هويمسنغ ولوحة تجهيز الشاي لتانغ ينغ ولوحة الشاي المغلي لوانغ وين.

ومع بزوغ عصر اسرة تشينغ تعمقت ثقافة الشاي بين الناس وانتشرت في العالم عن طريق التجارة بل واحتكرت الصين سوق تجارة الشاي العالمي للخارج بسرعة اكبر مما انتشرت المقاهي في جميع انحاء الصين وكذا المتاجر المتخصصة في بيع الشاي.

انواع الشاي

شجرة الشاي نبات شبه إستوائي صالح للزراعة في التربة الحمضية والمناخ الدافي الرطب.

وتوجد بالصين معظم انواع اشجار الشاي وكل نوع يختص بصنع شاي معين فهناك اشجار الشاي الاخضر واخرى للاسود وثالثة لشاي أولونغ.

وتبعا لطريق التصنيع يقسم الشاي الى ؛ اخضر، اسود، أولونغ ، أصفر ، أبيض ، داكن، وشاي معالج(معطر- مضغوط- مستخلص).

الشاي الاخضر هو والشاي ظهر والاكثر مبيعا في الاسواق العالمية. ويتم انتاجه عن طريق التعتيق ، اللف، التجفيف، وهو شاي غير مخمر. الشاي النهائي منه له خصائص جودة صافية.

الشاي الأسود هو شاي مخمر بالكامل حيث تتحول الاوراق الخضراء الطازجة الى اللون الاحمر بعد عدد من العمليات التي تشكل الخصائص النهائية لجودة مشروب الشاي الاحمر وحاليا الشاي الاسود له اكبر انتاج واوسع سوق واكثر مبيعات في العالم.

طريقة معالجة وتصنيع الشاي الاصفر تتشابه مع الشاي الأخضر باستثناء وجود عملية اصفرار اضافية مما يجعل الشاي يظهر خصائص الاوراق الصفراء بعد التخمير. ويقسم الشاي الأصفر الى 3 انواع من حيث طراوة وحجم اوراق الشاي.

وبالنسبة لشاي أولونغ المعروف ايضا باسم شاي تشينغ هو شاي نصف مخمر تستخدم به طريقة تخمير خاصة وطرق تعتيق الشاي الأخضر. وعندها يحتوي الشاي النهائي على رائحة الشاي الاخضر ورايحة الشاي الاسود، فيتميز الجزء السفلي من الاوراق الخضراء والاطراف الحمراء.

الشاي الابيض هو شاي مخمر خفيف يعتمد في تصنيعه على التعتيق والتجفيف. ومنتج الشاي الابيض النهائي يكون مغطى بيكوي لونه ابيض فضي انيق. المشروب يكون خفيف وذا طعم طازج ويضم عدة انواع مختلفة.

طقم الشاي

منذ ان دخل شرب الشاي حياة الشعب الصيني فلا يمكن فصلها عن أطقم الشاي وكان تطورهم متزامنا.

وتثبت المخطوطات انه لم يوجد طقم خاص الشاي عند بدء ظهور شرب الشاي لاول مرة في منطقة باشو ويمكن اعتبار الكؤوس المزججة باللون الازرق التي ظهرت من عهد اسرة جين أقدم شكل لطقم الشاي.

وذكر كتاب لو يو “كلاسيكيات الشاي – الاواني الاربع” عن وجود 28 نوعا من أطقم الشاي لها استخدامات عدة سواء لصنع او طحن او شرب او تخزين الشاي.

وتفننت افران الخزف في الجنوب والشمال عددا كبيرا من أطقم الشاي تم اكتشاف بعضها في بعض المقابر المختلفة.

ومع انتشار الشاي السائب في عصر اسرة منج ومع تغير طريقة شرب الشاي ظهر ابريق الشاي التي كانت تستخدم في الاساس لتخمير الشاي.

في البداية تركزت الوان الخزف على الازرق مع الابيض وتدريجيا اصبحت الاطقم الاكثر شيوعا هي ذات اللون الارجواني.

وكما تنوعت الالوان تنوعت الخامات فظهر بجانب الخزف خامات اخرى وهي الذهب، الفضة، المينا، النحاس، القصدير، اليسن، العقيق، الكريستال، البورسلين، خشب الخيزران، الاصداف وقشور جوز الهند .. وغيرها.

عادات شرب الشاي

يعتبر الشعب الصيني بكل العرقيات ان الشاي ضرورة يومية لا غنى عنها على الرغم من اختلاف اساليب شرب الشاي والغرض من استخدامه.

واكثر العبارات شيوعا في الصين عند استقبال ضيوف هي “من فضلك إشرب الشاي”.

شاي الحليب المنغولي

يتكون من الشاي الاخضر او الاسود مع كميه مناسبة من الحليب والملح. ويشرب الرعاة في منغوليا هذا الشاي 3 مرات يوميا مع الوجبات الرئيسية وفي الاعياد الكبرى.

شاي الزبدة التبتية

هو مشروب يومي تقليدي لشعب التبت وهو عبارة عن شاي يضاف اليه زبدة مالح ويتميز برائحته الزكية وهناك مثل يقال: يوما بدون شاي يسبب الخمول وثلاثة ايام بدون شاي تسبب المرض.

شاي أعواد البامبو

يصنع شاي البامبو عن طريق صب الماء في اعواد البامبو وتغلى بعد وضع أوراق الشاي الطازجة لمدة 10 دقائق تقريبا بعد ان يتم غلق اعواد البامبو بأوراق الموز ويكون الشاي لونه أخضر وطعمه خفيف نسبيًا.

انتشار الشاي الصيني

يتم زراعة الشاي حاليا في اكثر من 60 دولة ويشربه حوالي 3 مليار شخصي اكثر من 160 دولة.

ولأن أول ظهور لمشروب الشاي كان في الصين نجد ان ثقافة شرب الشاي الصينية اثرت كرمز للحضارة الشرقية القديمة وانتشرت الى مختلف دول العالم. كما تعتبر ايضا وسيلة لنشر الثقافة الصينية.

قام الصينيون بتصدير الشاي عن طريقي البر والبحر وانتشر الشاي من القرن العاشر الى القرن الثاني عشر جنبا الى جنب مع الحرير والخزف ليصل في القرن السابع عشر الى مناطق ودول جنوب شرق اسيا.

بعد القرن السابع عشر تم تصدير الشاي الى اوروبا من خلال شركة الهند الشرقية في البداية لم يكن له شعبية كبيرة حتى انه لم يكن يباع الا كدواء لعلاج الامراض.

الا انه من ستينات القرن الثامن عشر بدأ انتشار عادة شرب الشاي اولا في الطبقة الاستقراطية في هولندا يليها اسبانيا وبريطانيا ففرنسا والدنمارك.

ومنذ 1720 زاد الطلب على الشاي في بريطانيا لتصبح اكبر مملكة للتجارة البحرية للشاي في القرن الثامن عشر.

اثر استيراد الشاي على الحياة الغذائية في اوروبا، حيث اصبح تناول الشاي في فترة ما بعد الظهيرة الذي جلبته الأميرة البرتغالية كاثرين الى إنجلترا من اساسيات الحياة البريطانية.

Sent from my iPhone

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *